Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

على وقع ضربات المقاومة.. هل تنصاع إسرائيل لهدنة تلملم فيها جراح جيشها؟

منذ 2023/11/21 15:11:00 | هاشتاغ
أفراد القسام نفذوا عمليات نوعية ضد العدو
حجم الخط

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه السادس والأربعين، ازداد الحديث عن قرب التوصل إلى صفقة هدنة وتبادل أسرى بوساطة قطرية وسط تصاعد معاناة المواطنين جراء النزوح والقصف المتواصل.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس قرب التوصل إلى تهدئة مؤقتة بوساطة قطرية، مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين وأجانب جرى اقتيادهم من مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، خلال بيان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل "بات قريبا"، قائلا: "سلمت الحركة ردها للإخوة في قطر والوسطاء ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة".

وجاء تسليم الرد بعد ساعات من إعلان هيئة البث الرسمية الإسرائيلية في اليوم السابق أن تل أبيب أعطت "ضوءا أخضر" لصفقة تبادل أسرى، وتنتظر ردّ حماس. كما أشارت الهيئة إلى أن إسرائيل أخطرت الوسطاء بأنها وافقت على شروط الحركة.

فيما أفاد عضو المكتب السياسي عزت الرشق، بأن قطر هي من ستعلن عن اتفاق الهدنة مع إسرائيل، المرتقب الكشف عن تفاصيله، موضحا أنه يتضمن وقفا لإطلاق النار مقابل دخول مساعدات والإفراج عن عدد متفق عليه من أسرى الاحتلال من النساء والأطفال.

وأضاف أن ذلك "سيقابله الإفراج عن النساء والأطفال من أبناء شعبنا في سجون الاحتلال"، موضحا أنه "حال الإعلان عن الاتفاق فسيكون مقبولا ومرضيا لنا وسيعبر عن مطالب المقاومة الموحدة في الميدان والسياسة أيضا.

ويأتي ذلك في أعقاب إعلان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتلي الكتائب دمروا 60 آلية عسكرية إسرائيلية منها 10 ناقلات جند خلال الـ72 ساعة الماضية، مرجحا قصف إسرائيل قوات لها على الأرض ظنا منها أنه جرى أسر عدد من جنودها.

وأكد أن أفراد القسام "نفذوا عمليات نوعية ضد العدو وأوقعوا عددا من الجنود بين قتيل وجريح"، موضحا أن هدف الاحتلال في هذا العدوان هو التدمير وقتل المدنيين.

وقال إن "محرقة العدو ضد شعبنا ستكون بداية نهايته"، وأن "الحالة الهستيرية التي يتعامل بها في جرائمه مؤشر على عدم اقتناعه بالنصر"، مؤكدا أن "العدوان سينكسر ولن تنكسر إرادتنا".

وعشية خطاب أبو عبيدة، أطلقت القسام دفعة من الصواريخ على مدينة تل أبيب وضواحيها، وُصفت بأنها من أكبر الرشقات الصاروخية منذ بداية العدوان، دفعت جموعا من الإسرائيليين للهرولة نحو الملاجئ بعد انطلاق صفارات الإنذار.

وأعرب ناشطون على منصة إكس، عن سعادتهم بقدرة المقاومة على فرض قوتها بقصفها تل أبيب وتسببها في فرار المستوطنين نحو الملاجئ، وإجبارها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو للقبول صاغرا بشروطها والاقتراب من إعلان التهدئة المؤقتة.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حرب_غزة، #تل_أبيب، أثنى ناشطون على ما حمله خطاب أبو عبيدة الأخير من بشارات ورسائل للفلسطينيين ووعيد للاحتلال.

تهدئة قريبة

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "مع الإعلان عن اتفاق، ممكن أن ينقلب الاحتلال على الاتفاق في آخر لحظة ولكن الأميركان استوعبوا أنه لا يمكن لإسرائيل أن تنجح بتحقيق هدف القضاء على حماس، ويريدون إنهاء الموضوع بأسرع وقت".

وقال الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة: "الاتفاق يثبت مفهوم التبادل، وهو خطوة صغيرة باتجاه الكل مقابل الكل، ويربط الهدنة بإدخال المساعدات لأبناء القطاع، وهو ما يسهم في فضح الجرائم التي ارتكبها الاحتلال".

