تجاهل حوثي وصمت حكومي.. تنديد يمني باستثناء محمد قحطان من مفاوضات الأسرى

عدن - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون يمنيون حملة للمطالبة بإطلاق سراح البرلماني اليمني المعارض، محمد قحطان، أحد أبرز قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، من سجون مليشيا الحوثي الموالية لإيران، والكشف عن مصيره.

الحملة جاءت في أعقاب انعقاد جولة جديدة من المفاوضات اليمنية بشأن تبادل الأسرى، بدأت في 11 مارس/ آذار 2023، بين وفدي الحكومة والحوثيين في مدينة جنيف السويسرية برعاية الأمم المتحدة وسط أنباء عن إخراجه من المباحثات.

وبالتزامن مع المفاوضات، تواصل محكمة استئناف خاضعة للحوثيين متخصصة بقضايا أمن الدولة في صنعاء محاكمة 4 صحفيين يواجهون أحكاما ابتدائية بالإعدام بتهم تقول منظمات حقوقية دولية إنها "كيدية وملفقة".

من جانبه، دعا حزب التجمع اليمني للإصلاح لإطلاق المختطفين كافة بمن فيهم المشمولون بقرار مجلس الأمن الدولي؛ فيما شدد مسؤول بالحزب على أهمية إطلاق سراح كل الصحفيين والقيادات والمختطفين لدى الحوثي.

وفي مقدمتهم محمد قحطان ومحمود الصبيحي وناصر هادي وفيصل رجب، مؤكدا أن استمرار المليشيا في إخفاء مصير السياسي البارز محمد قحطان، دون ضغوط كافية من الجهة المُيسرة، أمر غير مقبول؛ في إشارة إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكانت قد أوقفت مليشيا الحوثي قحطان في 24 فبراير/شباط 2015، بمحافظة إب، وأعادته إلى منزله في صنعاء، وهو في طريقه إلى عدن للالتحاق بالرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، وأخضعته لإقامة جبرية.

وفي 4 أبريل/نيسان 2015، اعتقل من منزله ونقل إلى جهة غير معلومة، وأعلن نجله في تصريحات لمنظمات حقوقية أن مجموعة من 15 مسلحا بملابس مدنية اقتادت والده تحت أعين القوات الخاصة، وأن العائلة لا تعرف عنه شيئا منذ منتصف أغسطس/ آب 2015.

وعبر وسم الحملة #الحرية_لقحطان، #أين_محمد_قحطان، تحدث ناشطون عن مكانة قائد حزب التجمع اليمني للإصلاح، ودوره في دعم الشرعية اليمنية ورفضه انقلاب الحوثي ومناهضته لها، مشيدين بصلابة مواقفه وحكمته وصواب آرائه، وبصمته في إدارة المشهد السياسي اليمني.

بدورها قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن "الحوثي يواصل اختطاف قحطان، ولم يكن اختطافه وتغييبه ومنع التواصل معه أو الإدلاء بأي معلومات عنه أمرا عابرا أو تصرفا إجراميا يصادم كل الشرائع والقوانين فحسب؛ بل إنه تجاوز كل ذلك إلى كونها الجريمة الفريدة في التاريخ اليمني والعربي".

الحرية لقحطان

وتفاعلا مع الحملة التي شارك فيها صحفيون وإعلاميون وناشطون بارزون، طالب الصحفي عبدالله المنيفي، بالحرية للمختطفين في سجون مليشيا الحوثي.

ودعا الناشط الحقوقي فايز صلاح محمد، للإفراج الفوري عن قحطان السياسي المدني المختطف والمخفي قسريا منذ اعتقلته مليشيا الحوثي تعسفيا من منزله بصنعاء بعد انقلابها على الشرعية اليمنية حتى اللحظة.

وطالب السياسي والحقوقي عبدالكريم عمران، بالحرية لقحطان رائد السلمية واستاذ الحوار.

استثناء قحطان

من جانبه، أكد الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، أن قحطان، لم يرتكب جريمة تستحق أن يتجاهل ذكره ضمن قوائم تبادل الأسرى سوى أنه إصلاحي من تعز، قائلا إن هذه هي الحقيقة، وهنا المناطقية البغيضة تتجلى في أقبح صورة لها.

