يكرس سيطرة حيتان إيران على البرلمان.. رفض عراقي واسع لقانون جديد للانتخابات

بغداد - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

نجح البرلمان العراقي فجر 20 مارس/ آذار 2023، في التصويت على 7 مواد من أصل 15 مادة من مشروع قانون الانتخابات الجديد الذي ضم دمج انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات التشريعية في قانون واحد، وباعتماد نظام الدائرة الواحدة وفق آلية "سانت ليغو" سيئة السمعة.

ومع إعلان البرلمان عزمه المضي قدما في هذا المسار، أعرب ناشطون عراقيون عن رفضهم القاطع لتمرير هذا القانون، وتأييدهم الأصوات المطالبة بإلغائه.  

ويرفض التيار الصدري بشدة هذا القانون، بعد أن فاز بأكثرية المقاعد البرلمانية (73 من أصل 329 مقعدا) في انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول 2021  التي اعتمدت نظام الدوائر المتعددة للمرة الأولى في الانتخابات العراقية، لكنه اضطر لاحقا للانسحاب من البرلمان والمشهد السياسي بالعموم.

وتتصاعد المطالب بالإبقاء على القانون السابق الذي أجريت به الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2021 وفق نظام الدوائر المتعددة، وعدم الاعتماد على نظام الدائرة الواحدة وفق نظام سانت ليغو الذي ألغي بفعل الحراك الشعبي أكتوبر/تشرين الأول 2019.

من جانبها، قررت رئاسة البرلمان استئناف التصويت على القانون في جلسة تعقد يوم 25 مارس/آذار 2023.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سانت_ليغو، #سانت_ليغو_الاطار_مرفوض #سانت_ليغو_مرفوض وغيرها، أشار ناشطون إلى أن إلغاء العمل بسانت ليغو كان ثمرة من ثمار ثورة تشرين 2019، رافضين عودة العمل بها وتفصيل قوانين على مقاس القوى النافذة.

واستنكروا تجاهل الائتلاف الحاكم، لحالة الرفض الواسع للقانون المطروح حاليا في البرلمان من قبل المرجعية الدينية والصدريين والقوى، ومن ثم التغني بالالتزام بكلام المرجعية واحترام رأي الصدريين والعمل على تحقيق مصلحة المدنيين.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا ونقلا حيا للتظاهرات الشعبية والحشود المتزايدة الرافضة للقانون، مستدلين بالحراك كبرهان على حجم الرفض الشعبي للقانون واستنكار مضي البرلمان قدما للتصويت عليه.  

رفض شعبي

وتفاعلا مع الأحداث، نقل الصحفي سلام الحسيني، صورة لاستراحة المعتصمين أمام بوابة الخضراء (وزارة التخطيط)، قائلا: "أغلبنا لم ينم منذ الأمس لكن ذلك لم يمنع من المواصلة لمنع الجلسة التي قررها الفاسدون بعد الإفطار".

وأضاف: "من الواجب على العراقي الأصيل أن يستشعر خطر ابتلاع الدولة مما يسمى الإطار التنسيقي ويلتحق بنا".

وحث عبدالرزاق الحيالي، العراقيين على الالتحاق برافضي القانون الواقفين على أسوار الخضراء، لمشاركتهم وهم يقفون أمام وكر الإطار الفارسي الفاسد، قائلا: "الموت لذيول إيران، الموت لذيول أميركا، الموت لأبناء السفيرة".

واستعرض الباحث الأكاديمي سنان العزاوي، مجموعة صور تظهر استمرار توافد المتظاهرين من مختلف المحافظات إلى منطقة العلاوي رفضا للتصويت على قانون سانت ليغو سيئ الصيت.

ونشر علي الزهيري، صورة للشباب العراقي يفترشون الأرض بالقرب من أسور الخضراء رافضين لقانون سانت ليغو وسياسة الاستحواذ وفرض هيمنة الأحزاب الكبيرة الفاسدة، والتقليل من فرص الأحزاب الناشئة. كما عرض حسن علي، صور عدة للمتظاهرين من محافظات مختلفة في بغداد يواصلون اعتصامهم لرفض سانت ليغو الذي يسعى الإطار لتمريره تحديا للأغلبية الشعبية الرافضة. وبث يوسف سيرجو، مقطع فيديو لدخول ثوار بابل بقيادة ضرغام ماجد لساحة الاعتصام، مؤكدا أن سانت ليغو مرفوض.

نفوذ الإطار

من جانبه، قال الإعلامي عمر الجنابي، إن أكثر من 80 بالمئة من المقاطعين للانتخابات، مشكلتهم ليست قانون الانتخابات المفصل على قياس الكتل الكبيرة صاحبة المال والنفوذ السياسي فقط، لكنها أعمق وأكبر بكثير، وهي مسألة ثقة بالعملية السياسية ووعودها لـ20 سنة.

