الأرجنتين تطارده.. هل تزول إمبراطورية حزب الله بأمريكا اللاتينية؟

مهدي محمد | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

ضربة يبدو أنها سيكون لها ما بعدها، وجهتها الأرجنتين لحزب الله اللبناني بتصنيفه "منظمة إرهابية" وتجميد أصوله في البلاد، ليفقد الحزب ركنا أصيلا في إمبراطوريته التي استغرق بناؤها عقودا طويلة، بعدما استطاع الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على دول أمريكا اللاتينية، ينتظر أن تكون له ارتدادات عنيفة، تنعكس على قرارات مماثلة في دول القارة، التي تحتضن نفوذا واسعا للحزب، يرتكز على تجارة المخدرات وغسيل الأموال وغيرهما.

الأرجنتين تغضب

إدارة المعلومات المالية التابعة للحكومة في الأرجنتين أصدرت أمرا بتجميد أصول "حزب الله" وأعضائه، بعد يوم من وضع البلاد قائمة جديدة بالأفراد والكيانات المرتبطين بالإرهاب شملت الحزب وبعض قياداته وكوادره.

بيان الإدارة قال: "في الوقت الحالي لا تزال جماعة حزب الله تشكل تهديدا للأمن ولسلامة النظام الاقتصادي والمالي لجمهورية الأرجنتين"، بينما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر حكومي مطلع قوله إن أمر تجميد الأصول أدرج جماعة "حزب الله" تلقائيا في سجل الأرجنتين للمنظمات الإرهابية.

الإعلان تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للأرجنتين، ومع إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتفجير مركز للجالية اليهودية في العاصمة بوينس أيرس أدى إلى مقتل 85 شخصا.

ورغم أن الأرجنتين تلقي باللوم في الهجوم على إيران وحزب الله، فإن التحقيق الذي أجرته الأرجنتين في تفجير شاحنة ملغومة في مقر الرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة عام 1994 لم يسفر عن شيء.

وتحمّل الأرجنتين كذلك الحزب مسؤولية هجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس في عام 1992 أسفر عن مقتل 29 شخصا.

التصنيف الذي يعد الأول من نوعه لحزب الله في إحدى دول أمريكا اللاتينية، لم يكن مفاجئا فقد سبقته إرهاصات عدة، أبرزها في يوليو من العام الماضي حين جمّدت الأرجنتين أصول 14 فردا من عشيرة بركات وهي عائلة كبيرة يقول مسؤولون إن لها صلات وثيقة بحزب الله.

وكانت الأرجنتين قد فتحت تحقيقا منذ أعوام في هذه الشبكة، التي تنشط في المثلث الحدودي المشترك بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، وقالت إن 14 شخصا ضمن هذه الشبكة كانوا يعبرون الحدود من البرازيل دون الإفصاح عما يحملونه من أموال ويقومون بتصريف ما يزيد عن 10 ملايين دولار في أحد الكازينوهات كوسيلة لتمويل "حزب الله".

بيان وحدة المعلومات المالية في الأرجنتين، أكد حينها أن مجموعة بركات، أو عشيرة بركات كما تعرف أيضا، متورطة إضافة إلى تمويل الإرهاب في جرائم تهريب وتزوير الأموال والوثائق وتجارة المخدرات والابتزاز وتجارة السلاح وتبييض الأموال.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قالت وزارة الأمن الأرجنتينية إنه تم إلقاء القبض على مواطنين أرجنتينيين للاشتباه بصلتهما بـ"حزب الله".

عدوى التصنيف

ولعل الارتباط الديموغرافي الوثيق بين دول أمريكا اللاتينية خاصة الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وما تشهده من نفوذ لـ"حزب الله"، إضافة إلى الضغط الأمريكي على تلك الدول، يعززان من إمكانية أن تنتقل عدوى تصنيف الحزب منظمة إرهابية إلى باقي دول القارة التي ينشط فيها بقوة.

ويبدو أن الجواب على تساؤل بشأن هل تحذو دول أخرى حذو الأرجنتين؟ سيكون بالإيجاب، وهو ما تعضده حوادث سابقة بتلك الدول، وأبرزها البرازيل التي ألقت القبض في سبتمبر/أيلول الماضي على رجل الأعمال اللبناني أسعد بركات، الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه أحد أهم مسؤولي التمويل في "حزب الله".

