بعد زيارة "حماس" موسكو.. هل تكسر الحركة جدار "التنين" وتتجه إلى الصين؟

قسم الترجمة | a year ago

12

طباعة

مشاركة

تطرقت مجلة إيطالية إلى أهداف وتداعيات زيارة وفد حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" إلى روسيا وإمكانية ذهابه، وفق افتراضها، إلى الصين.

وذكرت الحركة عبر بيان نشر في 17 مارس/آذار 2023 بأن وفدها بحث في زيارة إلى روسيا مستجدات القضية الفلسطينية مع نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، في العاصمة موسكو.

وبحسب بيانها، ترأس الوفد رئيس مكتب العلاقات الدولية بالحركة، موسى أبو مرزوق، وبرفقته عضو المكتب السياسي، عزت الرشق، دون ذكر تفاصيل عن زمانها ومدتها.

وذكر أن الوفد التقى خلال الزيارة، نائب وزير الخارجية الروسي وبحث معه مستجدات القضية الفلسطينية وخاصة "تصاعد جرائم الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية".

وجهة استثنائية

من جانبه، قال نائب رئيس المكتب السياسي للتنظيم العسكري السياسي الفلسطيني، صالح العاروري، في مقابلة نُشرت على موقع الحركة، إن الزيارة تعكس "ثقل حماس بين القوى العالمية الرئيسة". 

وأشار العاروري  إلى أنه "قد يكون هناك زيارة لطرف دولي آخر في الأسابيع المقبلة، فحماس حاضرة في أجندة الأطراف الدولية كونها فاعلا رئيسا في القضية الفلسطينية".

وعلقت المجلة بأن "الوجهة غير واضحة، لكنها ستكون استثنائية للغاية إذا كانت بكين، لأنها ستكون مهمة جدا للاحتلال"، وفق وصفها.

وأشارت إلى أن "بكين في الواقع لعبت دور الوساطة في الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية".

اتفاق، عدته في غاية من الأهمية بالنسبة للكيان الذي يسعى إلى تطبيع العلاقات مع الرياض ويتمسك بنهج حربي تجاه طهران.

ولفتت إلى أن زيارة وفد حماس المحتملة إلى بكين جرى فهمها بطريقة تخمينية بحتة، خصوصا وأنه لا توجد معلومات عنها، فقط إشارة من العاروري في حديثه عن القوى العالمية". 

وأضافت أن "الزيارة إن حدثت لن تكون مفاجئة تماما، نظرا لأن الصين تبدو عازمة على البدء في المشاركة في الملفات الدولية".

ولاحظت بأنه "من الواضح أن إدراجها في القضية الفلسطينية سيكون أكثر تعقيدا بكثير مما هو عليه في الملف الإيراني السعودي، نظرا لأن معظم العمل في هذه المسألة قد تم من عراقيين وعمانيين بمساعدة مسؤولين غربيين في حوارات استمرت لأكثر من عامين".

وأفادت المجلة بأن "لحماس مصلحة في أن تحمي ظهرها بالقوى الدولية مثل روسيا"، مشيرة إلى أنه "في الوقت نفسه، تحاول موسكو التأثير في ملفات حساسة بينما تواصل حربها في أوكرانيا". 

وتفسر استضافتها لوفد من حماس بأنه "ذو معانٍ عديدة"، مثل إبراز نفسها على أنها صاحبة مقترحات تستمع إلى المعارضة الفلسطينية بينما تشتعل المواجهة في إسرائيل.

قلق متزايد

كما سعت روسيا إلى زيادة دورها في ملف المصالحة الفلسطينية، حيث يأمل بعض الفلسطينيين أن تتمكن من كسر الاحتكار الأميركي للملف، وهو ملف تملك الصين فيه مصالح كذلك.

في نفس الوقت، تحاول أن ترسل إلى إسرائيل إشارة مفادها أنها "قادرة على التحدث إلى أعدائها"، تشرح المجلة.

