بالأرقام.. ماذا تبقى من تنظيم الدولة في العراق وسوريا وإفريقيا؟ 

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

على مدار السنوات الأخيرة، تسببت هجمات الولايات المتحدة وحلفائها في هزائم شديدة لتنظيم الدولة "داعش"، بالإضافة إلى خسارة خلفائه في العراق وسوريا وإضعاف قدرته على تجنيد عناصر جديدة. 

وفي هذا الإطار، تسلط صحيفة "إيه ريفرانسيا" البرتغالية الضوء على الواضع الراهن لعناصر التنظيم في العراق وسوريا، كما تطوف حول وجودهم في القارة الإفريقية، وعناصر قوتهم وضعفهم حاليا. 

الوجود بسوريا والعراق

وقالت الصحيفة البرتغالية، إنه على الرغم من الانتكاسات، لا يزال لدى تنظيم الدولة حوالي 500 مقاتل في العراق ولا يزالون نشطين هناك، وفقا للجنرال العراقي قيس المحمداوي".

ويقول محمداوي، وهو مشارك في التحالف الدولي المناهض للتنظيم الإرهابي: "تنظيم الدولة أُجبر على تغيير نهجه"، موضحا أن المتمردين "يختبئون اليوم في مناطق صحراوية أو جبلية نائية".

وتابع: "بالإضافة إلى سقوط الكثير من القتلى المتطرفين، كما يعيش العديد منهم في معسكرات الاعتقال".

وفي نهاية عام 2022، صرحت القيادة المركزية  للجيش الأميركي "سينتكوم" أنها نفذت 108 عمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا، قتل فيها 466 مسلحا.

كما نفذت 191 عملية أخرى في العراق، قتل فيها 220 مسلحا.

ومع ذلك، حذر الجنرال الأميركي مايكل كوريلا من استمرار تهديد وجودهم، موضحا أن تنظيم الدولة لديه "جيش رهن الاعتقال"، في إشارة إلى معسكرات "الهول" في سوريا.

وفي هذا السياق، تفترض الصحيفة البرتغالية أنه "إذا كان عدد أعضاء تنظيم الدولة في العراق يقتصر على 500 حاليا، وفقا لتقديرات محمداوي، فإن عددهم في سوريا يميل إلى أن يكون أعلى من ذلك بكثير".

وفي فبراير/ شباط 2023، قدر تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن تنظيم الدولة يضم ما بين 5000 و 7000 عضو منتشرين في البلدين، موضحا أن نصفهم من المقاتلين.

وبحسب ما صرح به الجيش العراقي، تشير الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة  "يحاول إبعاد قيادته عن مناطق الضغط الأكبر". كما أنه يهدف إلى نشر خلايا من 15 إلى 30 فردا في مناطق نائية، لا سيما في سوريا.

وأضاف تقرير الأمم المتحدة أنه "في العراق، لا يزال تمرد تنظيم الدولة فعالا".

وتابع التقرير: "لقد حافظ التنظيم على قدرته على تنفيذ الهجمات، على الرغم من جهود مكافحة الإرهاب العراقية التي قتلت حوالي 150 من عناصر تنظيم الدولة في 2022". 

ولفت إلى أن تنظيم الدولة يستمر في عملياته في المناطق الريفية الجبلية، مستفيدا من الحدود المليئة بالثغرات بين العراق وسوريا.

ضعف لافت 

وترى "إيه ريفرانسيا" أن تنظيم الدولة "رغم كونه مهما على مسرح التطرف العالمي، إلا أنه ضعف ماليا وعسكريا".

وفي عام 2017، أعلن الجيش العراقي أنه هزم التنظيم في البلاد، مع استرداد السيطرة على جميع الأراضي التي استولى عليها منذ عام 2014.

واليوم، يحتفظ تنظيم الدولة الذي سيطر على ثلث العراق، فقط بخلايا نائمة متواجدة بشكل متقطع في أراضي العراق، وفقا للصحيفة.

ومن جهة سوريا، تذكر الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية، وهي مليشيا كردية مدعومة من الولايات المتحدة، أعلنت في عام 2019 نهاية "الخلافة" التي أنشأها التنظيم في سوريا.

وتعرض تنظيم الدولة في فبراير/ شباط 2023 لضربة قاسية أخرى، عندما أعلن الجيش الأميركي مقتل زعيم التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي. 

ووفقا للصحيفة البرتغالية، قُتل أبو إبراهيم الهاشمي خلال عملية أميركية لمكافحة الإرهاب في سوريا.

وبحسب ما صرح به التنظيم، فقد قُتل خليفته أبو الحسن الهاشمي القرشي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وفي فبراير 2022، وفقا لتقرير نشره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن الخسائر الإقليمية والأفراد حولت تنظيم الدولة إلى "تمرد ريفي".

ومن ناحية أخرى، تقول الصحيفة إن وباء كورونا لعب دورا كبيرا في ركود عمليات التنظيم.

حيث أصبح الوباء عائقا أمام السفر عبر الحدود، كما أنه قلل من التهديدات الناشئة عن نزوح المسلحين إلى مناطق الصراع وتوسع نطاق سفرهم إلى مناطق غير خاضعة للنزاع.  

هل يستعيد قوته؟

ورغم ضعف قوتهم، تحذر الصحيفة من عودة أنشطة عناصر التنظيم في المستقبل.

فوجود آلاف المقاتلين السابقين في السجون ومخيمات النازحين في أنحاء مختلفة من العالم، يمثل تهديدا يجب القلق بشأنه. 

وترى الصحيفة أن إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية ومحاكمتهم تمثل تحديا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وتتخذ الصحيفة ما حدث في سجن الغويران بمدينة الحسكة السورية مثالا على ذلك، حيث اجتاحه التنظيم بهدف تحرير أتباعه.

وفي هذا السياق، قال جون برينان، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، إن "بقاء تنظيم الدولة في المستقبل يعتمد على قدرته على تجديد أفراده من خلال عمليات خاطئة مثل الهجوم الذي حدث على سجن الحسكة". 

ووفقا له، فإن العملية في السجن السوري ألحقت أضرارا جسيمة بتنظيم الدولة، إذ حُكم بالإعدام على العديد من أفراده الذين شاركوا في هذا الهجوم.

وفي الختام، تلفت الصحيفة إلى أن القارة الإفريقية تعد المعقل الرئيس لتنظيم الدولة في الوقت الحالي.

وتحذر من أن توسع التنظيم في العديد من مناطق إفريقيا منذ بداية عام 2021 مقلق للغاية، ويمكن اعتباره إشارة على استئناف قوته.

في المقابل، في جنوب شرق آسيا، حققت دول المنطقة نجاحا كبيرا في تعطيل نشاط التنظيم المرتبط هناك بفصائل محلية.