26 مرشحا لرئاسيات تونس.. من الأقرب لكرسي قرطاج؟

زياد المزغني | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

97 مرشحا من الحزبيين والمستقلين تقدموا بأوراقهم في انتخابات الرئاسة التونسية المقررة في 15 سبتمبر/ أيلول 2019، بينهم 3 رؤساء حكومات سابقين ورئيس جمهورية سابق، ووزراء في الحكومة الحالية.

بعد التدقيق في شروط الترشح، فشل 71 منهم في تحقيق هذه الشروط، وفي مقدّمتها تجميع 10 آلاف تزكية من المواطنين أو تزكية 10 أعضاء من نواب البرلمان، بالإضافة إلى ضمان مالي وشرط السن، ما جعل المنافسة محصورة في 26 مرشّحا فقط يمثلون جميع ألوان الطيف السياسي في تونس.

عدد المرشحين قد يبدو متقاربا مع عدد المرشحين عام 2014 والذي بلغ 27 وقتها، إلاّ أنّ تنوّع المرشحين هذه المرة من داخل العائلة السياسية الواحدة قد يؤدّي إلى تشتت الأصوات وتقارب النسب بين المرشحين، ما يجعل توقع النتيجة أمرا صعبا للغاية، وهو ما أكّدته استطلاعات الرأي الأخيرة.

مرشحو الثورة

بعد مرور 5 سنوات على حكم "حركة نداء تونس" متحالفة مع حركة النهضة وعدد من الأحزاب التي تصف نفسها بالوسطية، لا يزال عدد من المرشحين يعرّفون أنفسهم انطلاقا من هويتهم الثورية واعتمادهم على خطاب محاربة الفساد، والتصدّي لعودة رموز النظام القديم إلى السلطة.

يأتي في مقدّمة هؤلاء أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، البالغ من العمر 61 عاما، فمنذ الإعلان عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

لم يغب اسم سعيد عن متصدّري نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها عدة مؤسسات مختصة في تونس، مسجّلا مفاجأة لجلّ المتابعين للشأن السياسي في البلاد، والسياسيين على حدّ سواء خاصّة أولئك الذين يراهنون على خوض المنافسة على كرسي قرطاج.

كما أعلن المحامي والناشط الحقوقي سيف الدين بن مخلوف والذي يصنّف إسلاميا بحكم قيادته لائتلاف "الكرامة" الذي يترأس قوائمه حقوقيون وأئمة مساجد وعدد من قيادات "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" والتي تم حلها خلال فترة تولي حكومة المهدي جمعة إدارة البلاد عام 2014.

في الوقت نفسه بادر الأمين العام للتيار الديمقراطي محمد عبّو إلى الترشح في اليوم الأول من فتح الباب، في الوقت الذي قرّر فيه الرئيس السابق المنصف المرزوقي تقديم ترشحه في اليوم الأخير من تقديم الترشحات.

ومحمد عبّو الذي يشهد حزبه صعودا ملحوظا خلال الفترة الماضية وحضورا في استطلاعات الرأي، هو في الأصل أحد الأحزاب التي انشقت عن حزب المرزوقي المؤتمر من أجل الجمهورية، والذي تفكّك إلى 4 أحزاب بعد وصوله للسلطة في العام 2011.

اليسار المشتت

الجبهة الشعبية أكبر ائتلاف حزبي يساري وقومي يضم 10 أحزاب إضافة إلى منظمات وشخصيات سياسية، تفجّر خلاف بداخله مؤخرا أدّى إلى انقسام كتلته البرلمانية.

وصل الخلاف أوجّه بعد إعلان حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ترشيح القيادي فيه وعضو مجلس النواب المنجي الرحوي للانتخابات الرئاسية، في استباق لقرار الجبهة التي أقر مجلس أمنائها ترشيح الأمين العام لحزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي.

في الوقت نفسه ترشّح القيادي النقابي السابق والقيادي المستقيل من حزب الوطنيين الديمقراطيين عبيد البريكي، والذي أسس رفقة أرملة زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد والذي اغتيل في 6 فبراير/شباط 2013 حزب "تونس إلى الأمام".

نداء تونس

في العام 2014، شهدت نتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الأول صعود مرشح نداء تونس الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي إلى جولة الإعادة.

كان للسبسي النصیب في الفوز بمنصب الرئاسة بعد حصوله على نسبة 55.68 مقابل حصول المرزوقي على 44.32 من جملة عدد أصوات أكثر من 3 ملايين ناخب شاركوا في الانتخابات من بين أكثر من 5 ملايین مواطن لهم حق التصويت، وعرفت نسبة مشاركة بلغت 60.11.