وأشارت إلى أنه "منذ فترة هناك حديث عن الطلب المرسل من كييف للحصول على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية". 

وتابعت: "من غير المرجح أن تستجيب حكومة بنيامين نتنياهو لهذا الطلب، لأنها تخشى أيضا وجود مشاكل في العمليات المناهضة لإيران عبر الحدود السورية، حيث تسيطر روسيا على الأجواء". 

وذكرت المجلة أن "إسرائيل حافظت على موقف حذر في الحرب، إلا أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية إيلي كوهين إلى كييف أدت إلى بعض التغيير، وذلك خصوصا وأن الاحتلال يشعر بقلق متزايد بشأن التعاون العسكري بين موسكو وطهران واستخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية في أوكرانيا". 

وشرحت بأن "كل شيء مرتبط، لأن الإسرائيليين يخشون من أن الاختبار التشغيلي على الأراضي الأوكرانية يمكن أن يوفر معلومات للفنيين الإيرانيين لزيادة كفاءة الوسائل والخشية من إمكانية استخدامها بعد ذلك ضدها".

لهذا السبب، وافقت إسرائيل أخيرا على تراخيص تصدير لبيع محتمل لأنظمة تشويش مضادة للطائرات بدون طيار يمكن أن تساعد أوكرانيا في مواجهة الطائرات الإيرانية بدون طيار المستخدمة من روسيا.

وهي بذلك المرة الأولى منذ الغزو الروسي التي توافق فيها إسرائيل على تراخيص تصدير أسلحة محتملة لأوكرانيا، كما يوضح الصحفي في موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد.

نقطة مهمة

وأشار الموقع إلى أن كوهين أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة على تراخيص بيع أنظمة التشويش على المسيرات خلال زيارته لكييف في 15 فبراير/شباط 2023، بينما كانت إسرائيل تجري مراجعة لسياستها تجاه الحرب.

واكتملت المراجعة ولكن لم يتم اتخاذ قرارات جديدة، وفقا لما نقله موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين.

كما يبدو أن وفدا من وزارة الدفاع الأوكرانية زار إسرائيل أخيرا لتلقي عرض تقديمي حول الأنظمة المضادة الطائرات بدون طيار، ورغم ذلك لم يتم توقيع أي اتفاق بعد.

الأنظمة التي اقترحتها إسرائيل على أوكرانيا تستخدم الحرب الإلكترونية للتشويش وإسقاط الطائرات بدون طيار، ويبلغ مداها حوالي 30 كيلومترا ويمكن نشرها قرب محطات توليد الطاقة أو المواقع الهامة الأخرى لحمايتها  من هجمات الطائرات الانتحارية الإيرانية التي يطلقها الروس.

وبحسب المجلة الإيطالية، النقطة المهمة هي أن الأوكرانيين يطالبون بالحصول على أنظمة وأسلحة تفوق ذلك. 

وأوضحت أن "أجهزة التشويش لن تضيف الكثير إلى لوحة كييف الدفاعية،  لا سيما مع الأخذ في الحسبان أن ما بين 75 و 90 بالمئة من الطائرات بدون طيار التي تستخدمها روسيا تم اعتراضها وإسقاطها قبل إحداث أي ضرر، وذلك لأن الطائرات الإيرانية، وخاصة الشاهد 136، بدائية إلى حد ما وتصبح فعالة عند إطلاقها في أسراب". 

ولفتت المجلة إلى أنه "في الوقت الحالي، لا تنوي إسرائيل تسليم إمدادات مماثلة لأنها تخشى توترات مع روسيا من شأنها أن تخل بالتوازن في الملف السوري الإيراني". 

وتابعت: "علاوة على ذلك، قد يرغب الإسرائيليون في اختبار فعالية أجهزة التشويش في اعتراض الطائرات الإيرانية بدون طيار على الأراضي الأوكرانية، وكذلك الحصول على معلومات مفيدة لمصالحهم".