وأكد أن الخطوة تسهم في التعامل مع الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، وإظهار العدو غير مبال بحياة الأسرى، بعد التأخر في إتمامها مما تسبب في قتل بعضهم.

وأكد المحلل السياسي فايز أبو شمالة، أنه بعد 46 يوماً من المقاومة، أدرك قادة الجيش الإرهابي الإسرائيلي أن الذي خطط للهجوم الماحق بتاريخ 7/10، رتب للدفاع الصاعق عن أرض غزة، وأعد الكمائن التي أربكت حسابات إسرائيل السياسية، وليس لهم من مخرج إلا بالهدنة وصفقة تبادل أسرى.

انصياع نتنياهو

وقال أحمد رمضان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ ينزل من الشجرة، لكن بعد أن كُسِر ظهره، وأهدافُه تلاشت، ووعودُه تناثرت، وتهديداتُه تبعثرت، والخناقُ حول رقبته يضيق.

وأوضح أن الوقائع تؤكد أن غزة كلها ميدان اشتباك ولا سيطرةَ للاحتلال على كيلومتر واحد، خسائرُه في قوات النخبة وليس الاحتياط، وتعويضها بين الضباط يحتاج سنوات، وفي المدرعات كبيرة ومؤثرة. 

وبين الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن العدو بالبحث عن صورة انتصار، والمشافي هي الهدف، ويماطل في صفقة الأسرى والتهدئة، لا لشيء سوى أمله بأن يحقّق صورة انتصار تسوّق الصفقة على من يرفضونها من شعبه.

وأضاف أن الصواريخ تصل تل أبيب من جديد، وجنوده يسقطون، وآلياته تتحطّم، فلا يجد غير المشافي ينفّس فيها عن غضبه، ويسوّق من خلالها أكاذيبه.

ورأى الناشط السياسي محسن جعفر، أن المقاومة وضعت نتنياهو وجيشه على صفيح ساخن، وإسرائيل على حافة بركان، متوقعا انطلاق حمله لإنقاذ إسرائيل بدعوى هدنه تعقبها أخرى.

وقال: "حقنا للدماء الإسرائيلية ستحدث تهدئة غير واضحة المعالم ويتكالب دبلوماسيو أوروبا وأمريكا على إعطاء مكاسب سياسية لإسرائيل لم تستطع انتزاعها بالقوة، أو الانفجار".

أبو عبيدة

وتحت عنوان "قراءة في خطاب أبو عبيدة"، قال الباحث في الفكر السياسي سعيد زياد، إن حرب المدن تبدأ عند دخول العدو المدينة، وليس على تخومها وأطرافها، حين يظنّ أنه استطاب له الموقف، وسيطر على الأرض، تأتيه الغارات والكمائن لتبدد وهمه وتزيل الغشاوة عن عقله إن بقي له رأس.

وأضاف أن إيقاع هجمات القسام يتصاعد بشكل حاد وسريع نتيجة لاستمكانها من الأرض أكثر مع مرور الوقت، ودخول العدو إلى المناطق المبنية، فالأرض تقاتل مع أصحابها المدافعين.

وأشار المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إلى أن أبو عبيدة لأول مرة يتجاهل الأسرى الإسرائيليين، وملف تفاوض الهدنة وصفقة التبادل، وعده دليل ذهاب قيادة القسام لطي الملف وتأخيره إثر اهمال نتنياهو وجنرالات الحرب، وسلوك الجيش النازي.

ولفت إلى أن أبو عبيدة ركز على الإنجازات الميدانية والعمليات النوعية، وتثبيت رؤية المقاومة في مراكز ونقاط الفعل الموجه لصد الاجتياح العسكري، فأولوية قيادة القسام اليوم مواجهة العدوان ودحره وتكبيده الخسائر مضاعفتها. وبدأت تهمل ملف التبادل وتأخره في سلم اهتماماتها.

ودعا الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، إلى التفاؤل بالنصر، قائلا: "استبشروا وكبروا حتى تعانق تكبيراتكم عنان السماء فوالله الذي لا يعبد بحق سواه إن المقاومة الفلسطينية انتصرت نصرا مؤزرا وعمليه طوفان الأقصى حققت نتائجها بنجاح كبير على المستويات كافة، وغدا سيتلو ابو عبيدة خطاب النصر بصوته الذي تهفو إليه المسامع".

