لماذا لا تستطيع السعودية الخروج من اليمن مثل الإمارات؟

12

طباعة

مشاركة

وصف مركز "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية للحكومات والمنظمات، قرار الإمارات بفك ارتباطها باليمن بـ"الخطير". وعقب عملية إعادة تقدير لحساب التكلفة مقابل الفوائد في اليمن، قال إن السعودية ستجبر على تحمل المزيد من العبء المباشر لمواصلة حربها. 

وفي حين لم تنسحب الإمارات بالكامل من اليمن، حيث قامت بإعادة تموضع القوات، إلا أن القرار أجبر الرياض على نقل بعض قواتها إلى القواعد العسكرية في مينائي المخا والخوخة بالقرب من ميناء الحديدة الإستراتيجي، بالإضافة إلى نقل قوات سعودية إضافية إلى عدن.

ولفت تقرير المركز إلى أن هذه التحركات تعني أن الرياض ستحتاج إلى قوات برية خاصة بها على الأرض وكذلك طائرات في الجو، إذا كانت ترغب في مواصلة "المستنقع الكارثي" الذي بدأته في اليمن منذ عام 2015. 

ومضى التقرير يقول: "يصر المسؤولون الإماراتيون على أن سحب قواتهم لن يبدّل ميزان الصراع، بما أنهم يتركون خلفهم ما يقدر بنحو 90 ألفا من القوات اليمنية التي دربتها وجهزتها على مدى السنوات القليلة الماضية". 

الغاية: الحوثيون

من غير المرجح أن يدّعي المتمردون الحوثيون تحقيق انتصارات على الأرض نتيجة لانسحاب الإمارات من الصراع، إلا أنها حتى في أقصى حدود قوتها، لم تتمكن القوة السعودية-الإماراتية المشتركة من تحقيق هدفها المعلن وهو هزيمة الحوثيين.

وبحسب التقرير، لا يزال إعلان النصر على الحوثيين يمثل أولوية قصوى لدى السعودية، حيث يمثل المتمردون تهديداً حقيقياً على طول الحدود الجنوبية. 

ومضى قائلا؛ استهدف الحوثيون مرارًا وتكرارًا المطارات المدنية السعودية وغيرها من الهياكل الأساسية. ومن المفارقة أن هذا التهديد زاد بالفعل منذ بداية الحرب. 

ورأى الكاتب أن كل التهديدات التي أعلنتها الرياض كمبرر للحرب قد زادت بالفعل، إذ أصبح تأثير إيران في اليمن الآن أكبر -والحوثيون يشكلون تهديدًا عسكريًا لجنوب المملكة- أكثر مما كان عليه الحال عندما بدأت الحرب. 

مصلحتها أولا

ومع فقدان الرياض لأهم شريك للعمل المباشر، وهي الإمارات، فإن عدد القوات السعودية التي ستنتقل إلى القتال هو سؤال يلوح في الأفق.

واستبعد التقرير وجود خلاف بين الإمارات والسعودية، إذ لا يزال الاثنان يشتركان في رؤية لمنطقة خليجية تكون فيها الدولتان القوة العظمى وليس إيران. 

يبدو أن أبو ظبي قد اتخذت القرار -على الأقل في حالة اليمن- بأن التركيز المنفرد على النظر إلى كل قضية على أنها مسابقة للفوز بالجائزة الكبرى في مواجهة طهران يضر بالصورة العامة للإمارات في الغرب، ويؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية فيما يتعلق بالحد من النفوذ الإيراني. 

وبالنسبة للإمارات، لا يوجد جانب جيوسياسي إيجابي لمواصلة دورها في حرب اليمن. أما السعودية فقد وضعت نفسها في زاوية، جعلت خروجها من اليمن صعبا.

ولا يرى التقرير أن سمعة المملكة في الغرب تثير القلق، إذ أظهرت الرياض أنها ستتجاهل الإدانة الدولية في حالة اليمن. 

وتوقع المركز الاستخباراتي أن يؤدي انسحاب الإمارات إلى زيادة الغارات الجوية السعودية لتعويض ما يتم فقده على الأرض، مما سيزيد من الدمار في  اليمن.