موقع فرنسي يكشف سبب رفض خامنئي المفاوضات مع ترامب

12

طباعة

مشاركة

سلّط موقع "أوريان 21" الضوء على احتجاز إيران لناقلة بريطانية، وتدمير البحرية الأمريكية لطائرة مسيرة إيرانية، مشيرا إلى أن هذه آخر علامات التوتر المتزايد بالخليج، ورغم ذلك يعتقد البعض في واشنطن أن هذا التصعيد بمثابة مقدمة للمفاوضات مع طهران.

وأوضح الموقع الفرنسي في تقرير له، أن حرب ناقلات النفط يتكرر من جديد، ففي 10 يوليو/ تموز الجاري، حاولت زوارق إيرانية، حسبما ذكرت السلطات الأمريكية، اعتراض ناقلة بريطانية، في مضيق هرمز الإستراتيجي، حيث وقع الحادث بعد سلسلة من الهجمات في نفس المنطقة وفي بحر العرب يومي 12 مايو/ أيار و 13 يونيو/ حزيران.

وتابع: في 16 يوليو/ تموز الماضي، يقول مسؤولو الدفاع الأمريكيون، إن ناقلة بنمية مقرها الإمارات العربية المتحدة اختفت في مضيق هرمز، متسائلا: هل سنشهد بدايات صراع مسلح؟ أو تصعيد عسكري؟

التوتر بداية للتفاوض

وأكد "أوريان21"  أنه في واشنطن، يرغب العديد من الخبراء الإيرانيين في اعتبار التوتر بداية للمفاوضات التي يدعو إليها دونالد ترامب وتلك التي قد يتعين على إيران الامتثال لها، على الرغم من الرفض القاطع في الوقت الحالي للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، وأنه وباختصار، لا علاقة لـ "حرب الناقلات" بالصراع الرهيب الذي وقع بين إيران والعراق (1980-1988).

وأشار إلى أنه في صيف عام 2019 ، كل شيء يظهر في الرسائل الموجهة، فوفقا لما قاله المحلل فراس مودات، من "IHS Markit" (هي مزود معلومات عالمي يتخذ من لندن مقرا): إنه "لا شك أن الإيرانيين هم الذين يقفون وراء هجمات 12 مايو/ أيار و 13 يونيو/ حزيران، ولكن تم القيام بذلك مع الحرص على عدم إثبات أي دليل".

وأردف: "لقد أرادوا أن يقولوا إنه لن يتم خنقهم اقتصاديا دون تعريض سوق النفط لخطر كبير، لن ترد إيران بهذه الطريقة، ولن يهاجموا الناقلات، ولن يتخذوا مثل هذه المخاطر العالية إلا إذا كانت العقوبات فعالة".

من جانبه، رأى هنري روما، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وإيران في "أوراسيا جروب الاستشارية"، أن هذه العمليات المحفوفة بالمخاطر تمثل تغييرا كبيرا في نهج الإيرانيين، قبل شهرين، كانوا سلبيين وصبورين" ويلاحظ أنهم الآن نشطين.

أسعار النفط لا تشتعل

ولاحظ الموقع أن الهجمات "المجهولة" الأخيرة لم ترفع أسعار النفط، بل ارتفعت أسعار التأمين على الناقلات المستأجرة، ومع ذلك، فإن التهديد حقيقي، خاصة وأن الإيرانيين ليسوا راضين عن إرسال رسائل من مضيق هرمز فقط.

ونقل التقرير عن فارزين نديمى، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "وينب"، (مركز أبحاث قريب من اللوبي المؤيد لإسرائيل) إنه: منذ الحرب الإيرانية العراقية، ينتهج النظام الإيراني نفس الخط، إذا لم تتمكن إيران من بيع نفطها الخام، فلن يستطيع أحد السير في الخليج الفارسي"، مشيرا إلى أن علي رضا تانجسيري، قائد فيلق البحرية في الحرس الثوري، قد أحيا هذا "المبدأ".

وأضاف: "لهذا السبب أيضا وقعت هجمات أخرى، مثل هجوم الطائرات بدون طيار على محطات ضخ النفط في عفيف والدوادمي، على طول خط أنابيب النفط الشرقي - الغربي  في قلب المملكة العربية السعودية".

