Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

رغم دعمها العدوان.. لماذا عدت صحيفة عبرية واشنطن “من مصادر القلق”؟

منذ 2023/11/18 07:11:00 | ترجمات الإنجلیزیة
"ليس لدينا رفاهية لأن نخضع لتجربة أخرى من هذا النوع"
حجم الخط

رغم دعمها غير المحدود للحرب الإسرائيلية ضد غزة، هاجمت صحيفة عبرية سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب على القطاع، بوصفها لا تقدم الدعم الكافي لحماية الاحتلال، مؤكدة أن "الخضوع للضغط الأميركي يعد تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي".

وادعت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير أعده الرئيسان المشاركان لـ"حركة السيادة" الإسرائيلية (Sovereignty Movement)، يهوديت كاتسوفر، ونادية مطر، أن "صديقتنا الكبرى، الولايات المتحدة، مصدر من مصادر القلق".

قلق متصاعد

وقالت الصحيفة العبرية إنه "بقدر ما تتعمق مظاهر صداقتها لإسرائيل في المجال العسكري هذه الأيام، فإن هذا القلق من التصرفات الأميركية يتصاعد تدريجيا".

وأشارت إلى أن "كل حاملة طائرات أميركية تقترب من منطقتنا تؤدي إلى تفاقم هذا القلق، لأنه على الرغم من كل الحديث عن القيم المشتركة، فإن مصالحنا لا تتوافق كليا مع مصالح صديقتنا الكبرى".

وأكدت أنه "في هذا الواقع، كلما زادت القوة العسكرية للولايات المتحدة في منطقتنا، تضاءلت قدرة إسرائيل على الاعتماد على مبادئها والحفاظ على مصالحها الأمنية والدبلوماسية".

وأفاد بأن "من الأمثلة الصارخة على ذلك، الضغوط التي تمارس واشنطن حاليا على الحكومة الإسرائيلية، حتى قبل انتهاء المعركة في الجنوب، لوضع السلطة الفلسطينية بشكل أو بآخر كحكومة بديلة لحماس في قطاع غزة".

وأضافت أن "المشروعية المزعومة لمطلب أميركي من هذا القبيل في قطاع غزة، من شأنها أن تصبح أقوى عندما يُطرح طلب مماثل يتعلق بمنطقة يهودا والسامرة (الاسم العبري للضفة الغربية)".

وأوضحت أنه "حينها، سنجد أنفسنا مرة أخرى تحت ضغط أميركي هائل لإقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل وجنوبها".

وزعمت أن "الولايات المتحدة عندئذ ستضغط علينا للتخلي عن أراضي وطننا، ومرة أخرى، سوف يترسخ في وعي العالم العربي أن إسرائيل هُزمت في نهاية المطاف".

وأورد كل من "كاتسوفر" و"مطر" في مقالهما أن "العمق الإستراتيجي لإسرائيل هو المسألة الأكثر أهمية بالنسبة لها".

وأضافا: "كانت الفكرة الخطيرة المتمثلة في تقسيم الأرض وإقامة دولة إرهابية في قلبها تبدو أنها قد أزيلت من طاولة المفاوضات".

"ولكن من المؤسف أن هذه الفكرة عادت لتتجسد مرة أخرى، حيث تجددت عملية البحث عن آخر فلسطيني "معتدل"، سواء بربطة عنق أو بدونها، بزي السجن أو بدونه"، وفق وصف التقرير.

وأردف أنه "نتيجة لذلك، فإن أسماء من الماضي الإرهابي الملطخ بالدماء، من بينها محمد دحلان (رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة) ومروان البرغوثي (السياسي الفلسطيني المعتقل في السجون الإسرائيلية)، تعود إلى الظهور كشركاء مناسبين للقيادة في حقبة ما بعد السنوار (قائد حماس في غزة)".

