"لوفيجارو" تكشف تفاصيل الخطة الأوروبية لتأمين مضيق هرمز

12

طباعة

مشاركة

قال الكاتب والصحفي الفرنسي جورج مالبرونو إن المهمة التي أطلقتها الولايات المتحدة، وتبعها الأوروبيون، من أجل تأمين مضيق هرمز الإستراتيجي تبدو صعبة للغاية، إذ أن أمن الملاحة في هذا المضيق، الذي أصبح مركز جميع التوترات على مدار الشهرين الماضيين، شديد التعقيد.

وأوضح التقرير، الذي نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أنه في 9 يوليو/ تموز قدّمت واشنطن، التي تتهم طهران بمهاجمة عدة ناقلات منذ منتصف مايو/ أيار الماضي في المضيق، مبادرتها لتأمين هرمز، مشيرا إلى أن الأمر ليس تحالفًا عسكريًا جديدًا، لكنه إنذار من أجل السماح باستمرار تدفق النفط في هذا المضيق الإستراتيجي للعالم.

وأضاف: "من الواضح أن البنتاجون سيوفر طرقًا لتنسيق مراقبة المضيق، بينما يقوم حلفاؤه بدوريات في المياه القريبة ومرافقة سفنهم التجارية، لكن المشكلة: أن الحلفاء متذمرون".

الدعم الأوروبي

بعد الإعلان عن الاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبرو" من قبل الحرس الثوري الإيراني، أعلن رئيس الدبلوماسية البريطانية المستقيل، جيريمي هانت، إنشاء "مهمة حماية البحرية بقيادة أوروبا" في أسرع وقت ممكن. 

ولفت إلى أن باريس وبرلين دعمتا الفكرة، إذ قال وزير الخارجية، جان إيف لو دريان، في الجمعية الوطنية: إن الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب العام الماضي، تعمل على "مهمة الرصد والمراقبة" هذه.

وشدد مالبرونو في الوقت ذاته، أنه قبل استيلاء طهران على الناقلة البريطانية مباشرة، قالت فرنسا إنها لا تنوي تعزيز أسطولها العسكري في الخليج حيث يوجد فرقاطة دائمة. لكن عسكري فرنسي صرح بأنه: من المتوقع تنفيذ هذه المهمة، فهذا خيار واقعي، يمكن أن يساعد في تهدئة الموقف، شرط أن يكون وجودًا غير أمريكي ولديه رغبة حقيقية في التهدئة، وبالتأكيد ليس من الضروري أن تصبح قوة تدخل.

ووفقًا لهذا العسكري، يوجد خياران لهذه المهمة، الدوريات أو حراسة السفن بمجرد دخولها المضيق، موضحا أن طريقة المرافقة تستهلك الكثير من الموارد لأنه يجب أن يوجد زورق أمامي، وآخر في الخلف، وقطع أخرى حول السفينة المحمية، أما خيار تسيير دوريات فأسهل، إذ ستبقى في الممر عند دخول السفينة للمضيق.

ومن جهته قال سمير مدني، مدير شركة "تانكر تريكرز" التي تراقب حركة ناقلات النفط من خلال صور الأقمار الصناعية، إن الحل يكمن في نظام المرافقة الأمنية الذي استخدم في "حرب الناقلات" إبان الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي، فيما أشار خبير من دبي أن هذا النظام "مكلف وغير مناسب وغير كاف".

خطوة انتقامية

ولفت مالبرونو إلى أن جميع الخبراء يتفقون في نقطة واحدة، وهي أن الاستيلاء على الناقلة البريطانية هو عمل انتقامي بعد استيلاء المملكة المتحدة في 4 يوليو/ تموز على ناقلة إيرانية في جبل طارق.

وقال خبير دبي للصحيفة الفرنسية: "هذا صراع ثنائي تسعى لندن إلى تدويله من أجل تقاسم المخاطر"، نفس الرأي لدى دبلوماسي أمريكي، إذ تساءل عن مضمون الخطة الأوروبية، قبل أن يستدرك: "لا أحد يعرف، كانت هناك ست سفن بريطانية في الخليج، قبل شهر، ولا توجد أي سفن اليوم".

