من العقبة لشرم الشيخ.. رحلات تطبيعية بين الاحتلال وسلطة عباس لوأد المقاومة

12

طباعة

مشاركة

بعدما فشلت قمة العقبة التي استضافها الأردن في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مخرجات التهدئة بالضفة الغربية، رغم التنسيق الأمني المتزايد من قبل السلطة الفلسطينية، اجتمعت الأطراف ذاتها بمدينة شرم الشيخ المصرية لبحث التهدئة المزعومة من جديد.

الاجتماع عقد في 19 مارس/ آذار 2023، استكمالا لقمة العقبة التي عقدت في 26 فبراير/شباط 2023، وصنفها ناشطون بأنها "قمة العار"، بمشاركة ممثلين عن السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي ومصر والأردن والولايات المتحدة.

وأثار الاجتماع موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، إذ أكدوا أن القمم المنعقدة مع الاحتلال الإسرائيلي، ما هي إلا تآمر عربي صهيوني بمشاركة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس على الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #قمة_شرم_الشيخ، إلى أن الاجتماع المنعقد في مصر، يطعن القضية الفلسطينية، ويعد استمرارا لمسلسل تجفيف المقاومة، ومحاولة لمنح الاحتلال قبلة الحياة في وقت يعاني من أزمات داخلية.

 واستنكر ناشطون تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه بالتزامن مع اجتماع شرم الشيخ، متداولين مقاطع فيديو لاعتداء قوات الكيان بشكل وحشي على شاب واعتقاله في جبل المكبر بمدينة القدس، ورصد لعدد الشهداء الذين ارتقوا في الفترة بين القمتين.

وصبوا غضبهم على أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، مستنكرين ذهابه للمشاركة في قمة شرم الشيخ على رأس وفد فلسطيني في الوقت الذي يرتكب فيه الاحتلال الإسرائيلي مجازر بحق الفلسطينيين في نابلس وجنين.

وتوقع ناشطون أن تكون مخرجات شرم الشيخ مشابهة للعقبة، والتي تجسدت في مزيد من الاغتيالات والاعتقالات والمجازر بحق الشعب الفلسطيني والتنكيل بالمقاومة، دون أي نتائج سياسية أو اقتصادية سوى المزيد من التنسيق الأمني.

بدورها، أدانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع شرم الشيخ، مستهجنة إصرار قيادة السلطة على خروجها عن الإجماع الوطني والاستهتار بدماء الشهداء وعذابات الأسرى.

خيانات مستمرة

وتفاعلا مع الاجتماع، شارك الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، صورة لخبر منشور بأحد المواقع المقربة من السلطة الفلسطينية بعنوان "اجتماع أمني فلسطيني إسرائيلي الأحد في شرم الشيخ".

وعلق قائلا: "إنه اجتماع أمني، سيخرج حسين الشيخ؛ كما فعل بعد اجتماع العقبة كي يخبرنا بما قاله عن ضرورة المسار السياسي"، مضيفا: "يبيعون بضاعة فاسدة على شعب يعرفهم ويعرف السياسة جيّدا."

ورأى الزعاترة، المصيبة في أن للشيخ "قبيلة حزبية" تدافع عنه، وإذا ما خَلّف عباس، فستحل له البيعة!.

واستنكر الخبير حذيفة عزام، زعم الشيخ أن مشاركته في اجتماع شرم الشيخ للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل، قائلا: "إذا لم تستحي فاصنَعْ ما شئتَ". وعقب عبدالله السوسي، على مزاعم الشيخ، قائلا إن الخائنين يستميتون على الخنوع وخدمة الاحتلال للفوز بمكتسبات شخصية وامتيازات من العدو ويسمونه "مشروعا وطنيا".

وأضاف أن أتباع الخائنين (السحيجة) أقصى أمانيهم أن يستمر تدفق العلف على شكل رواتب، وهذه ميزة يستفيد منها الخائنون، ولذلك مهمتهم تلميع الأحذية بوجوههم وألسنتهم.

وكتب أحمد النابلسي: "من العقبة إلى شرم الشيخ، حسين الشيخ في رحلات مكوكية للوصول لعلاج ناجع لوقف بركان الثورة القادم، خسئت وخسأ عبسي وماجد فرج والتنسيق الأمني".

وسخر الناشط الشبابي إبراهيم أبو النجا، من مشاركة الشيخ في قمة شرم الشيخ، قائلا إنه سيعلن خلالها عن خطة تأمين الشعب اليهودي، وليس الفلسطيني.

جرائم الاحتلال

وعرضت نادية الكيلاني، صور 24 شهيدا فلسطينيا قتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة بين قمتي العقبة وشرم الشيخ الأمنيتين المنعقدتين بزعم حماية الشعب، قائلة: "وياحسرتاااااه".

