رغم صواريخ القسام.. صحيفة ألمانية: حماس لا تريد صداما في غزة

قسم الترجمة | a year ago

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة ألمانية، إن "حركة حماس لا تريد حدوث تصعيد كبير بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، رغم مزاعم إعلام عبري أن حماس تخطط، بتنسيق مع حركة الجهاد الإسلامي، لإشعال انتفاضة جديدة ضد الاحتلال، خلال شهر رمضان".

وأوضحت صحيفة "مينا واتش"، أن "الصواريخ التي تطلقها حماس بين حين وآخر تهدف إلى تثبيت صورة ذهنية مفادها أن حماس تدافع عن المسجد الأقصى". 

وأتبعت: "لكنها في ذات الوقت ضربات محدودة لا تريد من خلالها تصعيد العمليات في غزة. بينما لا يُستبعد أن يستمر التصعيد الحمساوي داخل الضفة الغربية خلال الفترة القادمة".

ضربات متبادلة

وفي 16 مارس/ آذار 2023، أطلقت المقاومة في غزة صاروخا انفجر داخل الجانب الإسرائيلي من الحاجز الأمني.

وبعد عدة ساعات، أعلنت القوات الإسرائيلية عن انفجار عبوة ناسفة مزروعة على الحاجز الأمني ​​الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل قرب جنود الاحتلال.

وردا على ذلك، أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار على موقع عسكري لحركة حماس في جنوب قطاع غزة.

وترى الصحيفة الألمانية، أن الردود من غزة "تهدف بشكل متعمد إلى إرسال رسالة دون تجاوز ما تعده حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني خطوطا حمراء بالنسبة لإسرائيل، تجنبا لأي انتقام إسرائيلي أوسع في غزة".

وتذكر "مينا واتش"، أن "هذه الأحداث جاءت بعد ساعات من عملية إسرائيلية ضد المقاومة في جنين، والتي أسفرت عن مقتل عبدالفتاح حسين خروشة وخمسة فلسطينيين مسلحين آخرين، في اشتباك مع قوة النخبة الإسرائيلية".

وتابعت: "بناء على معلومات دقيقة من الشاباك، نفذت هذه القوة مهمتها ضد خروشة في وضح النهار".

ووفقا لمصدر دفاعي إسرائيلي، فإن هجمات المقاومة في الضفة الغربية "قد تستمر وقتا طويلا".

واستطرد أن "ذلك سيؤدي إلى قيام القوات الإسرائيلية بهجوم مضاد، ومن ثم هجمات المقاومة في غزة، وبالتالي حدوث انتقام إسرائيلي محدود". 

واستدرك: "قد يتغير هذا السيناريو في لمح البصر"، موضحة: "من الممكن أن تتحول تلك الهجمات إلى وابل من الصواريخ، أو تتجه حماس إلى تصعيد الموقف خلال شهر رمضان المقبل".

وبشأن العملية الإسرائيلية في جنين، قال المصدر إن "العملية كانت إشارة إسرائيلية قوية أخرى للمقاومة، مفادها أنه لا يوجد ملاذ آمن ليذهبوا إليه".

والجدير بالذكر أن "القوات الإسرائيلية استخدمت صواريخ محمولة على الكتف لمهاجمة المنزل الذي تحصن فيه المقاومون".

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن"من بين الحوادث الأخرى، شوهد مسلحون مشتبه بهم يطلقون النار على جنود من سيارة إسعاف أثناء استخدامهم للسيارة كدرع".

وأضاف "كما تم إلقاء عبوات ناسفة وحجارة على القوات، واندلعت أعمال شغب عنيفة في المنطقة". 

تصعيد محتمل

وشبهت "مينا واتش" تلك العمليات الأخيرة بأحداث 23-24 فبراير/ شباط 2023.

وفي ذلك الوقت، قُتل 11 فلسطينيا في تبادل لإطلاق النار عندما شنت القوات الإسرائيلية هجوما ضد المقاومة على نابلس.

وبعد ساعات، أطلق أفراد المقاومة في قطاع غزة ستة صواريخ على أشكلون وسديروت، مما دفع سلاح الجو الإسرائيلي إلى قصف منشأة لتصنيع الأسلحة تابعة لحماس وسط غزة، إيذانا بنهاية جولة التصعيد هذه.

وفي وقت سابق، صرح المسؤول الحكومي السابق، إيتان دانغوت، أن "آلية جديدة وُضعت من قبل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين لمنح حماس مجموعة مرنة من الخيارات للتصعيد الخاضع للرقابة، بما يتوافق مع إستراتيجيتهما". 

وفي هذا السياق، ترى الصحيفة الألمانية أن "حماس لا تريد تصعيدا كبيرا من شأنه أن يجر قطاع غزة إلى صراع جديد مع إسرائيل". 

ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن حماس ترغب في "تعزيز مبدأ حارس الأسوار" الذي أرسته في مايو/ أيار 2021.

ويتمثل هذا المبدأ في توحيد كل الجبهات في القتال ضد إسرائيل.

وعلق دانغوت: "تلتزم حماس في الوقت الحالي بإستراتيجيتها المتمثلة في شن هجمات على الإسرائيليين".

وتابع: "كما أنها تعمل على إضعاف حكم زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما، مع إنقاذ قطاع غزة من تصعيد لا يمكن السيطرة عليه".

وذكر دانغوت أن "حماس تتبع هذه الآلية في كل هجمة تحدث في الضفة، فمن خلال إطلاق الصواريخ من غزة، تكتسب حماس الشرعية في الشارع الفلسطيني، وتنتهك اتفاقا غير رسمي مع إسرائيل (السلام مقابل السلام)".

وتابع: "لقد تكرر هذا النهج عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة في نفس الوقت تستفيد فيه حماس من الاتفاقات الإنسانية والاقتصادية، والتي تسمح لحوالي 17 ألف عامل من غزة بدخول إسرائيل يوميا، وتضمن الحفاظ على علاقات معقولة مع مصر".

في مقابل هذا، يعتقد دانغوت أيضا أنه "من الممكن أن تقرر حماس تصعيد الأحداث والاشتباكات، في حال رأت أنه يتعين عليها القيام بذلك خلال شهر رمضان".

وختمت الصحيفة تقريرها بتحذير دانغوت من اعتماد السلطة الفلسطينية على تدابير "بناء الثقة" التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عام 2022.