#السودان_الاتفاق_النهائي.. كيف علّق ناشطون على "الوثيقة الدستورية"؟

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود فعل ناشطين سودانيين بين مؤيد ورافض للاتفاق النهائي على مضمون الوثيقة الدستورية لتسيير المرحلة الانتقالية، التي توصّل إليها المجلس العسكري الحاكم في السودان، وقوى الحرية والتغيير المعارضة، أمس الجمعة، بعد جولات من المفاوضات.

وتداول الناشطون عبر هاشتاج #السودان_الاتفاق_النهائي بنود بعض ما جاء في الوثيقة، ونشروا صورا للثوار والميادين، وأخرى للشهداء، مذكّرين بهم، ومطالبين دول "محور الشر" بكف اليد عن السودان، وترك الشعب السوداني يقرر شكل المرحلة الانتقالية.

وأوضح الناشط إسماعيل محمد علي، أن أهم ما جاء في الاتفاق الدستوري، أنه سيتم تعيين رئيس مجلس الوزراء خلال الـ٤٨ ساعة المقبلة، وسيباشر مهامه باختيار الوزراء من القائمة التي تجهزها "قحت" (قوى الحرية والتغيير)، وسيتم التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية غدا الأحد.

وقالت هايدي راضي، إن "السودان تمضى في طريقها الجديد طريق الانتصار، فليمت الكيزان بغيظهم، ولتعش السودان حرة".

وبارك عبدالعظيم الأموي، للشعب السوداني الصابر الصامد خلف ثورته والذي قدّم التضحيات من أجل هذا العبور للجمهورية الثانية ورفع شعاره عاليا حرية- سلام- عدالة، مستطردا: "بدأت مرحلة جديدة هي الأصعب والأهم".

وغرّد أحمد محمد الأمين، قائلا: "أعيدوا لنا كرامتنا التي أهدرها الكيزان باللهث وراء أمراء الخليج.. السودان غني بكل ثرواته العلمية والعملية وثروات الأرض السودانية الخصبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى".

واعتبر فتحي التوم، أن الاتفاق حول الإعلان الدستوري خطوة كبيرة ومهمة من خطوات تحقيق أهداف الثورة، والأهم دائما وأبدا هو أن نواصل المشي.

وأشار صاحب حساب "الخال" إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج صدقا في النوايا وعزيمة في العمل وسموا فوق الذات، لكي تعبر البلاد نحو آفاق السلام والحرية والتنمية وبناء الإنسان ومؤسسات الدولة المدنية.

ورأى الناجي سامي، أن التوقيع على الإعلان الدستوري هو الخطوة في مسيرة وطن الحرية والعدالة والمدنية، قائلا: "لنبدأ مرحلة جديدة من النضال السلمي للبناء والتعمير وإزالة الدولة العميقة وهي معركة كبيرة تحتاج لليقظة والثبات على المبادئ".

ونشر صالح عثمان، صورة لثائر سوداني معقبا بالقول: "إلى أخي الثائر في الصورة أدناه وإلى كل الثوار، عليكم حراسة الاتفاق السياسي، الذي كان مهره دماء الشهداء وآلام الجرحى وعرق الثوار والكنداكات ..استمروا في تنظيم اللجان المقامة والأحياء وحافظوا عليها، استعدادا للأسوأ".

فرح حذر

بينما أعرب آخرون عن فرحهم الحذر تجاه الوثيقة مطالبين بمحاسبة الجناة والمفسدين، إذ كتب عاطف الفيل: "سنفرح اليوم بالبشريات وسنحتفل غدا بالتوقيع وأعيننا على الشارع حتى نرى ما ثرنا من أجله على أرض الواقع، حرية- سلام- عدالة".

وأثنى محمد أحمد على انتصار إرادة الشعب قائلا: "أخيرا سنشهد فجر الخلاص لكن لسه الفرحة ناقصة ما بتم إلا دم الشهيد يرجع وتتم محاسبة الجناة والمفسدين وكل الكيزان بعداك نفرح فرحة كبيرة".

وأكد قاسم محمد صالح، أن السودان يحتاج مصداقية في تداول الحكم والعدل والمساواة بين المواطنين.

وأكدت أمل فيصل، أن "فجر الخلاص بعد القصاص".

وقال مغرد أخر، إنه رغم الحذر من هذه الولادة المتعثرة، إلا أن التربية أكيد صعبة. الثورة ليس إسقاط حكم، الثورة هي التغيير الجذري والانطلاق للأحسن وللأفضل في كل مناحي الحياة لهذا الشعب الأبي.

وبارك محمد، بتحفظ قائلا: "سوف أفرح بعد المحاسبة وتطبيق العدالة منذ ٨٩ حتى أحداث سوق ليبيا واحتفل بعد تأسيس دعائم الدولة المدنية".