ورأى الضابط في الجيش الوطني اليمني مانع صالح المهشمي، أن أي مشاورات أو مفاوضات لتبادل الأسرى والمختطفين، لا تبدأ بقحطان كرجل سياسي مدنيٌ أعزل اختطف من منزله بسبب موقفه ورأيه السياسي فقط، ثم يليه بقية معتقلي الرأي والسياسة حسب الأقدمية فهي مفاوضات عبثية وغير جادة، كون الرجل في معتقله منذ 8 سنوات دون تهمة.

وتساءل سالم ربيح: "لماذا لا تشمل صفقة تبادل الأسرى بين الشرعية والحوثيين قحطان، فلم يكن قائدا عسكريا، وليس لديه منصب يستطع من خلاله استخدامه ضد الآخرين، ولم يرتكب أي جرم تجاه أي فصيل أو مواطن يمني، مؤكدا أنه سياسي يمني مدني محب للسلام.

وقالت إكليلة اليمن، إن أي عملية تبادل للأسرى والمختطفين بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي لا تضع القيادي السياسي محمد قحطان ووزير الدفاع الصبيحي وزميله فيصل رجب وشقيق الرئيس السابق على قائمة المفرج عنهم لن تكون مقبولة لدى الشعب اليمني.

وقال الشاعر علي أبو هويدة، إن إطلاق سراح قحطان والصحفيين المخفيين قسرا في سجون مليشيات الحوثي شرط أساسي من شروط المفاوضات الجارية، وإن لم يحدث فعلى وفد الشرعية العودة وترك المهزلة الجارية إذا لم يكونوا ضمن صفقة التبادل فلا معنى للجلوس مع العدو على نفس الطاولة.

مكانة قحطان

وتحدث ناشطون عن مكانة قحطان لدى اليمنيين وما يمثله لباقي الأحزاب السياسية والقبائل اليمنية، راصدين أسباب اختطاف الحوثي له وتعمد تغيبه

وقالت إحدى المغردات، إن قضية تغييب ميليشيا الحوثي لقحطان لا تخص الإصلاح وحده، فكل حزب وقبيلة ومدينة وشريحة اجتماعية هي قحطان.

وأضافت أن "الرجل كان قائدا وطنيا أكثر من كونه قياديا حزبيا، أو ممثلا لشريحة أو منطقة، بل كان محل إجماع، وحاضرا مع الوطن في كل الملمات، ومرجعا يتكئ على رأيه الجميع".

وقالت منال أمين، إن استهدف الحوثيين قحطان بالتغييب والإخفاء ليقينهم أن قحطان يمثل حالة يمنية وتاريخا ورمزا يختزل السياسة ومفاعيلها وروحها المدنية وألقها وثقافتها.

وأوضح زبن الله بن زايد، أن القائد السياسي اليمني المختطف والمخفي قسرا منذ سنوات رمز لكل المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الحوثي وأقبية هذه الحركة الإرهابية، مؤكدا أن انتهاكات الحوثي لحقوق الإنسان لا مثيل لها ولا تشابهها إلا انتهاكات تنظيم الدولة.

جريمة تاريخية

واتهم الصحفي هائل البكالي، ميليشيا الحوثي، بارتكاب جريمة تاريخية برفض الإدلاء بمعلومات عن القيادي محمد قحطان المخفي في سجونها للعام الثامن على التوالي.

وعد الصحفي هشام طرمور، استمرار اختطاف الحوثيين لقحطان واخفاءه قسرا منذ 8 سنوات جريمة وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية. وأكد عابد عبدالغني، استحالة صلاح ما أفسدته الحرب ما دام الحوثي ومليشياته يخفون السياسي محمد قحطان ورفاقه. واستنكر الصحفي عبدالعزيز المجيدي، مواصلة مليشيا الإرهاب الحوثي إحاطة مصير قحطان بالغموض، بينما يتبين خيط جريمة الحرب الأسود. وأشار الصحفي حسن هديس، إلى أن مليشيا الحوثي ترى قحطان عدوا وجوديا لفكرها ومشروعها، تعتقد أن النموذج الوطني الذي يشكله قحطان خطرا يستوجب الإخفاء، داعيا رفاقه من كل القوى الوطنية لاتخاذ موقف.

وأشارت هاجر الحجيلي، إلى أن السلام له طريق واحد عكس الحرب متعددة الطرق، يبدأ من الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسرا وعلى رأسهم السياسي محمد قحطان.

وحذر العزي سالم طربوش، من أن بقاء قحطان وجميع المختطفين في سجون الحوثي سيبقى لعنة تطارد مليشيا الحوثي حتى يتم القضاء عليهم وعودة الدولة ومؤسساتها، مطالبا بالحرية والكرامة لجميع المختطفين في سجون مليشيات الإرهاب والتخلف الحوثية الإيرانية.