وكانت هذه النتيجة نتيجة استقطاب ثنائي كبير شهدته الانتخابات التشريعية وما قبلها بين حركة النهضة وحركة نداء تونس، التي استفادت مما سمّي حينها بالتصويت المفيد، والذي حرم الأحزاب الصغيرة من أصواتها مقابل التصويت لمرشحي النداء من أجل خلق "توازن سياسي".

الانتخابات الحالية، واستتباعا لأزمات سياسية عاشها حزب نداء تونس، وانشقاقات متتالية واستقالات، تجد كتلته الناخبة نفسها أمام زحمة من المترشحين.

إذ أعلنت حركة نداء تونس ممثلة في ممثلها القانوني نجل الرئيس الراحل حافظ قائد السبسي دعمها لوزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، والذي يعتبر من أبرز المنافسين على منصب الرئيس، بينها أعلن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد والذي يتزعم حركة "تحيا تونس" التي تأسست إثر خلاف مع السبسي الأب والابن خلال العام 2018 ترشحه في اليوم الأخير من تقديم الترشحات.

كما أعلن المستشار السابق لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي محسن مرزوق ترشحه، والذي يتزعم حركة "مشروع تونس" أوّل الأحزاب المنشقة عن حركة نداء تونس، وترشحت كذلك المستشارة السابقة للرئيس الراحل سلمى اللومي الرقيق والتي أسست حزب "أمل تونس".

ويعتبر رجل الأعمال ومالك قناة نسمة أحد أكبر القنوات مشاهدة في تونس نبيل القروي أحد أبرز المنافسين على منصب رئاسة الجمهورية، إذ لم يغادر المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي منذ إعلانه عن ترشحه في 29 مايو/أيار 2019.

والقروي هو أحد مؤسسي حركة نداء تونس عام 2012، وشهد أهم المحطات السياسية التي مرّ بها الحزب، إذ شارك في لقاء باريس الشهير الذي جمع الغنوشي بقائد السبسي وهندس الحملة الإعلامية للرئيس الراحل كما كان أحد أطراف النزاع في الحزب منذ العام 2015.

كما تنافس رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي على نفس الكتلة الناخبة للنداء التاريخي، حيث ترفع شعارات معادية للإسلام السياسي والأحزاب المعارضة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حين كانت تشغل منصب الأمين العام المساعد لحزب التجمع المنحل، وتعتبر نفسها الوريثة الشرعية لإرث البورقيبي (نسبة للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة) وهو نفس الشعار الذي رفعه نداء تونس منذ تأسيسه.

قائمة الإسلاميين

في أول مايو/آيار 2019 أعلن رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي ترشحه للانتخابات الرئاسية بصفته مستقلا، واستبق الجبالي قرار حركة النهضة التي أعلنت أنّها معنية بالانتخابات الرئاسية.

الجبالي أعلن استقالته من حركة النهضة عام 2014، بعد أن سبق واستقال من رئاسة الحكومة إثر رفض النهضة مقترحه لتشكيل حكومة تكنوقراط برئاسته إثر اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير/شباط 2013.

وأعلن حينها الأمين العام للنهضة استقالته من الحركة ليتفرغ للدفاع عن الحقوق والحريات، والانتصار لقيم الثورة، وإنفاذ "تونس الجديدة"، وقال الجبالي في بيان له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن بقاءه في صفوف الحركة قد يحمّله تبعات "قرارات وخيارات تنظيمية تسييرية، وأخرى سياسية إستراتيجية للحركة، لم يعد يجد نفسه فيها".

ولفت البيان إلى أن ما تقوم به الحركة الآن من "تخاذل واستسلام" قد يفضي إلى انتكاسة وعودة إلى منظومة الاستبداد والفساد، وتأتي الاستقالة أيضا بحسب الجبالي "تجنبا لكل خصومات ومشاحنات تضعف صف المناضلين، وتذهب بالود والعلاقات الطيبة مع كل إخواني قيادة وصفا".

وإثر تعديل المكتب التنفيذي للنهضة على قوائم الحزب المرشحة للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 6 أكتوبر/ تشرين الثاني 2019 بعد انتخابها من القواعد، أعلن أحد أبرز القيادات الشابة التي عارضت قرار قيادة الحركة وبرزت إعلاميا منتقدة لها ترشحه للرئاسة.

عضو مجلس شورى حركة النهضة المستقيل حاتم بولبيار تمكن من الحصول على تزكيات 11 نائبا من بينهم 7 نواب من كتلة النهضة للترشح للانتخابات الرئاسية رغم اتخاذ الحركة قرارا بترشيح نائب رئيسها ورئيس مجلس نواب الشعب بالإنابة عبد الفتاح مورو.