"مصير أسود".. حفاوة واسعة بالعصيان المدني ضد نتنياهو وسقوط المطبعين

12

طباعة

مشاركة

عصيان مدني.. حشود ضخمة.. صدامات دامية.. مظاهرات عنيفة.. كلها توصيفات أطلقت لرصد الأحداث المشتعلة داخل الكيان الإسرائيلي المحتل، فالشارع في حالة غليان احتجاجا على قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.

قرار إقالة وزير الدفاع، جاء بعد يوم من مطالبته للحكومة بوقف "خطة الإصلاح القضائي"، التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها، وتتضمن تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.

وعلى وقع تلك الأحداث، خرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع مساء 26 مارس/آذار 2023، واستمروا في حشودهم لليوم التالي، وأشعلوا الإطارات المطاطية، واقتحموا السواتر التي نصبتها الشرطة قرب منزل نتنياهو، وفقدت قوات الاحتلال سيطرتها على التظاهرات.

وفي محاولة لاحتواء الغضب في ظل تعاظم الاحتجاجات واتساعها واحتدامها والاشتباكات بين المتظاهرات الإسرائيليين وشرطة الاحتلال، أشارت جهات إعلامية إلى اعتزام نتنياهو التراجع عن التعديلات القضائية لتفادي الصدام مع الشارع، وفقدان السيطرة على الأحداث.

وأعرب ناشطون على تويتر عن سعادتهم بحالة الاضطراب الأمني والسياسي التي تجتاح الكيان الإسرائيلي، وسيطرت حالة الفوضى على المشهد والصدام بين سلطة الاحتلال والإسرائيليين، وعدوها مؤشرا على بدء العد التنازلي لانهيار الكيان على الأصعدة كافة.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الكيان_ينهار، #اسراييل_سقطت، #تل_أبيب_تحترق، رأى ناشطون أن انهيار الاحتلال الإسرائيلي، يتبعه سقوط الأنظمة العربية الديكتاتورية الحاكمة، معلنين شماتتهم في كل ما يحدث داخل الكيان. 

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو تنقل حالة غليان الإسرائيليين وقطعهم وإحراقهم الشوارع، وفقدان الجيش والأمن سيطرتهم على المظاهرات، وأخرى تظهر التشابك بالأيدي وحالات الكر والفر بين المستوطنين وقوات الأمن.

إسرائيل تنهار

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، أن "كيان الصهاينة في وضع غير مسبوق".

وأشار إلى أن "الاحتجاجات والإضرابات الرافضة لمشروع نتنياهو لإصلاح القضاء؛ توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية وتشل قطاع الصحة؛ الأمر الذي صعدته إقالة وزير الدفاع".

ولفت الزعاترة إلى "وجود أنباء عن بيان مرتقب لنتنياهو يعلن فيه وقف المشروع"، قائلا: "أيا يكن؛ فهنا مجتمع انفجرت صراعاته وبدأ تدهوره".

وأشار الإعلامي مراد حماد، إلى أن "إسرائيل" تعاني أحد أسوأ كوابيسها، فعداؤها للعرب والفلسطينيين كان يوحد أطيافها رغم كل الفوارق والخلافات التي كانت تشعل النار في المجتمع الإسرائيلي. 

وأوضح أن نتنياهو فعل اليوم "المستحيل" ودفع الإسرائيليين لوضع كراهية العرب جانبا وتصفية الحسابات بين العلمانيين واليهود المتطرفين.

وبشر الإعلامي القطري جابر الحرمي، بأن الكيان الإسرائيلي الذي وصفه بـ"بيت العنكبوت" سينهار عاجلا أو آجلا، مؤكدا أنها "ليست أمنية بل حقيقة قادمة". فيما قال الأكاديمي سام يوسف: "نحن أمام أحداث تاريخية: إسرائيل تنهار"، مشيرا إلى "خروج تظاهرات كبرى وانقسامات خطيرة تعصف بالجيش، والمشاهد من تل أبيب تبدو كارثية بما تعنيه الكلمة".

وتساءل: "هل نحن نشهد في هذه اللحظات انهيار إسرائيل!!".

وأشار محمد حماد، إلى أن "هذه أول مرة تشتعل تل أبيب دون تدخل غزة"، داعيا بالقول "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين". وكتب عايد الجريد: "أكثر من نصف مليون صهيوني يتظاهرون والجيش الصهيوني يرفع حالة التأهب لمواجهة هذه الأعداد.. الكيان ينهار.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، ولا عزاء للمتصهينين". وعد الكاتب عبدالعزيز الفضلي، الاضطرابات في الأراضي المحتلة والصدامات بين المستوطنين وحكومة الاحتلال تصديقا لقول الله تعالى عن اليهود في الآية 14 من سورة الحشر (تحسبهم جميعا وقلوبهم شَتَّى). وأشار المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إلى أن "إسرائيل تعيش أكبر أزمة سياسية في تاريخها، وسط انقسام شديد بين أقطاب الائتلاف الحاكم ورفض شعبي واسع لتعديلات نتنياهو تمس النظام القضائي".

