Sunday 10 December, 2023

صحيفة الاستقلال

يتوعدونه لدوره في غزة.. هل يعاقب مسلمو أميركا بايدن في انتخابات 2024؟

منذ 2023/11/18 13:11:00 | تقارير
"بايدن يواجه تمردا من بعض دوائر الدولة الأميركية"
حجم الخط

منذ بدء المجزرة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ووقوف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقوة خلف العدوان والإبادة الصهيونية، بدأ المسلمون والعرب الأميركيون الذين دعموه في انتخابات الرئاسة السابقة يقفون ضده ويتوعدونه وحزبه بسحب ثقتهم منه في انتخابات 2024. 

مجموعات أميركية مسلمة وعربية عديدة انتقدت موقف إدارة بايدن وتورطها بشكل مكثف في دعم إبادة غزة، واتهمتها بالمسؤولية عن أعداد القتلى المدنيين وزيادة الأزمة الإنسانية في غزة.

محاولة تهدئة

خشية خسارة أصواتهم في الانتخابات المقبلة وتظاهرهم ضده، اجتمع بايدن مع قادة مسلمين أميركيين بالبيت الأبيض في 26 أكتوبر 2023؛ لمحاولة تهدئتهم بأنه سيدعم فكرة وقف مؤقت لإطلاق النار لإدخال المساعدات إلى غزة وتجديد دعوته لفكرة حل الدولتين.

ولعبت أصوات المسلمين والعرب دورا هاما في فوز بايدن بالرئاسة، كما حقق مسلمو وعرب أميركا رقما قياسيا جديدا في انتخابات الكونغرس ومجالس المحليات والولايات والمجالس الفيدرالية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ونجح 82 مسلما ومسلمة في تحقيق انتصار انتخابي بشكل نهائي في المجالس المختلفة منهم ثلاثة فازوا بعضوية الكونغرس (مجلس النواب) و38 في مجالس الولايات التشريعية، وذلك مقارنة مع 71 فازوا في انتخابات 2020.

وقال الكاتب ماثيو إيغليسياس في مقال بموقع "بلومبيرغ" الأميركي في 7 نوفمبر 2023 إن "وقوف بايدن إلى جانب إسرائيل أغضب المسلمين والعرب والتقدميين في الحزب الديمقراطي، وهو أمر أضر به سياسيا".

وكالة الأنباء الفرنسية حذرت في 3 نوفمبر 2023 من أنه "قبل عام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يواجه بايدن خطر فقدان دعم العرب والمسلمين بسبب سياسته في الشرق الأوسط، ما قد يُترجم في ترجيح كفّة الجمهوريين في ولايات متأرجحة".

وبحسب استطلاع أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، فإن 69 بالمئة من المسلمين صوتوا لبايدن في انتخابات عام 2020، مقابل 17 بالمئة فقط صوتوا للرئيس السابق دونالد ترامب.

وكالة "رويترز" أوضحت أن "موقف بايدن من إسرائيل يثير غضب الأميركيين العرب والمسلمين، ويمكن أن يعرضه للخطر، وخسارة أصواتهم في انتخابات 2024 التي يرجح أن ينافسه فيها مجددا ترامب".

ونقلت الوكالة البريطانية في 25 أكتوبر 2023 عن أكثر من عشرة أكاديميين وناشطين ومسؤولين بالإدارة الأميركية إن "العديد من الأميركيين العرب المسلمين يشعرون بالاستياء، لأن بايدن لم يضغط من أجل أي وقف إنساني لإطلاق النار، رغم إبادة فلسطينيين أثناء فرارهم من القصف".

وأكدوا أن "إحباطهم المتزايد قد يؤثر على محاولة بايدن إعادة انتخابه، خاصة أن استطلاعات الرأي تظهر أن من المرجح أن ينافسه المرشح الجمهوري، ترامب".

وأشار المتحدثون للوكالة أن "الأميركيين العرب والمسلمين يرون أن فشل بايدن في إدانة القصف دفع الكثيرين منهم إلى التشكيك في وعده بسياسة خارجية "تتمحور حول حقوق الإنسان".

ولفتت "رويترز" إلى أن "سكان ولايات يتركز بها المسلمون والعرب وتشهد منافسة شرسة في انتخابات الرئاسة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وأوهايو قد يهددون فوز بايدن في انتخابات 2024 بسبب غضبهم من انحيازه الأعمى لإسرائيل".

صَدْع بين أعضاء

ويمثل العرب الأميركيون 5 بالمئة من الأصوات في ولاية ميشيغان، و1.7 بالمئة في بنسلفانيا و2 بالمئة في أوهايو، بحسب أرقام رسمية.

