جنوب إفريقيا كلمة السر في تطوير الصناعات العسكرية السعودية.. كيف؟

12

طباعة

مشاركة

تسعى السعودية إلى استلهام تجربة الإمارات في تطوير صناعة الدفاع لديها، ويحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إغواء المواهب في صناعة الدفاع الموجودة بجنوب إفريقيا لتطوير الصناعات العسكرية السعودية. 

وكشفت مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية أن الإمارات كانت قبل سنوات قد أغوت المواهب الهندسية في قطاع الدفاع في جنوب إفريقيا على نطاق واسع، لتطوير صناعاتها العسكرية، وهي تنافس الآن في قطاعات دفاعية كانت تهيمن عليها جنوب إفريقيا. 

تهديد بالفشل

وأوضحت المجلة أن الجهود السعودية في هذا الصدد لا تزال تواجه صعوبات، مشيرة إلى أن رئيس شركة "دينيل جنوب إفريقيا"، داني دي توا، أعلن في 8 يوليو/ تموز أنه رفض عرضا ماليا للشركة من المملكة، ما يهدد خطط الدفاع الخاصة في الرياض بالفشل.

ونقلت المجلة المتخصصة في مجال الاستخبارات عن دي توا، قوله: إنه "كان يفضل أن يطلب من حكومة جنوب إفريقيا دعما ماليا لمساعدة الشركة على الخروج من أزمتها بدلا من أن يأخذ مالا سعوديا".

وأشار التقرير إلى أن الشركة السعودية للصناعات العسكرية "SAMI"، المسؤولة عن صفقات نقل التكنولوجيا مع الشركات الأجنبية، عرضت استثمار مليار دولار في شركة "دينيل" العام الماضي.

وبحسب "إنتلجنس أونلاين"، فإن الاستحواذ على حصة في "دينيل" كان سيتسبب في تداعيات إستراتيجية إقليمية بالنسبة لقطر، التي حاولت مرة الاستثمار في الشركة بمساعدة الاستشاري الإسرائيلي الفرنسي فيليب هبابو سولومون.

وبحسب التقرير، فإنه رغم عدم انتهاء المحادثات عن صفقة في الأفق، بدأ مستشارو "SAMI" مفاوضات موازية مع Ivor Ichikowitz’s Paramount، التي أصبحت قريبة من محمد بن سلمان على مدى العام الماضي. 

وتتطلع شركته إلى تأمين مبيعات لمركباته المدرعة والطائرة الخفيفة "مواري" التي يتم تصميمها للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتنفيذ مهام جو-أرض.  

ونبهت المجلة إلى أن الجهود التي قامت بها "SAMI" مع "دينيل" و"بارامونت"، قام بها رئيسها التنفيذي انردياس شوير، الذي يعرف جنوب إفريقيا جيدا. 

وتابعت: "في عام 2016 عندما كان مديرا دوليا لـ Rheinmetall، كان مهندسا لأول تعاقد بين بريتوريا والرياض، الذي تضمن إنشاء أول منشأة للذخائر Rheinmetall Denel Munitions، وهو مشروع مشترك بين الشركة الألمانية ودينيل". وأشارت المجلة إلى أن الاستحواذ على حصة دينيل في "RDM" كان من أولويات "SAMI". 

إغواء المواهب

ولفت التقرير إلى أن السعودية تجمع المواهب من جنوب إفريقيا خاصة في القطاعات التي تنظر إليها البلاد على أنها رئيسية بالنسبة لاحتياجاتها الدفاعية المستقبلية، خاصة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

وتابع التقرير: "العام الماضي، أغوت السعودية جان سكومبي لترك وظيفته ككبير مهندسين في "دينيل ديناميكس"، وهي الشركة التابعة التي تعمل في هذه المجالات، وهو الآن مستشار لقطاع الصواريخ بالشركة، التي يترأسها الأمريكي تيم جارتنر".

ولفت التقرير إلى أن "SAMI" قامت بتحركات مماثلة في مجالات أخرى؛ إذ عيّنت جون ستين، الذي كان يعمل عضوا منتدبا منذ فترة طويلة في (بي اي ايه سيتسمز لاند سيتسمز ساوث أفريكا) كي يكون نائب الرئيس للأسلحة البرية.