ولخص الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام، خطاب أبو عبيدة في نقاط عدة، منها قوله: "مجاهدونا تمكنوا من استهداف 60 آلية عسكرية صهيونية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة منها 10 ناقلات جند، استهدف مجاهدونا قوة راجلة بعبوات مضادة للأفراد يوم السبت وأوقعوا فيها إصابات محققة وسمعوا صراخ العدو واستغاثته".

تل أبيب

وأوضح الصحفي أحمد منصور، أن "المقاومة لا تزال تدك تل أبيب وكل المدن الإسرائيلية بالصواريخ وتقاوم ببسالة مذهلة أفقدت قادة إسرائيل صوابهم وعقولهم ووفقا لتقارير المقاومة بلغ عدد الآليات المدرعة والدبابات التي دمرتها المقاومة منذ بدء الهجوم البري وحتى الآن 282 آلية ودبابة".

وأشار الصحفي صلاح بديوي، إلى أن الضربة الصاروخية التي وجهتها كتائب القسام للكيان الصهيوني طالت 129 موقعا عسكريا غالبيتها في ما يسمى بتل أبيب الكبرى، وكبدت العدو خسائر موجعة، وهي أكبر ضربة توجه لتل أبيب من قبل. 

وأكد أن الضربة سببت صدمة ورعب غير مسبوق لهؤلاء الهمج داخل المغتصبات الصهيونية، قائلا: "عودوا أيها الغرباء إلى البلدان التي بلتنا بكم".

وبدوره قال الأديب عمار علي حسن، إن هزيمة إسرائيل تتأكد كل يوم في ميدان القتال، فتمعن في الانتقام من المدنيين.

فيما قال الكاتب الأردني علي سادة، إن قصف تل أبيب هي أكبر عملية رشق صاروخي منذ العدوان الإسرائيلي، حيث دوت صافرات الإنذار في 129 موقعا صهيونيا في نفس اللحظة جراء رشقة صاروخية من غزة.

يوم الطفل

واستنكر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، تحول غزة في يوم الطفولة العالمي (20 نوفمبر) إلى مقبرة للأطفال على أيدي الصهاينة النازيون الجدد.

وقال في تغريدة أخرى: "الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية تحتفل بيوم الطفل العالمي، نذكرهم أن أطفال قطاع غزّة محرومين من كل مقوّمات الحياة، وتتحملون المسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية للعمل والتحرّك الجاد لوقف المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي تتعرّض لها الطفولة البريئة في فلسطين".

وعرض الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، مقطع فيديو لعدد من الأطفال الخدج بينهم طفل الشهيدة فاطمة الهرش التي قتلت في قصف صاروخي وأنقذ الأطباء ابنها من بطنها.

وقال: "لم تُسمه أمه، فقد قتلها الاحتلال وهي حامل به، أما هو فولد قبل أوانه، وعانى مع عشرات الخُدّج في مستشفى الشفاء قبل أن ينقل إلى مستشفى في رفح لإنقاذ حياته".

وأضاف في تغريدة أخرى أن في ذكرى يوم الطفل العالمي، يعتقل الاحتلال في سجونه 96 طفلا مقدسيا (تحت سن الـ18)، تزامنا مع تردٍ لأحوال الأسرى في السجون بعد السابع من أكتوبر، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.

ولفت داغي، إلى أن الاحتلال ما يزال يحتجز جثامين 5 أطفال مقدسيين (تحت سن الـ18)، أصغرهم الطفل خالد زعانين (14) الذي أعدمه الاحتلال بالقدس المحتلة في 30 أغسطس/آب 2023.

وقالت حنان العتيبي: "مع استشهاد 5500 طفل على الأقل وفقدان ما لا يقل عن 1750 آخرين في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي، لا تزال حياة مليون طفل على شفير الهاوية، فيما الخدمات الصحية للأطفال على حافة الانهيار في جميع أنحاء القطاع المحاصر".

وكتبت ضحى حبيب: "بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أطفال غزة استشهد منهم لحد الآن 5600 طفل! إلى جانب حوالي ألفين طفل مفقود تحت الأنقاض! المجموع أكثر من سبعة آلاف طفل! وفيه آلاف الأطفال فقدوا بيوتهم وأهلهم، وآلاف مصابين إصابات هتكمل معاهم باقي عمرهم!".


تحميل

كلمات مفتاحية :

إسرائيل تهدئة حماس غزة فلسطين كتائب القسام يوم الطفل العالمي