وفاز بايدن بولاية ميشيغان بنسبة 50.6 بالمئة من الأصوات عام 2020، مقابل 47.8 بالمئة لترامب، وبنسلفانيا بنسبة 50.01 بالمئة مقابل 48.84 بالمئة لترامب، بفارق أقل من 81 ألف صوت.

وقال بعض النشطاء إنه "من غير المرجح أن يدعم الأميركيون العرب والمسلمون ترامب، لكن قد يغيبون عن الانتخابات ولا يصوتوا لبايدن".

ومع أن الأميركيين المسلمين لا يشكلون سوى 1 بالمئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، يُنظر إليهم على أنهم "كتل تصويتية حاسمة" في بعض الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان.

ورصد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، وهو أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في الولايات المتحدة، في تقرير نشره في 16 نوفمبر 2023 أكثر من 2000 حالة مضايقة في أماكن العمل لمؤيدين للفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، بسبب تماهي موقف بايدن مع إسرائيل.

وقد أبلغت قيادات الجالية العربية والمسلمة في ميشيغان، قادة الحزب الديمقراطي، عدم رضاهم عن موقف الدعم الكامل، الذي أعلنته إدارة بايدن لإسرائيل في حرب غزة، وفق وكالة "أسوشيتد برس" في 27 أكتوبر 2023.

وأوضح رموز الجالية في رسالتهم وحديثهم للقيادات الديمقراطية أن تأييد العرب والمسلمين الأميركيين التاريخي والتقليدي للحزب الديمقراطي في الولاية، لن يكون مضمونا في الانتخابات المقبلة؛ بسبب الموقف من التطورات الحاصلة في القطاع.

وقالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، في 5 نوفمبر 2023، إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تسببت في صَدْع بين أعضاء الحزب الديمقراطي، بسبب دعم بايدن "الأعمى" لتل أبيب".

ورأت أن "هذا الصدع قد يهدد بتحطيم التحالف الانتخابي الذي ساعد بايدن على هزيمة ترامب عام 2020 ويضر بفرص انتخابه لولاية جديدة عام 2024".

اجتماع عاجل

وكان الناخبون العرب والمسلمون جزءا من تحالف بايدن الانتخابي، وصوت أغلبهم لصالحه بسبب رفضهم لخصمه ترامب الذي فرض حظرا على دخول مسلمين لأميركا، وصدرت عنه تصريحات معادية للإسلام، بحسب موقع "بي بي سي" البريطاني في 10 نوفمبر 2023.

وبسبب الغضب من جانب المسلمين والعرب على بايدن لدعمه إسرائيل، وخشيته خسارة أصواتهم في انتخابات 2024 سواء كتصويت عقابي له أو عدم التصويت ما يعطي فرصة لترامب للعودة، اجتمع بايدن مع بعض قادة المسلمين الأميركيين لتهدئتهم.

صحيفة "وول ستريت جورنال" أكدت 26 أكتوبر 2023، أن الإدارة الأميركية "تبذل جهودا سرية وعلنية من أجل مواجهة مخاوف ديمقراطيين، بينهم عرب ومسلمون، من الدعم العسكري القوي لإسرائيل في عمليتها العسكرية بغزة".

وذكرت أنه في اجتماع بايدن المغلق مع قادة مسلمين أميركيين، طالبه المشاركون في اللقاء بضرورة إظهار تعاطف أكبر مع الفلسطينيين والربط بشكل أوضح بين السياسات الإسرائيلية وبين معاناة المدنيين في غزة.

كما طالبوه بوقف إطلاق نار، معبرين عن وجهة نظرهم بأن الحل العسكري لم يكن مجديا، وأشاروا إلى أن تصريحات بايدن التي شكك فيها في أعداد القتلى الفلسطينيين، "كانت مضرة".

وقال أحد المشاركين إن المسلمين والعرب الذين التقوا بايدن وضعوا إستراتيجية مسبقا لإبقاء المحادثة مركزة على المسائل القانونية المتعلقة بالدعم الأميركي لما وصفته الأمم المتحدة ومراقبو حقوق الإنسان بـ"العقاب الجماعي" الإسرائيلي لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، نصفهم تقريبا من الأطفال.

وقالوا له "هل نتبع القواعد الدولية أم لا؟ ما هي السياسات التي تستند إليها القرارات؟ وكان بايدن يكتفي بالقول إن (هذه أسئلة مهمة)"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" في 27 أكتوبر 2023.

