بعد هروب أميرة دبي.. ماذا تخفي قصور الحكام العرب خلف أسوارها؟

عمّان- الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يصدر قصر باكنجهام من لندن بيانا يعلن فيه عن خبر حمل إحدى دوقاته وآخر عن موعد الولادة، وتفاصيل أخرى عن العائلة المالكة في بريطانيا التي تسود ولا تحكم، لكن أخبارها تحظى بمتابعة كبيرة من قبل مواطني البلد وخارجه أيضا.

في نفس الأثناء يضرب الأمراء والملوك في العالم العربي على أبواب قصورهم أقفالا من الصمت، حريصين على حبس حياتهم الخاصة في الركن المظلم منها، لكن هذا الركن غالبا ما يعج بالانتهاكات في حق سيدات هذه القصور. 

تفجّر الصحافة الغربية دائما قصصا من داخل هذه القصور، تكشف ما يحرص أصحابها على إخفائه بدعوى تقاليد العائلات الحاكمة وعاداتها المحافظة التي توارثتها.

طلاق الملكة

مجلة "هولا" الإسبانية المعروفة بنشرها لأخبار العائلة الملكية في المغرب، أكدت خبر طلاق الملك محمد السادس وزوجته سلمى بناني نهائيا، مشيرة أنه غير قابل للمراجعة.

تردّد سيدة المغرب الأولى على اليونان وشراؤها قصرا هناك جعل الأخبار تقول إنها استقرت بأثينا بعد انفصالها عن الملك، قبل أن تفيد المجلة الإسبانية أنها تفضل البقاء في المغرب قريبة من نجليها.

وصلت الإشاعات التي خرجت عقب خبر الطلاق إلى حد القول إن سبب الطلاق هي الخلافات التي بين الأميرة سلمى وشقيقات الملك، في حين أوضح الملف ذاته أن علاقتها بعائلة الملك قوية جدا.

شكّلت الأميرة سلمى تحولا كبيرا في المملكة، حيث كانت أول زوجة ملك تحمل لقب "أميرة" في تاريخ المغرب، وتحظى بصفة "السيدة الأولى" في الرباط، في حين كان المغاربة إلى حدود عهد الحسن الثاني لا يعرفون شكل زوجة الملك ولا حتى اسمها. 

ووصفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، زواج محمد السادس بسلمى بناني، وهي ابنة أسرة عادية من عامة الشعب، بـ"الزلزال السوسيولوجي"، إذ "لم تعد زوجة الملك خلف نقاب تختلس النظر من وراء شرفات القصر كما هو حال الملكين السابقين، بل أصبحت عقيلة الملك، تمثل مستقبل المرأة المغربية، التي يريدها الملك مستقلة، متحررة، وعصرية مرتبطة بالتقاليد المغربية الأصيلة".

أراد محمد السادس أن يبدو ملكا يعيش عصره ويناصر تحرر المرأة وقضاياها، وهي الصورة التي رسمها ببراعة بحسب المجلة الفرنسية، إذ فوّض الملك لزوجته مهمة تمثيل المغرب في المحافل الدولية ولقاء الزعماء.

ستظل الأميرة بعيدة عن المجال العام، وستستمر في الحضور في حياة ابنيها، وأفادت أسبوعية "الأيام" المغربية، بأنها لا تزال تعيش في الإقامة الملكية بالرباط (العاصمة)، التي تقيم فيها منذ زواجها بالملك محمد السادس في العام 2002، بينما اختار الملك قبل أشهر أن يقيم بالإقامة الملكية بمدينة سلا (جوار العاصمة) التي تعوَّد على العيش فيها منذ كان وليا للعهد.

لا تتمكن الأميرة، بحسب مجلة "جالا" الفرنسية، أن تسافر مع ابنيها معا، كما تفرض عليها حراسة مشددة في عطلها خارج المغرب مع أحدهما، والسبب "الخوف من الهروب بهما والاستقرار خارج المغرب". 

الباحث المغربي محمد شقير قال في تصريح صحفي، إن الكتابات المغربية عن الملوك المغاربة ظاهرة ثقافية انتشرت بشكل كبير منذ منتصف القرن الماضي ولو أنها بدأت منذ أزيد من قرن من الزمن، وبالضبط منذ عهد السلطان المولى الحسن الأول، تمهيدا لاستعمار المغرب فيما بعد.

هروب الأميرة

خرجت إلى العلن، منذ أسابيع، قضية هرب الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة للملك عبدالله الثاني ملك الأردن والزوجة السادسة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس مجلس وزراء دولة الإمارات.

تلقت هيا بنت الحسين (45 عاما) تعليمها في جامعة أكسفورد، ومثّلت الأردن في أولمبياد سيدني عام 2000، في سباق قفز الحواجز، وفي عام 2004، تزوجت الأميرة الشيخ محمد، الذي أسس أكبر اسطبلات سباق في بريطانيا (غودلفين).

كشفت صحيفة "ذي صن" البريطانية، أن الأميرة قضت أشهرا في التخطيط للهروب إلى لندن بعد أن اكتشفت أن زوجها كذب بشأن حبس وتعذيب ابنته الكبرى، الأميرة لطيفة. ونقلا عن مصادر في الشرق الأوسط، قالت الصحيفة، إن الشيخ (69 عاما) انزعج بشكل متزايد من قرب زوجته من حارسها الشخصي.

وأفادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، أن الحارس الشخصي، الذي لم يكشف عن اسمه، هو ضابط سابق بالجيش البريطاني وفّر الأمن للعائلة. وزعمت المصادر، أن الأميرة كانت تستعد للفرار منذ عدة أشهر، وتركت دبي مع مبلغ 31 مليون جنيه إسترليني لبدء حياة جديدة.

وحسب الصحيفة، فإن حارسها الشخصي البريطاني، يعمل لدى شركة أمن مقرها لندن تملكها حكومة دبي. وظهرت المخاوف بشأن علاقتهما لأول مرة هذا العام عندما تغيبت الأميرة عن رويال أسكوت (مهرجان الخيول الملكي في بريطانيا) الشهر الماضي.

وبحسب ما ورد، استخدمت الأميرة أموال الأسرة في تقديم الهدايا الفخمة لحارسها. وأفادت الصحيفة بأن الشيخ محمد طلب من السلطات في برلين إعادة الأميرة وابنها زايد البالغ من العمر (7 أعوام) وابنته الجليلة (11 عاما) إلى الإمارات، لكنهم رفضوا وقيل إن مسؤولي الأمن يحمونها ما أثار أزمة دبلوماسية بين ألمانيا والإمارات.

سجون من ذهب

اختفت الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن الأنظار وانقطعت أخبارها منذ إلقاء القبض عليها على يد رجال مسلحين على بعد 30 ميلاً قبالة سواحل الهند، أوائل مارس/ آذار 2018.

أمضت الأميرة لطيفة 7 سنوات في التخطيط لمحاولة هروبها الفاشلة من دبي التي اعتبرتها "سجناً مطلياً بالذهب"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. 

تواصلت لطيفة (33 سنة) وهي الإبنة الثانية لحاكم دبي مع جاسوس فرنسي سابق ومدربة فنلندية في فنون القتال، اللذان ساعدا في التخطيط للهروب، إلى جانب طاقم يخت فلبيني، قالوا إنَّهم حاولوا الإبحار بها لكي تعيش حياةً جديدةً.

حاولت ابنة حاكم دبي مغادرة الإمارات عندما كان عمرها 16 عاماً، لكن أُلقِيَ القبض عليها على الحدود وسُجِنَت 3 سنوات، وتعرَّضت للضرب والتعذيب. جعلتها التجربة، بالإضافة إلى تجربة شقيقتها، حذرةً في التخطيط لمحاولة هروبها الثانية.

وألقِي القبض على شقيقتها الكبرى، شمسة، في شوارع مدينة كامبريدج البريطانية بعد فرارها من بناية تابعة للعائلة المالكة الإماراتية في مقاطعة سري الإنجليزية عام 2000، في جريمة خطف واضحة لم تحقق فيها الشرطة البريطانية بشكل كامل.

ووفق بريد إلكتروني عرضه الجاسوس الفرنسي، قالت الأميرة: "لقد تعرَّضتُ لسوء معاملة وقمع طوال حياتي. تُعامَل النساء كأنهن أدنى من البشر. والدي لا يمكن أن يستمر في فعل ما كان يفعله بنا جميعاً"، بحسب "الجارديان".

عند إلقاء القبض على القارب الذي كانت الأميرة تبحر على متنه، قالت إنَّها تفضل أن تُقتَل على القارب على العودة إلى دبي. 

وفي مقطع فيديو خصص للنشر، فقط في حال فشل محاولة هروبها، إنَّها استعدت نفسياً وجسدياً لمواجهة عقوبة شديدة إذا أُلقي القبض عليها، وقالت: "إذا كنت تشاهد هذا الفيديو، فهذا ليس شيئاً جيداً، فأنا إما ميتة أو في وضع سيء للغاية".

خطوات محسوبة

بكثير من الذكاء يتعامل ملك الأردن عبدالله الثاني مع الأمر، إذ يحاول باستمرار الترويج لصورة الأب القريب من أطفاله والزوج الودود، هذه الصورة تهتم برسمها بإتقان زوجته، الملكة رانيا.

في رمضان الماضي، نشرت الملكة عبر إحدى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لوجبة إفطار تناولتها الأسرة في غرفة طعام بسيطة، بعد أن قامت الأسرة بمن فيهم الملك بتحضير الطعام ووضعه على الطاولة، وتساءلت الملكة رانيا خلال الفيديو إن كان الطعام لذيذًا.

كان مقطع الفيديو مدروسا، وحقق الهدف الذي نشر لأجله، إذ تفاعل معه رواد مواقع التواصل بشكل كبير، واعتبروه فيديو تلقائي تضمن الكثير من البساطة والتلقائية.

كسر ملك الأردن كل البرتوكولات التي تقول إن حياة الملوك الخاصة تبقى سرا، لا يليق التصريح بها للصحافة، وذهب إلى حد رواية قصة لقائه برانيا وكيف أغرم بها وقرر أن يتزوجها.

ولدت رانيا الياسين في الكويت عام 1970م، ثمّ ما لبثت أن انتقلت خلال حرب الخليج الأولى عام 1991م شأنها شأن العديد من الفلسطينيين إلى الأردن، حيث التقت بالأمير عبدالله خلال حفل، وبعد 6 أشهر تقدم لخطبتها.

يُظهر ملك الأردن في كل المناسبات التي تحضرها معه زوجته رانيا، انسجاما كبيرا بينه وبين زوجته، على عكس باقي الملوك والأمراء في العالم العربي.