بركات الذي اعتقل بالقرب من المثلث الحدودي بتهمة سرقة هوية في باراجواي، قضى هناك سابقا 6 سنوات في السجن بعد إدانته بالتهرب الضريبي، واتهمت الشرطة في الأرجنتين بركات بغسيل أموال قيمتها 10 ملايين دولار نيابة عن حزب الله في أحد الكازينوهات بمنطقة شلالات إجوازو.

وقال آدم زوبين، الذي كان آنذاك مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية: "تعتبر شبكة أسعد أحمد بركات في منطقة المثلث الحدودي شريانا ماليا رئيسيا لحزب الله".

وقالت الشرطة الاتحادية في البرازيل، في بيان، إن نشاط بركات استمر بالأرجنتين والبرازيل وتشيلي بعد الإفراج عنه من السجن في باراجواي عام 2008.

في فنزويلا التي تهددها أمريكا بالوضع على لائحة الدول الراعية للإرهاب، تتهدد مصالح الحزب أيضا، حيث اتهم رئيس جهاز المخابرات الفنزويلية السابق "هوجو كارفاخال"، في مارس/آذار 2019، نظام الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" باستضافة معسكرات تدريب عناصر "حزب الله".

في بيرو، طالبت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بالكشف عن حقيقة تورط أنصار "حزب الله" في التعاون مع بعض الجماعات الشيوعية في أعمال العنف التي وقعت في مقاطعة "لابامبا"، التي تُعد منطقة تمركز لجمعية شيعية تسمى "أنكاري إسلام".

وألقت السلطات القبض على عضو الحزب "محمد غالب حمدار" في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بعدما عُثر في شقته على بقايا مواد متفجرة، يُشتبه في أنه كان يعتزم استخدامها في تنفيذ هجمات إرهابية.

إمبراطورية حزب الله

الحديث عن إمبراطورية "حزب الله" في أمريكا الجنوبية والتي باتت مهددة الآن، يقود إلى بدايات وصول المهاجرين اللبنانيين الأوائل إلى القارة أواخر القرن التاسع عشر، وخلال الحرب العالمية الأولى.

إلا أن موجة الهجرة الأخيرة، وقعت مع الحرب الأهلية اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وهي التي حملت معظم المهاجرين اللبنانيين إلى المنطقة، حيث استقروا بصحبة عائلاتهم وشرعوا في تأسيس أعمالهم الخاصة مستفيدين من المكانة التجارية البارزة لمدينة الشرق الحدودية في باراجواي.

في تلك المدينة ألقي عام 2002 القبض على المهاجر اللبناني "أسعد بركات"، بتهمة التهرب الضريبي، ووضعته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات عام 2004 واصفة إياه بأنه "الذراع الأيمن لحسن نصر الله في أمريكا الجنوبية"، ومتهمة إياه بإدارة شبكة سرية لجمع الأموال لصالح حزب الله عبر تهريب المخدرات والسلع المقرصنة.

كان بركات مجرد حلقة أولى في شبكة حزب الله المزعومة، ففي عام 2008 أُلقي القبض على "نمر زعيتر" بتهمة محاولة تهريب الكوكايين للولايات المتحدة، وفي وقت لاحق عام 2013 قُبض على شقيق أسعد بركات، "حمزة علي بركات"، بتهمة تأسيس شبكة احتيال وتهريب بصحبة مجموعة من المهربين اللبنانيين في منطقة الحدود الثلاثية، وفي منتصف 2018، اعتُقل شخص آخر من العائلة هو "محمود علي بركات" بتهمة تبييض الأموال لصالح الحزب.

أثارت تلك الوقائع ومثيلاتها حالة من الجدل حول طبيعة العلاقة الناشئة بين حزب الله وشبكات الجريمة المنظمة في أمريكا الجنوبية، علاقة هدفت في المقام الأول إلى كسب المال من كل شيء.

بداية من البضائع المزيفة مثل الساعات ونظارات الشمس والإلكترونيات المقلدة وأقراص الدي في دي المقرصنة، مرورا بتجارة السجائر وتهريب البشر، وانتهاء بعمليات غسيل الأموال وتجارة المخدرات، بهدف إيجاد موارد دخل إضافية لمواجهة الأزمات المالية المتلاحقة التي ضربت صفوف الحزب، خاصة مع الاستنزاف المتواصل لموارد الحزب عبر سنوات الحرب في سوريا.

ومنذ نشأته، كانت مسألة التمويل نقطة الضعف الأكثر خطورة في جسد حزب الله، فرغم الالتزام الكامل من قبل إيران نحوه، فإن مكانتها المهتزة في النظام الدولي وخطوط التمويل المباشرة عبر سوريا وضعت الحزب دوما تحت رحمة الاضطرابات السياسية في إيران وسوريا.

