جهود أميركية وأممية لإنهاء حرب اليمن.. هل تحدث اختراقا في جدار الأزمة؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في 4 فبراير/شباط 2023، بدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، جولة خليجية لدفع عملية سلام شاملة وإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو 8 سنوات.

وأوضحت الخارجية الأميركية أن رحلة ليندركينغ شملت السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، في محاولة منه لتنسيق الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين لدفع عملية سلام شاملة في اليمن.

كما حث ليندركينغ الأطراف على زيادة تعاونهم مع الأمم المتحدة، لبدء عملية سياسية يمنية يمكن أن تنهي الحرب بشكل دائم.

جهود منسقة

وبحسب صحيفة "مينا واتش" الألمانية، يجري مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، تزامنا مع هذه الجهود الأميركية، رحلة إلى المنطقة، على أمل تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية.

وفي إطار الجهود الأممية التي تواكبها تحركات دولية وإقليمية لإحلال عملية السلام، أجرى غروندبرغ، في 8 فبراير 2023، محادثات في الرياض والعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

والتقى المبعوث الأممي بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، والسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر ومسؤولين سعوديين في الرياض.

وأشار غروندبرغ إلى أن الهدف من الاجتماع هو مناقشة سبل التوسع في الإجراءات الاقتصادية والإنسانية، بالإضافة إلى التقدم نحو وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، ونحو تطوير عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة. 

ووفقا للصحيفة الألمانية، جرى خلال اللقاء استعراض جهود المملكة السياسية والاقتصادية والتنموية والإغاثية لدعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني والرفع من معاناته.

كما نوقشت سبل تعزيز ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة اليمنية، ودعم أمنه واستقراره وتنميته

وفي اليوم نفسه، التقى غروندبرغ رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي  في عدن.

ووفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة، ناقش كلاهما آخر المستجدات، وتحدثا عن أهمية اغتنام جميع الأطراف اليمنية الفرصة الحالية لإنهاء الصراع.

وجدد العليمي التزام الحكومة بنهج السلام العادل والشامل، ودعمه للجهود الإقليمية والدولية لدفع المليشيات الحوثية للتعاطي الإيجابي مع المساعي الحميدة كافة لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة، وبما يلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار.

وأكد رئيس المجلس الرئاسي حرصه على تقديم كل التسهيلات للمبعوث الأممي من أجل الوفاء بولايته المشمولة بقرارات مجلس الأمن الدولي وبياناته. 

نقطة ساخنة

وحول الأزمة اليمنية، يقول الخبير اليمني صالح البيداني إن "الأزمة المزمنة وصلت إلى نقطة تحول، ربما تكون هي الأكثر حساسية إلى الآن".

واستدرك: "اليمن على وشك اتخاذ مسار جديد، وصفه الوسطاء الدوليون بأنه طريق محتمل للسلام"، بحسب ما نقلت الصحيفة الألمانية.

ومع ذلك تشير العديد من الدلائل في الواقع إلى أنه -في أحسن الأحوال- ستُعاد الأحكام العرفية ويتصاعد الصراع السياسي في اليمن، وفق تقديره.

وفي هذا السياق، كتب الدبلوماسي اليمني السابق حمود ناصر القدامي، في ورقة بحثية أن "محاولات المجتمع الدولي التي تدفع للتوصل إلى حل سلمي تصطدم بتحديات صعبة، أحدها انعدام الثقة بين الحكومة المعترف بها والمتمردين الحوثيين".

وأضاف في الورقة التي نشرها مركز المستقبل للدراسات والبحوث المتقدمة (مستقل مقره أبوظبي)، أن "أحد التحديات هي جهود الحوثيين للتوصل إلى اتفاق سلام، يضمن سلطتهم والاعتراف الدولي بحكومتهم، بالإضافة إلى المصالح المختلفة والمتضاربة للأطراف الدولية المؤثرة في اليمن".

ولهذا السبب، لم يتمكن المجتمع الدولي حتى الآن من ممارسة الضغط واستخدام آلية فعالة لإجبار الأطراف اليمنية على العمل من أجل سلام مستدام.

واختتم القدامي تصريحاته بالقول إن السلام في اليمن قد يكون بعيد المنال في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن الحوثيين لن يتخلوا عن مشروعهم السياسي بهذه السهولة، ولن يقبلوا بعملية سلام تتقاسم فيها جميع الأطراف السلطة. 

ولفت كذلك إلى أن الحكومة الشرعية بدورها لن تقبل الرضوخ للحوثيين، خاصة في مواجهة وضع إقليمي ودولي لا يفضي إلى السلام.

لذلك، بالنسبة لصحيفة "مينا واتش"، فإن اليمن، حيث كانت هناك حرب لمدة ثماني سنوات تشارك فيها أطراف إقليمية -من ناحية تحالف دولي يدعم الحكومة الشرعية تحت قيادة السعودية، ومن ناحية أخرى إيران، التي تدعم الحوثيين- لا يتوقع حدوث انفراجة وشيكة.