وتساءل الكاتبان: "هل من المعقول من أجل هذه الفكرة السخيفة (حل الدولتين) أن يقاتل أبناؤنا وبناتنا ويضحون بأرواحهم في معارك بطولية في قطاع غزة؟"

العمق الإستراتيجي

ويعتقد المحللان الإسرائيليان أن "العمق الإستراتيجي لإسرائيل هو المصلحة الأكثر أهمية التي يجب على إسرائيل الحفاظ عليها لتأمين مواطنيها".

ويرى التقرير أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لإنشاء إستراتيجية دفاعية قابلة للتحقيق ومستدامة".

"وبدونها ستكون يهودا والسامرة مثل غزة، بل أسوأ، حيث إن (مستوطنات) كفار سابا وهرتسليا ونتانيا وعزريئيلي مهددة بنفس الفظائع التي شهدناها في كيبوتس "بئيري" وكيبوتس "كفار عزة" في 7 أكتوبر"، وفق التقرير.

وتابع أنه "إلى جانب تقديرنا للدعم الذي تقدمه لنا، يجب علينا أن نتذكر أنه أينما سعت الولايات المتحدة إلى فرض إرادتها السياسية (حول العالم)، باءت بالفشل".

وأفاد بأن "هذا ما حدث في مصر وليبيا وإيران وأفغانستان"، مؤكدا: "ليس لدينا رفاهية لأن نخضع لتجربة أخرى من هذا النوع، وإسرائيل لن تكون التالية".

ويرى الكاتبان أن "المصلحة الأميركية الحقيقية تكمن في وجود إسرائيل قوية، إذ أن إسرائيل القوية هي بمثابة محور ديمقراطي آمن، وإضعافها لن يساعد الأميركيين في نضالهم ضد الجهود الروسية الرامية إلى إزاحتهم من الشرق الأوسط".

وأردف أن "إضعاف إسرائيل سوف يترجم على الفور من قبل جيراننا، الذين هم أيضا حلفاء للولايات المتحدة، بوصفه خيانة أميركية في أوقات الشدة، مما سيؤدي إلى انتقالهم إلى حلفاء آخرين".

إضعاف نتنياهو

وتابع التقرير أنه "خلال الأشهر العشرة الأولى من حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، بذلت الإدارة الأميركية كل ما في وسعها لإضعاف إسرائيل ورئيس الوزراء".

"إذ قاطعت واشنطن نتنياهو، وأجرت محادثات مع رؤساء المعارضة الإسرائيلية، وتحول الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى كيان متجاوز لنتنياهو، هذا فضلا عن أمور أخرى"، وفق التقرير.

وأكد أن "هذا بدوره أدى إلى إضعاف إسرائيل ومكانتها الإقليمية، مما قاد بشكل أساسي إلى 7 أكتوبر".

وأوضح التقرير أنه "لا يمكن إنكار أن إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والاستخباراتية والأمنية، لكن كل ذلك ليس كافيا لجعلها تستسلم لكل مطلب يأتي من واشنطن".

ويعتقد الكاتبان الإسرائيليان أن "الولايات المتحدة تفضّل أن ترى حليفا قويا وحازما، حليفا يدافع عن مصالحها، حتى ضد البيت الأبيض نفسه".

وأردف أنه "كما كان الحال في الماضي، عرف قادة إسرائيل كيفية الوقوف في وجه الرؤساء الأميركيين بشأن القضايا الحاسمة، مثل السيادة على مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، وقصف المفاعل النووي العراقي، وحتى تأسيس دولة إسرائيل".

"وهكذا، يحتاج قادة إسرائيل إلى الوقوف في وجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن يوضحوا أن غزة ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية، وستكون هناك سيادة إسرائيلية في يهودا والسامرة، وستكون كامل الأراضي حتى نهر الليطاني (في لبنان) خالية من إرهابيي حزب الله"، وفق مزاعم التقرير.

وختم الكاتبان الإسرائليان بالقول "إن هذا الصمود وحده هو الذي يحفظ أمننا ويحفظ مكانتنا الإقليمية".


تحميل

المصادر:

1

We can’t become addicted to America

كلمات مفتاحية :

أميركا إسرائيل نتنياهو