ضعف الشرعية

من جانبه، حث عبدالمالك الشميري، رئيس وأعضاء مجلس القيادة رئيس وأعضاء حكومة الشرعية وأعضاء وفد الشرعية التفاوضي على أن يكون "الإفراج عن الصبيحي وفيصل رجب ومحمد قحطان وناصر منصور والأسرى  كافة والمختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرا من أولوياتكم في التفاوض بصفتها قضية إنسانية".

ووصف الإعلامي معتصم اليمني، تجاهل الرمز النضالي قحطان، عار على الشرعية وكل مكوناتها بدون استثناء، مشيرا إلى أنه شخصية وطنية تجاوز الدوائر الضيقة إلى رحابة اليمن وقدم الكثير ومثل روح اليمني العزيز  والسياسي الفذ الذي نافح عن الجمهورية وقيم الحرية باسم المواطن البسيط في كل مدينة وقرية.

ولفت الناقد صقر اليماني، إلى أن قحطان لا يزال معتقلاً لدى مليشيات الكهنوت للعام التاسع على التوالي، دون أي جهود تذكر من قبل الشرعية، وغياب تام لاسمه في طاولات اجتماعاتها، كمحاولة للإفراج عنه.

واستنكر الصحفي علي الفكيه، تماهي وفد الشرعية والمبعوث الأممي مع رفض الحوثيين في مفاوضات الأسرى والمختطفين بجنيف طرح اسم قحطان أو الصحفيين المختطفين، وعد ذلك بمثابة "شراكة في التنكيل بمختطفين مدنيين وتمكين الحوثي من استخدامهم كملفات للابتزاز."

وتساءل: "ماذا يعني أن يقبل الحوثي الحديث عن الجميع عدا قحطان والصحفيين؟!".

وكتب عبدالحميد أحمد حسن: "كأن وجود الفريق الحكومي في مفاوضات جنيف غير معتبر.. نهاجم الحوثي لتعنته، ونلوم المبعوث الاممي لأنه لم يضغط.. ولا نتحدث بشيء عن الفريق الحكومي وكأن وجودهم غير لازم، أو أن مهمتهم فقط يسربوا لنا ما الذي حدث بين الحوثي والمبعوث وكانهم عيال قصر!؟"

وخاطب أبو سراج النفيعي، ممثل الشرعية بالتفاوض في تبادل الأسرى، موضحا له أن قحطان أول من صرح وأيد التحالف وعاصفة الحزم في اليمن، ومسجون منذ ثمان سنوات لدى مليشيا الحوثي، ولا يعلم أحد كيف صحته.

وأضاف: "هذا ثاني تبادل للأسرى تشرف عليه الأمم المتحدة، بينما لا يزال قحطان غائب عن هذا التبادل".

تجاهل أممي

وصب ناشطون جام غضبهم على الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها لصمتها عن استمرار تغيب قحطان في سجون الحوثي، وعدم اتخاذها موقف رادع للحوثي، ما يشجعها على استمرار تصعيد جرائمها واستخدامها ملف الأسرى كأداة ضغط سياسية.

وعّد صدام الزيلة، تهاون الأمم المتحدة في قضية المختطفين اليمنيين في سجون المليشيا الحوثية، وعلى وجه الخصوص بشأن محمد قحطان، رجل السياسة والحوار، علامة استفهام كبيرة تحيط بمصداقية المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

وتعجب الصحفي حسن هديس، من صمت الجهة الراعية للمفاوضات الممثلة في الأمم المتحدة، على تغيب اسم قحطان من مشاورات التفاوض المنعقدة في جنيف بين الحكومة والحوثي لمناقشة ملف المعتقلين الأسرى، رغم الزعم بأنها قائمة على "الكل مقابل الكل". وقال عبدالله صالح العبدلي، إن أقل ما يمكن أن يُسأل عنه الجميع، شرعية وحكومة وأحزاب ومنظمات ومجتمع دولي، مع مرور ثمان سنوات على إخفاء قحطان، "ما الجهود التي بذلوها من أجل إنها هذا الإخفاء القسري لواحد من أركان السياسة في البلاد؟ " وعّد محمد إلياس يحيى آل مشكور، الضغط للإفراج عن قحطان اختبار حقيقي لمصداقية المجتمع الدولي وأخلاقيته.