ولفت إلى أن "نتنياهو أعلن لقادة الائتلاف الآن أنه يتراجع عن تلك التعديلات، وهذا سيؤدي لانقسام آخر وسط حزبه والمتطرفين".

كيان محتل

ورفض ناشطون الاستدلال بأن ما تشهد إسرائيل دليلا على ممارستها الديمقراطية، مذكرين بأنها "كيان محتل ديكتاتوري له جرائمه لا يمحوها التاريخ".

وخاطب الباحث في الشأن الإسرائيلي وتقاطعاته العربية والإسلامية والعالمية، صالح النعامي، من يصفون ما يجرى في إسرائيل بـ"ربيع إسرائيلي"، قائلا لهم "استحوا.. إسرائيل لم تكن يوما ديمقراطية ولن تكون".

وأكد النعامي أن "كيانا قام على احتلال أرض شعب آخر وطرده ويمارس التمييز العنصري بحكم القانون ليس ديمقراطي"، مشيرا إلى أن "القوى العلمانية التي تقود الاحتجاجات ضد نتنياهو هي الأكثر إجراما بحق العرب والفلسطينيين".

وقالت الصحفية ماريا محمد: "لو كانت إسرائيل ديمقراطية كما يقولون، يفترض أن يتنحى نتنياهو هذه الليلة!"، مشيرة إلى أن "حجم الاحتجاجات في إسرائيل على قرارات حكومة نتنياهو وآخرها إقالة وزير الدفاع غير مسبوق".

وأكد أستاذ العلوم السياسية، عبدالله الشايجي، أن "إسرائيل لم تعد كما تروج الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يعلمون ذلك".

ولفت إلى أن "نتنياهو ممنوع من دخول البيت الأبيض وهذا يؤلمه".

وأشار الشايجي إلى أن "نتنياهو المهزوم يخضع ويتنازل على مضض، لكن الصهاينة الفاشيين الأكثر تطرفا منه وعلى رأسهم (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير وزعيم الصهيونية الدينية (بتسلئيل سموتريتش) لن يرضخوا سيفككون تحالفه!".

وشدد الخبير في الشأن الأمني، عبدالله العقاد، على أن "الكيان الصهيوني يهوي إلى حيث القعر، ونتنياهو يمضي راغبا ومكرها في قافلة النهاية"، قائلا: "هذا ما استفتحتم به من قبل". وقال الناشط أدهم أبو سلمية، إن "الكيان الصهيوني فعل بغباء اليمين المتطرف فيه كل مفاعيل الانهيار الذاتي"، موضحا أن "الجندي الأقوى في المعركة منذ معركة سيف القدس وحتى الآن هو (الغباء والعنجهية) التي يتحلى بها قادة العدو والذي أوصله لنقطة لم يكن يتخيل هو نفسه أن يصل لها من الفوضى والتفكك". ورأى ياسين عز الدين، أن "الانقسام الداخلي في دولة الاحتلال وصل لمرحلة اللا عودة"، موضحا أنه "إذا استمر نتنياهو بالحكم وتنفيذ التعديلات القضائية فسيزداد الوضع اشتعالا، وإذا تمت الإطاحة به ستزداد الأوضاع أيضا اشتعالا".

سقوط المطبعين

وصب ناشطون جام غضبهم على الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من مساعي بعضهم لانتشال نتنياهو من أزمته لأنه في حال سقوطه ستسقط الكثير من الأنظمة العميلة التي تتبادل المنفعة معه.

وأعرب الناشط السياسي خالد الجهني، عن خشيته من أن يمد النظام الرسمي العربي حبل النجاة لنتنياهو، مشيرا إلى أن "إسرائيل" تحترق من الداخل، ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.

وقال الكاتب أحمد منصور، إن "الصهاينة العرب يعيشون مأزقا كبيرا بعد كل ما قدموه للكيان الإسرائيلي من تنازلات دخل مرحلة التفكك وصديقهم نتنياهو يواجه مصيرا أسود". وتأسف عبدالله العامري، على حال العرب، وعدم وضعهم خططا لاستغلال الأحداث المشتعلة داخل الكيان، قائلا: "حتى وإن حدث اقتتال داخلي في إسرائيل لن يستطيع العرب الاستفادة من ذلك بشيء، لأنهم لا خطط لديهم ولا أدوات ولا وسائل لتوظيف ذلك واستغلاله بما ينفع ويخدم القضية الفلسطينية، كل خططهم ضد شعوبهم". وقال الإعلامي السوري عمر مدنية، إن "تل أبيب تحترق والعزاء في أبو ظبي وطهران". وتمنى صاحب حساب "السلطان محمد الفاتح"، أن "يفضح نتنياهو قبل سقوطه الحكام العرب وتعاملاته معهم بالأدلة".

نتمنى قبيل سقوط نتنياهو يفضح الحكام العرب وتعاملاته معاهم بالادلة #تل_أبيب_تحترق

وقال فيصل بن محمد: "عندما تسقط إسرائيل تسقط الأنظمة العربية (صهاينة العرب) وتتحرر الأمة العربية جمعاء".