وبحسب سمير مدني: "أسهل طريقة لحل الأزمة هي تبادل ناقلات النفط: أن تطلق لندن جريس 1 الإيرانية وتطلق طهران السفينة ستينا"، إذ انخفض عدد الناقلات التي كانت تمر من مضيق هرمز المزدحم، رغم استمرار هذه الأزمة، بنسبة 22 ٪ في يونيو/ حزيران، وفقا لشركة الشحن الإسرائيلية "ويند وارد".

وقال عسكري فرنسي للصحيفة: إن "أضيق نقطة في المضيق، توجد في المياه الإقليمية الإيرانية والعمانية، فالإيرانيون ينادوننا بانتظام، ونحن نجيبهم عن طريق تقديم الحد الأدنى من المعلومات ونحاول المرور من هناك يوما بعد يوم"، وأضاف: "بفضل أسطول الطائرات بدون طيار من النوع الذي دمرته الولايات المتحدة في 20 يونيو/ حزيران، يعرف الإيرانيون كل شيء يمر من المضيق".

وتابع: "إنهم يسيطرون تماما على المنطقة، لديهم محطات خفر السواحل وهناك الباسدران (الحرس الثوري) الذين يأتون دائمًا لرؤية السفن الأجنبية، ليس كل يوم، ولكن في كثير من الأحيان".

من جهته قال خبير دبي: "عندما أرسل الأمريكيون حاملة طائرات، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أرسلوا أيضًا طرادا، وغواصة واحدة على الأقل، وناقلات وفرقاطات مضادة للغواصات، الأمريكيون يكونون إجرائيين ومتوترين للغاية عندما تقترب الزوارق الإيرانية السريعة منهم".

التوتر الأمريكي

وعاد التقرير للعسكري الفرنسي، الذي قال: "ما أدهشني كثيرًا، هو الهدوء الذي أبداه الإيرانيون، بينما الأمريكيون متوترون، أتذكر الحادث الذي وقع في يناير" كانون الثاني 2016، عندما تم نقل عشرة بحارة أمريكيين إلى إيران، واستمعنا إلى برامج التبادل الإذاعي، أصيب البحارة الأمريكيون بالذعر. إذ قالوا للإيرانيين نريد أن نرى رفاقنا الآن، لكنه الرد كان لا، الليلة ليست مناسبة".

وقال مالبرونو من باريس: "يبدو أننا ندرك جيدًا الخطر، فبعد ثلاثة أيام فقط من الإعلان البريطاني، قالت وزيرة القوات المسلحة، فلورنس بارلي، إن باريس وبرلين ولندن سيقومون ببساطة بتنسيق وتبادل معلوماتهم، لكنها لن تنشر موارد إضافية في الخليج".

كيف تتصرف أوروبا من دون الولايات المتحدة؟ سؤال طرحه الباحث من مركز جنيف للسياسة والأمن، جان مارك ريكلي، مضيفا: "لن يكون لدى الأوروبيين ما يكفي من السفن إذا أرادوا مرافقة جميع القوافل"، قبل أن يزيد: "لا أعرف إلى أي مدى يمكن أن يذهبوا في نهاية مبادرتهم ولا أرى كيف يمكنهم في نهاية المطاف تجنب التعاون مع الولايات المتحدة، التي تعتبر وسائلها أكثر أهمية بكثير".

ولفت التقرير إلى أن إيران حذّرت أخيرًا الأوروبيين، وقال إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، يوم الثلاثاء: "ليست هناك حاجة لتشكيل تحالف لحماية المنطقة"، بينما صرح  وزير الدفاع السابق اللواء حسين دهقان بأن "أي تغيير في وضع مضيق هرمز سيفتح الباب أمام مواجهة خطيرة".