ولم تكن ضريبة "الخمس" التي يجمعها رجال الدين من الشيعة اللبنانيين الفقراء كافية لسد العجز المالي، ومواجهة أزمات التمويل المتتالية التي واجهها الحزب عاما بعد عام، ليدرك حتمية البحث عن مصادر مالية مكمّلة أو بديلة.

أُسندت تلك المهمة إلى "عماد مغنية"، الذي يلقب بـ"رجل المهام الصعبة" في الحزب، وقائده العسكري الأبرز، والذي اغتيل في دمشق عام 2008، واتهمته الولايات المتحدة بالتورط في قتل أكبر عدد من الأمريكيين في جميع أنحاء العالم قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

على الفور، شرع "مغنية" في وضع اللبنات الأولى لتأسيس وحدة شؤون مالية تابعة للجناح العسكري لـ"حزب الله"، صانعا ما وصفته واشنطن لاحقا بأنه "تحالف غير مسبوق بين جماعات مسلحة أيديولوجية إقليمية وبين الشبكات العالمية لتجارة المخدرات والجريمة المنظمة"، تحالف أسهم في تدفق مئات الملايين من الدولارات إلى خزائن الحزب، عبر منظومة من العمليات التجارية الشرعية وغير الشرعية.

تمتلك لبنان إحدى أكبر قواعد المهاجرين حول العالم، حيث يتوزع قرابة 11-13 مليون شخص من ذوي الأصول اللبنانية بين القارات المختلفة، من الولايات المتحدة إلى أمريكا اللاتينية والكاريبي وأستراليا، ومن شرق آسيا إلى غرب إفريقيا، وهو مجتمع ضخم للغاية خاصة بالمقارنة مع عدد اللبنانيين في الداخل.

شبكات عنكبوتية

نظام الزعامات العائلية والقبلية الشائع في لبنان فرض على المهاجرين بعض المسؤوليات المالية لصالح عشائرهم، تتضمن توجيه المال لصالح المنظمات التي تقوم بمساعدة أقاربهم في البلاد، وقد جعلت عقيدة حزب الله الدينية الحزب مكانا مرشحا لتلقي الكثير من الدعم.

وأنشأ في سبيل ذلك مؤسسات صناديق تجمع الزكاة من المهاجرين لصالح المؤسسات التي تخدم الشيعة اللبنانيين، وفي الوقت الذي تمثل فيه تحويلات المهاجرين 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، عمل الحزب ومؤسساته مثل بيت المال كجهات موثوقة لنقل تلك التحويلات إلى العائلات، ما أقحمه في قلب النظام الاجتماعي والمالي الذي يربط بين العائلات الشيعية في الداخل وبين المجتمعات المهاجرة، وأعطاه تدفقا مستمرا للعملة الصعبة.

لكن استفادة "حزب الله" من تلك الشبكة لم تتوقف على أموال التبرعات والرعايات وأنشطة الوساطة المالية فحسب، بل منحته وصولا كبيرا إلى مجتمعات الجريمة المنظمة خاصة في أمريكا الجنوبية، وهي علاقة بدأت منذ الثمانينيات حيث أنشأ الحزب شبكات من العلاقات مع مهربي المخدرات والأسلحة ونشطاء غسيل الأموال، وهي شبكة وصلت إلى قدر كاف من الفاعلية خلال النصف الثاني من العقد الماضي.

ومن أجل تفادي الوقوع تحت طائلة القانون والعقوبات، عمدت شبكات عمل "حزب الله" إلى المزج بين الأنشطة الشرعية والإجرامية في شبكات عمل مختلطة من أجل تصعيب مهمة تتبعها، وكان أحد أبرز الأمثلة على هذا النمط من العمل هي الشبكة الضخمة التي أسسها رجل الأعمال اللبناني الكولومبي "أيمن جمعة".

تلك الشبكة جمعت بين تهريب المخدرات من كولومبيا والمكسيك إلى الولايات المتحدة بالتعاون مع أكثر "كارتيلات" تجارة المخدرات وحشية في أمريكا الجنوبية وهي عصابة "لوس زيتاس"، واستخدمت أموال العائدات من أجل شراء كمية كبيرة من السيارات المستعملة.

تم بيع هذه السيارات لزبائن في دول غرب إفريقيا بتسهيل من نشطاء "حزب الله" هناك، ثم ضخ هذه الأموال لاحقا للشرق الأوسط لتمويل أنشطة الحزب، وضخ جزء منها من جديد في النظام المصرفي الأمريكي من خلال مؤسسات مالية أبرزها البنك الكندي اللبناني.

