"مصالح شخصية".. لماذا يسعى ابن سلمان لإشعال الصراع بين القوى العالمية؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

توقف موقع عبري عند "الانتعاشة" التي يمكن أن يعطيها الخليج للوضع الإيراني الداخلي، في إطار الإعلان عن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران من بكين، وما أعقبه من زيارة مسؤولين إيرانيين للإمارات، خلال مارس/آذار 2023

وسلط موقع "القناة 12" الضوء في تقرير له، على سبب اختيار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للصين لتكون الوسيط الوحيد بينه وبين إيران.  

ويرى أن "ابن سلمان يسعى لإشعال التوتر بين القوى المتنافسة في المنطقة للصراع على النفوذ والهيمنة، ويهدف من خلال ذلك إلى الحصول على ما يريد من الجميع، في ضوء الوصول للتطبيع مع إسرائيل".

ويعتقد ابن سلمان، وفقا للتقرير، أنه "قادر على موازنة العلاقات مع الجميع وإدارة الخلاف بين هذه القوى، وفقا لما يحقق مصالحه".

توسع محتمل

وبعد أيام من تجديد العلاقات بين السعودية وإيران في 10 مارس 2023، أُعلن عن زيارة "سياسية مهمة" لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى الإمارات.

وعلق الموقع العبري أنه بعد مرور أقل من أسبوع على توقيع اتفاق استئناف العلاقات مع السعودية، تستعد إيران لمواصلة تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.

وفي الوقت نفسه، كشف تقرير مثير للاهتمام تفاصيل جديدة حول الأسباب التي دفعت وريث العرش السعودي، ابن سلمان، إلى توقيع الاتفاق مع إيران.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، في 15 مارس/ آذار 2023، أن شمخاني، الذي قاد التحرك لتوقيع الاتفاق مع السعودية، غادر البلاد في زيارة سياسية "مهمة" إلى الإمارات. 

وسبق هذا التقرير تقرير آخر لوكالة أنباء "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران، أن شمخاني "سيزور إحدى دول المنطقة، ويوقع اتفاقيات مهمة في مجالات الأمن والتجارة". 

وفي 16 مارس/ آذار 2023، وصل كبير المسؤولين الأمنيين الإيرانيين إلى الإمارات لإجراء محادثات مع المسؤولين في أبوظبي.

وبحث رئيس الإمارات محمد بن زايد، مع شمخاني، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

كما بحث "الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة".

اتجاه جديد

وقال موقع "القناة 12"  إن "زيارة شمخاني للإمارات تظهر الاتجاه الجديد المنفتح لدول الخليج العربي تجاه إيران، التهديد الرئيس لهم في المنطقة". 

وتبعا لهذه الأحداث، قال المحلل السياسي الإيراني، سعيد ليلاز، إن "حقيقة أن شمخاني يشارك بشكل مباشر في مثل هذه المحادثات تظهر أن طهران مصممة على تحسين علاقاتها مع الدول العربية في الخليج".

وأضاف في حديث لصحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، أن "أولويات شمخاني في محادثات الإمارات إنهاء الصراع اليمني المستمر منذ تسع سنوات، وتيسير تحويل العملات الأجنبية إلى إيران".

وإلى جانب تجديد العلاقات مع السعودية وذهاب شمخاني إلى أبوظبي، انتشرت في الأيام الأخيرة أنباء حول احتمالية تجديد العلاقات بين إيران والبحرين أيضا.

فبعد أن قطعت البحرين، مثل السعودية، علاقاتها مع طهران عام 2016، زار وفد برلماني إيراني المنامة في إطار مؤتمر سياسي دولي، في 11 مارس/ آذار 2023.

وفي سياق هذه الأحداث، قال الموقع العبري: "رغم أنه من السابق لأوانه النظر إلى هذه الأحداث على أنها توجه إقليمي واسع النطاق، إلا أنها بالتأكيد نسمة هواء منعشة بالنسبة للنظام الإيراني المعزول والمحظور على المستوى الدولي".

بالإضافة إلى تصريح وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، عن أن "الاستثمارات السعودية في إيران قد تحدث بسرعة كبيرة بعد اتفاق بكين".

وأكد الجدعان أن المستثمرين السعوديين لديهم "الكثير من الفرص للاستثمار في إيران".

لكن في المقابل، استبعد المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي، أن تكون زيارة شمخاني مرتبطة بالاتفاق السعودي الإيراني في بكين.

وأسند تقي رأيه لاستباق الإمارات جارتها السعودية بالتقارب مع إيران، موضحا أن الاتفاق السعودي الإيراني يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الرياض وطهران.

سياسة جديدة

ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية سياسة ابن سلمان الخارجية بأنها سياسة "غير محددة الهوية".

وترى أن قرار السعودية، حليف الولايات المتحدة منذ أكثر من 80 عاما، باختيار الصين كوسيط وحيد في توقيع الاتفاقية مع إيران "كان مفاجئا وغير متوقع".

ويأتي هذا الاختيار وفقا لتوجه انسحاب التدخل الأميركي في منطقة الشرق الأوسط طوال الفترة الأخيرة.

وفقا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن قرار اختيار الصين كوسيط "لا يعني بالضرورة أن السعودية تخلت عن التحالف مع الأميركيين".

لكنه في نفس الوقت يحمل إشارة لواشنطن بأن السعودية لديها خيارات سياسية إضافية.

كما يوحي بأن ثمن الحفاظ على العلاقات الثنائية مرتفع جدا بالنسبة للأميركيين.

وباختياره الصين كوسيط، "يريد ابن سلمان إشعال التوترات بين القوى العظمى في المنطقة للصراع على الهيمنة والسيطرة"، وفق موقع "القناة 12" العبري.

ونقل عن مسؤولين سعوديين في محادثات مغلقة أن "ابن سلمان يرى نفسه قادرا على التلاعب بالقوى ضد بعضها البعض، وبالتالي سيكون قادرا على زيادة ضغطه وقدرته على المساومة مع الولايات المتحدة".

وختم الموقع بالتأكيد على أن "هدف ولي العهد السعودي هو تحقيق متطلباته ومصالحه من واشنطن، وتشمل هذه المصالح ضمانات أمنية مشددة وضوء أخضر لتطوير برنامج نووي مدني". 

وشدد على أن "ابن سلمان وضع هذه المطالب كشرط له لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".