موقع بريطاني: ثلاثة أسباب للترحيب الحار بأمير قطر في واشنطن

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

رصد موقع "أوبن ديموكراسي" البريطاني، في مقال لأستاذ دراسات السلام بجامعة براد فورد الإنجليزية، بول روغرز، أسباب الترحيب الحار من الإدارة الأمريكية، بزيارة أمير قطر الأسبوع الماضي، رغم التحالف بين الدوحة وطهران، "عدوّة" الولايات المتحدة.

وقال روغرز في مقاله، إن العشاء الذي أقيم على شرف الأمير بحد ذاته كان ذا توجه تجاري كبير، حيث تمت دعوة 40 من كبار رجال الأعمال الأميركيين وكذلك بعض الدبلوماسيين.

وأضاف الكاتب: "مع ذلك، تكمن أهميته في الترحيب الكبير الذي تلقاه تميم بن حمد آل ثاني، في الوقت الذي يحاصر فيه العديد من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة - السعودية والإمارات ومصر والبحرين – بلاده".

تنافس قطري سعودي

ولفت إلى أن التنافس بين العائلة المالكة السعودية والقطرية يعود إلى سنوات عدة، ولكنه وصل إلى ذروته قبل أكثر من عامين عندما اتهم السعوديون قطر بدعم "الإرهاب".

وتابع الكاتب: "تصاعد هذا إلى الحصار الذي استمر منذ يونيو/حزيران 2017، ما جعل ترحيب ترامب بآل ثاني هذا الأسبوع معقدا، على أقل تقدير. هناك صعوبة أخرى بالنسبة للولايات المتحدة وهي العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها قطر مع إيران، وهي عدو السعودية والإمارات ، وبطبيعة الحال، ترامب نفسه".

ومضى يقول: "يجب أن تؤخذ تهمة مساعدة الإرهاب بقدر من الشك. من المؤكد أن قطر قد فتحت بابا دبلوماسيا لطالبان، لكن دعمها للقوات شبه العسكرية المتطرفة متقلب".

وأردف الكاتب: "علاوة على ذلك، تواجه السعودية نفسها مزاعم مماثلة. على مدار عقود من الزمن، دعمت المملكة المدارس التي تميل إلى نسختها المحافظة من الإسلام في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وهناك ادعاءات متكررة بأن هذه المدارس وفّرت بيئة مفيدة للجماعات المتطرفة مثل تنظيمي القاعدة والدولة لتجنيد الشباب المتدين".

ورأى الكاتب البريطاني، أن المشكلة الأكبر هي الجزيرة. يكره السعوديون بشدة هذه الشبكة الإعلامية القطرية المدعومة والتقارير النقدية التي تبثها عن الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط.

وأردف يقول: "كما أنهم غير راضين عن خط استقلال الدوحة في علاقاتها الدبلوماسية الشاملة، بما في ذلك الدعم من حين لآخر لحركة حماس. والأمر غير المرحب به بنفس القدر هو الدعم القطري لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر".

وأشار الكاتب إلى أن الأمم المتحدة تدعم حكومة الوفاق الوطني أيضا، لكن مصر والسعودية والإمارات قدموا للمتمردين دعما كبيرا اعتقادا أنهم بإمكانهم قمع أي تصعيد في دعم تنظيم الدولة الإسلامية.

وتساءل: "بالنظر إلى قوة أولئك الذين يحاصرون قطر، كيف يمكن للدولة أن تعيش وتزدهر حقا؟".

ثلاثة أسباب للترحيب

ومضى يقول: "هناك ثلاثة أسباب رئيسية. الأول هو أن قطر غنية للغاية، بفضل احتياطاتها الضخمة من الغاز الطبيعي: تحت الخليج بين قطر وإيران، يوجد أكبر حقل للغاز في العالم، حقل الشمال / جنوب بارس. يحتوي هذا الحقل وحده على حوالي 30 بالمئة من احتياطيات الكوكب القابلة للاستخراج. وهو حقل مشترك مع إيران، وهذا هو السبب في أنه من المعقول أن تحتفظ قطر بعلاقات معقولة مع طهران مهما كانت وجهات نظر السعوديين وغيرهم".

وبحسب قوله، فإن "السبب الثاني هو أن قطر تستضيف أهم قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في العديد. تم تشييد القاعدة قبل 20 عاما، وتضم 10 آلاف جندي أمريكي بالإضافة إلى مقر القيادة المركزية الأمريكية، والذي يسيطر على القوات في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وبيّن أن "إحدى المفارقات الكثيرة هو أن البنتاغون قد نشر مؤخرا سربا من مقاتلات الشبح من طراز (أف-22) في العديد بهدف محدد وهو هو تعزيز قدراته ضد إيران، لكن قطر هي الحليفة الوحيدة لإيران بين دول الخليج. المفارقة الأخرى هي أن قائد القوات الجوية للقيادة المركزية الأمريكية عندما بُنيت العديد لأول مرة، الجنرال تشارلز وارد، يزعم الآن أن ترامب يجب أن يهدد بإغلاق القاعدة والانسحاب من قطر بسبب علاقاتها مع إيران".

وتابع: "في كل هذا التعقيد، يبقى السؤال عن سبب حصول الأمير على هذا الترحيب من ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، على الرغم من أن جون بولتون، ومايك بومبيو، ومايك بينس، مستشار الأمن القومي لترامب ووزير الخارجية ونائب الرئيس على التوالي، وكلهم صقور فيما يخص الملف الإيراني، كانوا سيشعرون بالحنق منها. لكن ترامب نفسه كان سريعا في التوضيح، وهو ما يقودنا إلى السبب الثالث".

وزاد الكاتب قائلا: "قال الرئيس: إنهم يستثمرون بكثافة في بلادنا. إنهم يخلقون الكثير من الوظائف. إنهم يشترون كميات هائلة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الطائرات".

واستطرد: "بالنسبة إلى ترامب، فإن بيت القصيد هو: المال، وبالتحديد التجارة. تقوم كل من بوينج ورايثيون وجنرال إلكتريك وغلف ستريم وشيفرون، بتوقيع عقود جماعية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إضافة إلى شراكة اقتصادية قائمة تبلغ قيمتها 185 مليار دولار".

لكن الكاتب لفت إلى أن العلاقة بين الدوحة وواشنطن يمكن أن تكون ذات قيمة مختلفة إلى حد كبير.

وعلل ذلك قائلا: "أصبح من الواضح أن الكثيرين في البنتاغون لا يرحبون بالانزلاق إلى الحرب مع إيران، وحتى بعض المقربين من ترامب يحثون على توخي الحذر".

وأشار الكاتب إلى أن هذه هي المنطقة التي يمكن أن يكون فيها دور للقيادة القطرية. قد تكون الدوحة محاورا مفيدا في أي تحسن في العلاقات، حتى في حدود الاستكشافات الدبلوماسية المبدئية لحل وسط ممكن. قد يكون هذا تفكيرا بالتمني، لكن قطر بلد غني بشكل فريد، ولغة المال هي اللغة التي يتحدث بها ترامب بحماس".