وقدّرت قدرة هذه الشبكة على غسيل الأموال بأكثر من 200 مليون دولار شهريا، ويُعتقد أنها ضخت قرابة مليار دولار من العائدات إلى خزائن حزب الله.

الجهود الأمريكية لتعقب تلك الشبكات تُوجت بعملية طويلة الأمد عُرفت باسم العملية "كاسندرا" تم تدشينها عام 2008 واستمرت ثماني سنوات على الأقل، وخلصت في النهاية إلى قيام "حزب الله" بعمليات غسيل أموال بقيمة تقترب من 500 مليون دولار خلال تلك الفترة.

تحت وطأة تلك المتغيرات، كانت الشركات الداعمة للحزب تتعرض لضغوط غير مسبوقة، وتم تحجيم عملها بشكل كبير، إلا أن تلك الجهود لم تنجح في إيقافها تماما وذلك بفعل المظلة السياسية الفعالة التي وفرتها دبلوماسية إيران في أمريكا الجنوبية، وسياستها طويلة الأمد في التقارب مع الحكومات المعادية للولايات المتحدة في دول مثل فنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا والإكوادور.

فنزويلا المثال الأبرز على ذلك، فبخلاف قيام الحكومة الفنزويلية بمنح شركات عسكرية إيرانية مساحات كبيرة من الأراضي المعزولة لتطوير تكنولوجيا الصواريخ، مثل شركة بارشين للصناعات الكيماوية الإيرانية التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات، يأتي دعم الأنشطة غير الشرعية في البلاد من أعلى المستويات الحكومية.

فعلى سبيل المثال، اتُهم نائب رئيس فنزويلا الحالي وصديق هوجو شافيز المقرب، طارق العيسمي، بتبييض الأموال وتهريب المخدرات من وزارة الخزانة الأمريكية خلال عام 2017.

وعلى الرغم من التفاصيل المتتابعة والمعقدة التي تتكشف شيئا فشيئا حول شبكات تمويل حزب الله وأنشطته المزعومة غير الشرعية، لا يزال الحجم الحقيقي لإسهام هذه الشبكات في موازنة حزب الله وقدراته المالية غير معلوم بشكل كبير.

وحتى طبيعة الشبكات الإجرامية المزعوم ارتباطها بالحزب لا تزال موضع جدل كبير إلى اليوم، بين من يميلون إلى إظهار الأمر في صورة شبكات منسقة تُدار بشكل مركزي من قِبل القيادات العليا للحزب، وبين من يرونها مجرد مساعٍ من الحزب لاستغلال الجمهور الكبير للشتات اللبناني من أجل إدرار بعض العائدات وكسب المجندين لخدمة أنشطته العسكرية العابرة للحدود.

50 ألف عنصر

صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، أطلقت، في تقرير نشرته نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على مدينة "سيوداد ديل إيست" الباراجوانية اسم "عاصمة حزب الله الأمريكية"، متحدثة عما أسمته "آلة تبييض أموال الحزب القذرة في أدغال القارة الأمريكية".

وقالت الصحيفة، إن العقوبات الدولية والأمريكية والأوروبية، حتى نشر التقرير، لم تنجح في ضرب "حزب الله" في مسألة التمويل، واعتبرت أن الحزب نجح في تفادي الانهيار بفضل إمبراطوريته الحقيقية، على الحدود بين البرازيل وباراجواي.

ويعتمد الحزب على بيئة لبنانية مناسبة حسب الصحيفة: "50 ألف مهاجر لبناني أو من أصل لبناني يشكّلون درعا حقيقيا في خدمة الحزب، الذي يُدير قاعتين للصلاة في المنطقة، تنتشر فيهما صور الخميني، وعلى أطفال السكان الذين يمرون بشكل إجباري تقريبا عبر كشافة المهدي، التي يشرف عليها مسؤولون موفدون من الحزب اللبناني خصيصا للمنطقة".

وبفضل "الأموال القذرة، فقد نجح الحزب في رشوة المسؤولين، وتغذية العنف الذي يرافق تجارة المخدرات والممنوعات في المنطقة، إلى جانب استقطاب أصحاب الأموال المشبوهة للمنطقة، وتوفير خدمة تبييض الأموال وغسيلها بالاعتماد على شبكة دولية معقدة، على امتداد منطقة نفوذه على الحدود بين البرازيل وباراجواي" وفق التقرير.