وبحسب "وول ستريت جورنال": "بعد الاجتماعات مع المسلمين الذين أظهروا غضبه من انحياز أميركا غير العادل لإسرائيل وعدوانها، بدأ بايدن في إظهار دعم أكبر للفلسطينيين في تصريحاته، مقارنة بما كانت عليه في أعقاب هجوم 7 أكتوبر".

وأفادت بأنه "بدأ في التنديد باعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستعراض رؤيته حول ما سيحدث لاحقا".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن "البيت الأبيض يسعى جاهدا لإصلاح العلاقات مع العرب والمسلمين الأميركيين" خاصة بعد غضبهم من تشكيك بايدن في أعداد الشهداء في غزة، ودعمه لتل أبيب بسلاح غزير.

وأوضحت في تقرير نشرته في 27 أكتوبر 2023 أن "أحد الآثار المترتبة على الحرب بين إسرائيل وغزة هو الانهيار السريع للعلاقات بين الرئيس بايدن وبعض ناخبيه الأكثر ولاء، وهم المسلمون والعرب الأميركيون".

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسلمين وعرب أجرت مقابلات معهم، عن شعورهم بالعزلة، والشعور بالانجراف في حزب كانوا ينظرون إليه على أنه ملاذ من العداء الصريح تجاههم الذي عبر عنه الجمهوريون وزعيمهم الفعلي، ترامب.

تحذيرات صارخة

وكشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية في 10 نوفمبر 2023 عن تلقي بايدن "تحذيرات صارخة" من دبلوماسيين أميركيين في العالم العربي أيضا من أن دعم واشنطن القوي للحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة "يجعلها تخسر الجماهير العربية على مدى جيل كامل".

وقالت إنها اطلعت على برقيات دبلوماسية تسلط الضوء على القلق العميق في أوساط المسؤولين الأميركيين من الغضب المتنامي ضد الولايات المتحدة في العالم العربي منذ 7 أكتوبر 2023.

ورغم أن بايدن قام بتعيين عدد من العرب الأميركيين والمسلمين في مناصب سياسية أكثر من رئيس أي سابق، بالإضافة إلى أول قاضيين فدراليين مسلمين، لكن هذا التنوع لم يؤثر على سياسة الرئيس الذي يصف نفسه بـ "الصهيوني ".

وقد التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه الرئيس جون فاينر أيضا بقادة الجالية الأميركية العربية والمسلمة في 13 أكتوبر 2023، كما استضاف مسؤولو البيت الأبيض 30 شابا أميركيا من أصل فلسطيني في 20 أكتوبر 2023 لـ"محاولة إظهار توزان موقف الإدارة من العدوان".

واعترف وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالصعوبات الشخصية التي يواجهها بعض الموظفين خاصة العرب والمسلمين الغاضبين من الانحياز الأميركي للاحتلال، والتقى أيضا مع قادة الجالية الفلسطينية والعرب الأميركيين والجماعات اليهودية الأميركية.

واستقال أحد المحاربين القدامى في وزارة الخارجية، وهو مدير شؤون الكونغرس والشؤون العامة لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية، جوش بول، من منصبه وأرجع السبب في منشور على موقع "لينكدينغ" لـ"الإسراع الأعمى بالأسلحة الفتاكة إلى إسرائيل بينما يواجه سكان غزة الإبادة".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 15 نوفمبر 2023، أن بايدن يواجه تمردا من بعض دوائر الدولة الأميركية المعارضين لدعمه "الأعمى" لإسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين.

وأوضحت أن ما لا يقل عن 500 من المعينين والموظفين من 40 وكالة -من ضمنها مجلس الأمن القومي ووزارة العدل-بعثوا برسالة إلى بايدن يطالبونه فيها بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة و"خفض التصعيد" بين إسرائيل وحماس.

كما وقع أكثر من 1000 موظف في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، على رسالة مماثلة.


تحميل

المصادر:

1

Biden’s Israel stance angers Arab, Muslim Americans; could jeopardize 2024 votes

2

White House scrambles to repair relations with Arab, Muslim Americans

3

Muslim American leaders, in private meeting, tell Biden he needs to show more empathy toward Palestinians

4

Biden Administration Tries to Soften Blowback From Muslim Leaders in U.S.

5

Israel-Palestine war: Biden administration refused to meet Muslim Americans publicly critical of Gaza policy

6

Muslim leaders criticize Biden over his Palestinian death toll remarks in private meeting

كلمات مفتاحية :

الإسلاموفوبيا الاحتلال الإسرائيلي البيت الأبيض الكونغرس المسلمون الولايات المتحدة جو بايدن طوفان الأقصى