مقارنة الأفضلية بين بورقيبة والمرزوقي تفجر جدلا بين التونسيين

منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أعادت تصريحات القيادية في حركة النهضة وعضو مجلس نواب الشعب التونسي محرزية العبيدي، الجدل مجددا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن شخصية الرئيس الراحل الحبيب بورقية.

وقالت العبيدي، في لقاء على إحدى الإذاعات المحلية في تونس، إن "الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي هو أفضل رئيس للجمهورية التونسية منذ الإعلان عن تأسيس الجمهورية في 25 جويلية 1957", ما أثار استغراب الإعلامية مريم بن حسين، بشأن مقارنة الرئيس المرزوقي بالحبيب بورقيبة.

وتولى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة منصب رئاسة الجمهورية، بعد الاستقلال واستمر في منصبه إلى حين إزاحته من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، بينما تولى الرئيس السابق المنصف المرزوقي الرئاسة بعد انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الثاني 2011، وهي أول انتخابات بعد الثورة، وترك منصبه بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014، ليسلم السلطة للرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، في مشهد فريد في العالم العربي.

جدل بين التونسيين

هذه المقارنة فتحت جدلا بين التونسيين على مواقع التواصل الإجتماعي، بين مؤيد لهذا الطرح معتبرا أن المرزوقي أحد أهم الشخصيات التونسية التي ناضلت ضد الاستبداد بينما اعتبر آخرون أن للحبيب بورقيبة فضلا على التونسيين في بناء دولة الاستقلال ونشر التعليم والصحة وتحرير المرأة.

فكتبت النائبة عن حركة نداء تونس فاطمة المسدي: "من يريد أن يقارن بين بورقيبة والمرزوقي يجب ان يقارن بين السياسات، ماذا يمثل بورقيبة؟استقلال تونس، بناء دولة، التعليم العمومي ،الصحة العمومية، النشاط الفكري في الجامعة التونسية....ماذا يمثل المرزوقي؟ مؤتمر أصدقاء سوريا، انهاك امن الدولة، اغتيالات سياسية، تكريم مصطفى خذر (التنظيم السري)، التسفير، النشاط الوهابي في الجامعة.... ارتقوا بالمقارنة في السياسات ورغم ان الرئيسين لا تجوز المقارنة بينهما".
 

كما دونت النائبة عن "نداء تونس" كذلك والذي يتخذ من "الفكر البورقيبي" مرجعية له على صفحتها في "فيسبوك": "المقارنة بين بورقيبة والمرزوقي هي مقارنة ظالمة لكليهما. اقول ذلك لانني لست من انصار التأليه و لا التقديس. لكن المقارنة لا تجوز بين من بنى و من هدم. و ان تمت المقارنة فيجب أن تكون بين الإنجازات و السياسات.

وأصافت: "بورقيبة هو الزعيم هو من اقترن تاريخه باستقلال تونس و بناء الدولة و تاسيس التعليم العمومي و الصحة العمومية، و بناء الأسرة التونسية بقوانين جديدة ثورية . في فترة المرزوقي حصل انتهاك لكل ما سبق".

ونشر عدد من رواد مواقع التواصل، صورا الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وتغيير صورهم الشخصية كما قامت العدد من الصفحات بنتظيم استفتاءات تسأل التونسيين عن رأيهم في كلا الرئيسي .


"المروزقي الأفضل"

في الجهة المقابلة، أيّدت شريحة واسعة من التونسيين رأي النائبة محرزية العبيدي وأكدوا أن لا سبيل للمقارنة بين رئيس وصل لسدة الحكم عبر انتخابات ديمقراطية وبين آخر لم تشهد فترة حكمه أيا منها كما شهدت انتهاكات لحقوق الإنسان وقمعا للمعارضين .

فكتب الأكاديمي والناشط الأمين البوعزيزي على حسابه على "فيسبوك" "أنو يوصل الأمر متوترا موتورا تعقيبا على مواطنة تونسية تعتبر المرزوقي أفضل من بورقيبة في تقديرها؛ حد نباح إذاعات ونمطيين إلى تعيير محرزية العبيدي كونها (لو لا بورقيبة لكانت تسرح بالمعيز) ولو لا بورقيبة، لكان الغنوشي سارح بالمعيز في الجنوب".

واضاف قائلا: "هذا ما كنت أستمع إليه منذ لحظات. معنتها تنسيب بورقيبة كفر في عرف علمنجية الدواعش. معنتها إحترام بعض التونسيين للمنصف المرزوقي مبايعة لداعش الوهابية في عرف علمنجية دواعش فرانصا. معنتها رعي العنز معرّة طبقية حكرا على الجنوب التونسي الـ subaltern في عرف علمنجية".

وتابع: "لن أطرح العنف كما تطرحون أيها الإرهابيون... تونس بلادنا نخاف عليها من ارهابكم أيها المرتزقة... فقط أقول الديموقراطية مقبرتكم.... سنخوض المعركة بكيمياء لا تتقنونها... ويمين البكوش في صدرو؛ يا أبناء قراد الخيل (رجاء يسار الشعبة يبعدني... معارك الشرف وكرامة البشر بعيدة عن معدنكم)".
 

 

كما سخرت سلمى السلامي المزغني من حملات تعديد إنجازات بورقيبة قائلة "بورقيبة بنى تونس.بورقيبة صنع تونس ،بورقيبة أسس تونس ...مالا البونيقيين والرومان والوندال والمسلمين فاش كانو يعملوا".


كما انتقد عدد من المتابعين، ردة فعل الإعلامية مريم بن حسين والتي اعتبروها خارجة عن الحياد الإعلامي وتقبل الرأي المخالف فكتب بسام بونني "هو على فكرة، ما يقلقنيش أنه محرزية العبيدي تفضل المرزوقي على بن علي وبورقيبة ولا يزعجني أي موقف أو رأي آخر .. في المقابل، لمّا المذيعة تردّ على محرزية بـ"woh" الأمر يختلف صراحة".

ولا يزال الحبيب بورقيبة رغم مرور 32 عاما على مغادرته السلطة و 18 عاما على وفاته من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ تونس المعاصر.