وأعرب محمد بن بسام، عن استياءه من ارتقاء 24 شهيدا فلسطينيا بين قمتي العقبة وشرم الشيخ، مؤكدا أن التاريخ سيكتب في صفحاته بخطٍ غامِقٍ مُلوَّن بالعار، بأن مجموعةً من المُخنَّثين ومخصيِّي العُروبَة قد اجتمعوا مع عدو الأمة والدين على الإفساد في الأرض ووأد المقاومة ونصرة الاحتلال على أصحاب الأرض.

وعرض المغرد لؤي، مقطع فيديو لاعتداء وحشي من قوات الاحتلال على طفل فلسطيني، وخاطب الشيخ قائلا: "هذا الفتى الأعزل تكالب عليه الاحتلال بالضرب والسحل في فلسطين وفي الضفة تحديدا التي هي الأصل تحت سيطرة سلطة أوسلو.. شو موديك على شرم الشيخ."

ولعن فتح والسلطة ومنظمة التحرير التي وصفها بـ"منظمة التخرير.. طخيخة الأعراس قوادين أوسلو".

قمة مرفوضة

ووصف الخبير عبدالله العقاد، اجتماع شرم الشيخ بأنه "ورشة عمل وليس مفاوضات، مؤكدا أن ما جرى في العقبة، وما سيجري في شرم الشيخ المجتمعون متفقون في الهدف (القضاء على الثورة)، ولكن يناقشون في الكيفية، (آليات وأساليب القمع).

فيما قال عمر الشاعر: "بما أنّ السلطة هي أحد دوائر الكيان يرأسها المنسّق، فإن لقاء شرم الشيخ هو تعديل إداري إسرائيلي داخلي، وإنّ رفض قادة السلطة وفصيلها هو اعتراض نقابي للموظفين لدى رب العمل". وأكد الناشط خالد الجهني، أن لقاء شرم الشيخ محاولة لمد حبل النجاة للكيان الصهيوني ومنحه قبلة الحياة ووقف قطاره الذي يسير نحو النهاية المحتومة بزواله، متوقعا فشله لأن القرار اليوم تخطه بنادق المقاومين لا فنادق المفاوضين.

وعلق خالد عودة الله، على القمم المتتالية قائلا: من العقبة إلى شرم الشيخ ما هو إلا تدشين لمسار سياسي مقبول "فلسطينيا" ومدعوم عربيا نحو سلطة الحكم الذاتي المحدود على ما تبقى من الضفة بعد ضم مناطق والكتل الاستيطانية.

وأشارت بسملة الرحمن ال مرعشلي، إلى أن تاريخ السلطة حافل بالخيانة والتفريط، مذكرة بـ"مؤتمر مدريد 1991، وأوسلو 1993، وباريس 1994، وطابا 1995، وأنابوليس 2007، والعقبة 2023، وشرم الشيخ 2023، وما نتج عنهم من تفريط بأكثر من 78 بالمئة من أراضي فلسطين".

أهداف القمة

من جانبه، قال السياسي الدكتور فايز أبو شمالة: "يحاولون إطفاء نور المقاومة بلقاءاتهم الأمنية في العقبة وشرم الشيخ، ولكن الله يأبى إلا أن يفضح مخططاتهم، ويفرق جمعهم!".

وأكد ياسين عز الدين، أن مشاركة السلطة في قمة العقبة وشرم الشيخ من أجل البحث عن كيفية القضاء على المقاومة في الضفة، لافتا إلى أن السلطة تريد تصوير الموضوع وكأنه مناكفات بين حماس وفتح.

وأضاف: "فقط أولئك الذين يقبضون من أجهزة مخابرات السلطة يقولون غير ذلك، لأنه حتى السذج والمخدوعين لم تعد تنطلي عليهم هذه اللعبة".

وكتبت المغردة لين: "في هذه اللحظات في شرم الشيخ تجتمع حكومات الذل العربية بقيادات المحتل المهزوز وحليفه الأميركي لبحث إنهاء المقاومة في الضفة..".

وأكدت أن "في هذه اللحظات في فلسطين ذئب منفرد يستعد ليعقد قمة برشاشه تنسف كل أمل وضعوه على الطاولة لإخضاع هذا الشعب".

ونقل أحد المغردين، عن والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، قولها: واهم من ظنَّ أنّ لقاء "شرم الشيخ" سيخمد بركان الثورة، وتأكيدها أن الحملات الأمنية المشتركة بين السلطة والاحتلال ضد المقاومة لن تنجح.

كما نقل عنها توضيحها أن الشعب الفلسطيني عنيد على الحقّ ولا يمكن أن يخون عهد الشهداء أو يبيع دماء أولاده.

وأكد نضال أبو قماش، أن مقاومة الضفة لن تموت، مهما خطط الخونة وتآمروا.