أعلنت مسؤوليتها عن هجوم روستوف.. ما قصة مجموعة "بلاك بريدج" المناهضة لبوتين؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيطالي الضوء على نوايا مجموعة روسية معادية للنظام أعلنت مسؤوليتها عن هجوم استهدف أحد مقرات المخابرات جنوبي البلاد، مستعرضا أبرز مواقفها المعادية  ورسائلها.

وفي 16 مارس/ آذار 2023، اندلع حريق داخل مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي " إف إس بي"  في مدينة روستوف أون دون جنوبي روسيا.

وذكر موقع "إنسايد أوفر" أن المقر يتبع هيئة وريثة لجهاز الاستخبارات السوفيتية "كي جي بي"، كما أنها الهيئة التي انطلقت منها المسيرة السياسية الفعلية للرئيس فلاديمير بوتين في عام 1998.

لهذا السبب، أكد  الموقع الإيطالي أن الحادثة لن تمر مرور الكرام، "لأن المبنى الذي احترق تابع لجهاز المخابرات الروسية فحسب، وإنما كذلك لأن الحادث وقع في مدينة مهمة على مستوى إستراتيجي في هذه المرحلة الحساسة للغاية من الحرب".

مواجهة مغايرة

وتقع مقاطعة روستوف على بعد خطوات قليلة من الحدود المعترف بها دوليًا مع أوكرانيا، وتبعد قرابة 180 كم عن مدينة ماريوبول التي زارها بوتين في 18 مارس 2023.

وأدى الحريق إلى مقتل أربعة اشخاص على الأقل، بينما تحدثت السلطات المحلية عن ألسنة لهب نشبت في مستودع للوقود ولم يتم تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم أم لا، خصوصا وأن فرضية الحادث والتخريب خطيرة إلى حد ما، وفق الموقع الإيطالي. 

وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي حريقا كبيرا، مع ظهور دخان في جميع أنحاء المدينة.

من جهته، قال حاكم روستوف الإقليمي إن ماسا كهربائيا تسبب، فيما يبدو، في الحريق الذي أدى إلى اشتعال خزانات الوقود.

لكن في الساعات اللاحقة، أعلنت جماعة مناهضة لبوتين تنشط داخل روسيا  تحمل اسم "تشيورني موست" (بلاك بريدج)  في بيان نُشر على حسابها بموقع تيليغرام  مسؤوليتها عن الهجوم، كما هددت بشن هجمات أخرى محتملة ضد سلطة الكرملين.

على إثر اندلاع الحريق، ذكر الموقع الإيطالي أن الأوكرانيين كانوا المشتبه بهم الرئيسين في عملية التخريب المحتملة. 

وقال إن التسبب في تعطيل مكتب تابع لجهاز المخابرات وإخراجه عن الخدمة وإبراز نقاط ضعف أمنية مهمة في موسكو، من شأنه في الواقع أن يكون جزءًا من إستراتيجية إعلامية مواتية للدعاية الأوكرانية مشيرا إلى أن كييف نفت من جانبها أي تورط لها في العملية.

وأشار إلى أن نقطة تحول حدثت صباح 21 مارس مع إصدار بيان موقع من قبل مجموعة تسمي نفسها "تشيورني موست"، تتبنى فيه تخريب مكتب المخابرات في روستوف. 

كما كشفت المجموعة عن جزء من ديناميكيات العملية بحديثها عن تمكن البعض من أفرادها من التسلل ووضع عبوات ناسفة داخل مستودع وقود مجاور لمقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وهو ما تسبب في وقوع انفجار و اندلاع حريق كبير لاحقا.

وذكر الموقع أن هناك جزءا آخر مهما في بيان الاعتراف بالمسؤولية في الهجوم تشرح فيه المجموعة دوافعها في القيام بهذه الخطوة. 

وجاء في نص البيان الذي أوردته إذاعة أوروبا الحرة أن "العاملين في هذا الهيكل هم الذين يختلقون الإجراءات الجنائية ضد الأشخاص المشكوك فيهم، وينهبون أعمال من رجال الأعمال وينظمون عمليات التخريب ضد المدنيين ويعذبون المعارضين ويقومون بتصفية المنافسين جسديًا". 

لذلك، يفترض الموقع الإيطالي أن العملية تشكل هجوما مقصودا ضد كيان يعد حيويا في نظام الرئيس بوتين المتعرض للنقد.

ويشير إلى أن الرسالة تضمنت أيضًا مساحة للتحريض على أعمال جديدة محتملة من هذا النوع.

وجاء فيها "إننا نناشد من هم على استعداد لمقاومة النظام بأساليب راديكالية ويفعلون ذلك بالفعل، للانتقال إلى أهداف أكثر جدية".

 

مجموعة مثيرة

وأشار إنسايد أوفر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن هذه المجموعة ويذكر  أنها أصدرت بيانا على إثر إعلان فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية في سبتمبر/ أيلول 2022.

وجاء في رسالة نشرت على حسابها بموقع تيليغرام "الكرملين  اختار الموت السريع من خلال المعاناة"، لذلك من الواضح كيف تتخذ الحركة مواقف معادية للقوة الحالية لموسكو، يوضح الموقع. 

وتعلن عبر حسابها:"من خلال النضال لا نعني الاجتماعات أو الإضرابات أو غيرها من سياسات الشارع السلمية والقانونية التي اعتدت عليها وتعدها أشكالا فعالة من السياسة، هذا غير موجود هنا. يتم اعتقالنا وتعذيبنا لمجرد قولنا لا للحرب لذا فنحن نعني بالقتال أن نقاتل".

وأردف الموقع الايطالي أن الانتقادات الموجهة للكرملين لا تقتصر على تداعيات الحرب في أوكرانيا فقط وإنما تقع الإدارة الحالية للدولة الروسية في مرمى نيرانها. 

وينقل قولها في أحد منشوراتها "النخبة الروسية مثيرة للاشمئزاز وهي تمثل أسوأ أنواع الأشخاص الذين يمكن أن تجدهم في البلاد". 

وتضيف "كل جهودهم خلال فترة بوتين مكرسة لتنظيم ملاذاتهم الآمنة وملاجئهم المريحة ولا فرق بين رجل أعمال أو سياسي أو فنان".

لذلك، يستنتج إنسايد أوفر أن هذه  تصريحات ونوايا المجموعة حتى الآن لكن لا يُعرف سوى القليل جدًا عن التكوين والنشاط وعدد الأتباع المحتملين في الوقت الحالي. 

وأشار إلى أن ظهورها يعود إلى اندلاع الصراع ضد كييف، لذلك من المحتمل، وفق افتراضه، أن تكون المجموعة قد اجتذبت المتعاطفين من المحتجين على الحرب في الأيام الأولى إثر بدء الحرب في فبراير/ شباط 2022 وتوسعت فيما بعد إلى جمهور أوسع يجمعه الاستياء من الكرملين.

في الختام، تسائل الموقع إن كانت هذه المجموعة واسعة الانتشار وناشطة أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي أو إذا كانت، كما يزعم ممثلوها الرئيسون،  قادرة بالفعل على ضرب أهداف حساسة للأمن الروسي.