وبحسب نديمي، فإن الإشارة قوية، إذ يحمل خط الأنابيب 5 ملايين برميل يوميا، حيث نسبت الرياض الهجوم لأول مرة إلى الحوثيين، قبل أن يذكر المسؤولون الأمريكيون في نهاية يونيو/حزيران الماضي، أن من قام به الجماعات العراقية المرتبطة بطهران.

الذهاب للتفاوض

ولفت الموقع إلى أن هذه الحرب الصغيرة بدأت بعد فترة وجيزة من إعلان إدارة ترامب أنها ستضع حدا للإعفاءات التي اتخذتها عند فرض العقوبات الأمريكية الجديدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، على الخام الإيراني، حيث كان هناك ثمانية دول يمكنها شراء النفط الإيراني دون تعريض أنفسها لانتقام واشنطن.

وذكر التقرير أنه في أبريل/نيسان 2018، كانت طهران تبيع 2.5 مليون برميل يوميا في الأسواق العالمية، والآن وصل إلى 380 ألفا فقط.

من جهته، أكد إيلان بيرمان من مجلس العلاقات الأمريكية، (مركز أبحاث محافظ في واشنطن)، أنه مع الاستفزازات البترولية، نفهم أن الإيرانيين يعرفون أنهم سيتعين عليهم الذهاب إلى طاولة المفاوضات بسبب العقوبات، وما تفعله القيادة الإيرانية الآن هو تحسين الظروف قبل المفاوضات".

سابقة صدام حسين

وبحسب فراس مودات، فإن النفط هو عصب الحرب "إذ يطلب الإيرانيون بوضوح تصدير 1.5 مليون برميل يوميا. بالنسبة لهم سيكون ذلك أساسا معقولا للحوار"، مضيفا: "في الحقيقة فكرة النقاش مع (الشيطان الأكبر) تعمل بشكل جيد في طهران، على الرغم من التطرف في الشروط المسبقة الاثني عشر لإبرام اتفاق جديد بشأن النووي الإيراني التي طرحها رئيس الدبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو.

ونقل الموقع عن محسن سزيجارا، أحد مؤسسي الحرس الثوري والذي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة: "قيل لي أن هناك الكثير من الناس في إيران يوافقون على التفاوض مع ترامب، فالعقوبات مؤلمة، لكن خامنئي يخبرهم ألا يفكروا في الأمر خوفا من مصير معمر القذافي أو صدام حسين. لكن الوعي في طهران بأن ترامب من المرجح أن يعاد انتخابه قد يغير الوضع".

وبيّن التقرير، أن خامنئي يستبعد إجراء أي مفاوضات مع دونالد ترامب، وهذا ما قاله بصوت عال لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي زاره في منتصف يونيو/حزيران الماضي إلى طهران حاملا رسالة من البيت الأبيض، إذ يعتقد المرشد الأعلى أنه ليس لديه أي ضمان بأن الرئيس الأمريكي سوف يفي بكلمته، والذي ندد من جانب واحد في مايو/أيار 2018  بالاتفاق المشترك المبرم بفيينا في 14 يوليو/حزيران 2015.

ونوّه إلى أن تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربات إلى طهران، بعد أن أسقطت القوات الإيرانية طائرة أمريكية بدون طيار في 20 يونيو/حزيران 2019، على ما يبدو عن طريق الخطأ، يشجع طهران فقط على متابعة سياستها المتمثلة في خلق ضغوط من أجل تقوية موقفها في التفاوض ووضع علامات على الخطوط الحمراء.

ولفت "أوريان21" إلى أن تراجع ترامب أثار غضب البعض، ومنهم جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، الذي يحلم بعدم إبرام أي اتفاق مع طهران، بل الإطاحة بالنظام.

ونقل التقرير عن أليكس فاتانكا، من معهد الشرق الأوسط، الذي خلص إلى أن "إيران من جانبها، تعرف أن المعركة العسكرية ستخسرها مقدما. ولا يزال بإمكان ترامب الانتظار وإيران كذلك، لكن ليس كثيرا. في الأساس، لا تعارض طهران التحاور إذا طلب منها أشياء معقولة. ومنها عدم الاعتراف بإسرائيل على سبيل المثال، أذ يعد هذا أحد الأسس الأيديولوجية للنظام، كما أن خامنئي لم يقل أبدا إنه لن يقوم ببعض الانفتاح تجاه الولايات المتحدة".