وأضاف: "قوى سياسية لا ميثاق ولا عهد لها وكاذبة، تكذب بوعود انتخابية لا تتحقق، ماذا تنتظر من الشعب؟"، مؤكدا أن حتى الوعود التي تقطعها فيما بينها، تكذب فيها ولا تفي بها.

وأشار الجنابي إلى أن الورقة الأخيرة المتضمنة إعادة النازحين المهجرين قسرا وإقرار قانون العفو، خير دليل على ذلك.

وأكد الناشط السياسي منتظر جعيب، أن إصرار الإطار التنسيقي وحلفائه على سانت ليغو وعنادهم سيخسرهم الكثير، قائلا إن الإطار التنسيقي يعتقد أن تشرين ليست كما كانت، ولكن ماذا لو تحالف التشرينيون والصدريون على ضرب سانت ليغو؟

وتساءلت سهى الزرفي: "لماذا هذا الإصرار على تمرير نظام سانت ليغو؟ هل اكتشفوا أنهم أصبحوا في نهاية الركب وخشيتهم من ذلك جعلت الإقصاء هو نهجهم بدأوا بالتيار ومن ثم تشرين؟

وتابعت: هل تشرين تلاعبت بإعدادات وجودهم لتجعلهم ناقمين على من يدعون أنها تؤيدهم (المرجعية)؟"، مستطردة: "ما أيامكم إلا عدد، وما جمعكم إلا بدد.. العراق للعراقيين".

وأكدت الكاتبة رشا العزاوي، أن محاولة إقرار قانون سانت ليغو تأتي استكمالا للانقلاب الذي يقوده الإطار التنسيقي في العراق، من سرقة الفوز في انتخابات 2021، وإرغام الفائز بقوة السلاح على التراجع، إلى ملاحقة مسؤولي الحكومة السابقين، والفصل الممنهج لجميع موظفي الدولة غير الموالين للإطار.

عواقب التمرير

وحذر المغرد غيث، من أن سانت ليغو هو الدعامة الأولى لتثبيت حكم الأحزاب، بل هو وضع الأغلال بيد الشعب العراقي.

وتوقع الإعلامي سرمد القيس، أن تشهد بغداد تصعيدا بسبب سانت ليغو، لافتا إلى الاحتشاد الجماهيري لرفض القانون على أسوار المنطقة الخضراء. فيما أكد عبدالله البياتي، أن الأحزاب تريد تمرير قانون سانت ليغو للبقاء في السلطة ولا تريد التخلي عن الكراسي لأجل الشعب، ولم يأخذوا عبرة مما حصل في تشرين.

وتوقع عودة الثورة ولكن بغير مسمى، ولن تكون سلمية هذه المرة وسيكون هناك كفاح مسلح ضد هذه الأحزاب التي تريد أن تجعل الشعب في قبضة يدها وتعتاش على دمائه.

وتعجبت رفح الخوازي، قائلة: "سانت ليغو الذي يخدم الكيانات الكبيرة ويقصي الصغيرة، وينظم تخمة الأحزاب ويُتلاعب بالعتبة الانتخابية حسب مصالح السلطة، خرجنا في 2019 للمظاهرات وطالبنا بتعديل قانون الانتخابات وتعدّل، ليأتي الركب المدني ويقاطع ويعود ليعترض على القانون". وحذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علي البيدر، من أن إصرار كتل نيابية على تمرير قانون الانتخابات بنظام سانت ليغو 1،7 سيعطي ذريعة لخروج تظاهرات من قبل الأطراف الرافضة لهذا الخيار وبالتالي قد تُستغل من عدة جهات. 

ورأى أن خفض النسبة إلى 1،5 حل مقبول سيقود إلى إنهاء الأزمة ويبين حسن نوايا الكتل الكبيرة تجاه عدم رغبتها احتكار السلطة.

تضامن وتأييد

وأعلن عضو مجلس النواب العراقي هادي السلامي، دعمه وتضامنه ومساندته قوى الاحتجاج والتظاهرات التي تخرج عند بوابات المنطقة الخضراء لإيقاف انعقاد الجلسة.

وأضاف أن أصوات تصدح بالحق ضد سانت ليغو سيئ الصيت وضد كل ظلم وجَور يتعرض له أبناء الشعب العراقي، مهيبا بالقوات الأمنية أن يتمتعوا بالمهنية وضبط النفس في حماية الاحتجاجات والتظاهرات السلمية. 

واستنكر حاتم جواد، إصرار أحزاب الشيعة على تمرير قانون الانتخابات بالرغم من معارضة المرجعية وأغلب أبناء الشعب العراقي، مطالبا النواب الشرفاء الوقوف ضد هذا القانون وعدم السماح بتمريرة.

وتعهدت الدكتور وصال الدليمي، بأن سانت ليغو لن يمرر، قائلة "سنستخدم كل الطرق المشروعة لمنعهِ". وأكد المغرد مهدي، أن سانت ليغو مرفوض.