وقال ياسين أحمد: "احترامنا لأنفسنا ولروح شهدائنا والوطن يحمينا من أن نسيئ الأدب حتى مع من ظلمنا، ولكن لن ننسى ولن نغفر لمن قتلنا ورمى بنا فى النيل، ولمن اغتصبنا وحرقنا، وضرب شيبنا وشبابنا، لن يهدأ لنا بال حتى نأخذ جميع حقوقنا، العدالة أولا".

وأكد مصطفى محي الدين، أن الأمور ستسير على ما يرام ما لم يتدخل مثلث الشر، لأنها لا تريد للسودان أن يتقدم بالأخص مصر ورئيسها.

رفض الوثيقة

وأعرب ناشطون عن رفضهم للوثيقة وما جاء بها وتوقيعها مع من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوداني، مستنكرين ما قامت به قوى "الحرية والتغيير"، إذ قال العوف: "إقامة نظام برلماني في السودان يعني سيطرة حزب الحرية والتغيير وتكرار شخص واحد كرئيس للحكومة، تماما مثل نتنياهو. فإنه إذا رحل يعود، وإذا عاد لم يرحل. ولا نتأمل في تداول السلطة فجميع الأحزاب (دائخة) باستثناء الحرية والتغيير".

وقال ياسين أحمد: "افرحوا وهنّوا بعضكم ما شئتم، ولكني لن أفرح باتفاق مع من سفك دم شعبنا ولن أتفاعل معهم وستبقى العصابة العسكرية عدوا لي وسفاحين في نظري إلى أن ألقى الله".

وكتب عمر: "فقط افهموا أن لا وثيقة أو وفاق ولا حقيقة أو نفاق تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم من رجِال".

وقال بكري بشري: "احتفلو بصمت هنالك كيزان (رجال سلطة عمر البشير) يتألمون".

وبحسب تكهنات علاء طيبي، فإن العسكر الخونة العملاء وقّعوا على الاتفاق بعد أن أتاهم الضوء الأخضر من أمريكا عبر الوسيط الخليجي.

واستطرد: "تخيل يا متفاوض لو كنت معلي شروطك بـ"مدنية وبس" برضوا كانوا حيوقعوا. مش اتفاق برئاسة عسكرية انقلابية وسنتين كمان.. اتفاق إفلات المجرمين من العدالة ومشاركتهم الحكم لا يمثلني.

ونشر مصعب حسين تغريدة لقوى "الحرية والتغيير" تعلن سعيها لتأسيس نظام حكم برلماني يعطي صلاحيات واسعة للسلطة التنفيذية، معقبا بالقول: "إذا كان قصدهم نظام برلماني لما بعد الفترة الانتقالية تبقى دي كارثة حقيقية، النظام هذا فشل 3 مرات وأكبر باب للمحاصصة وسيطرة وكلاء السادة على مفاصل الدولة".

وتمنى أوزي عليم، أن يصبح السودان دولة مدنية حقيقة وليس فقط حكما مدنيا حزبيا فاشلا بمرجعيات عسكرية قاهرة للإنسان المدني.

ونشر المغرد شادي صورة أحد الثور رافعا لافتة مكتوب عليها "نبارك بعد التسليم ونفرح بعد المحاسبة ونحتفل بعد بناء الوطن".

يشار إلى أن المجلس العسكري الانتقالي بالسودان وقوى الحرية والتغيير، اتفقا على وثيقة دستورية تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وتوضح سلطات أفرعها والعلاقة بينها، بعد أسابيع من المفاوضات المطولة التي توسط فيها الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا، وسط أعمال عنف متفرقة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

وكانت هناك نقطتا خلاف رئيسيتان بين الجانبين؛ هما دور جهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع، أقوى قوة شبه عسكرية في السودان.

وأشارت مسودة الوثيقة الدستورية، إلى أن جهاز المخابرات العامة سيكون تحت إشراف مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وأن قوات الدعم السريع سوف تتبع القائد العام للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية.

وسبق أن اتفق الطرفان على أن يتألف مجلس السيادة من 11 عضوا، هم خمسة ضباط يختارهم المجلس العسكري، وعدد مماثل من المدنيين يختارهم تحالف قوى الحرية والتغيير، إلى جانب مدني آخر يتفق عليه الجانبان. وسيكون رئيس المجلس الأول من الجيش.

وعندما يتشكل مجلس السيادة، سيتم حل المجلس العسكري الحاكم حاليا برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه، رئيس قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو.

وأعلنت مصادر، أن من أهم بنود الاتفاق الدستوري إقرار تبعية جهاز المخابرات العامة إلى مجلسي السيادة والوزراء. وأفادت بأن اللجان الفنية المتعلقة بالضبط اللغوي وأعمال الصياغة القانونية ستنتهي من أعمالها اليوم.