برنامج "هارب" الأميركي.. هل كان السبب في حدوث زلزال تركيا المدمر؟

قسم الترجمة | a year ago

12

طباعة

مشاركة

ناقشت صحيفة "سوهو" الصينية ادعاء بعض الأوساط أن الولايات المتحدة لعبت دورا في الزلزال الذي أصاب الجنوب التركي والشمال السوري في 6 فبراير/شباط 2023.

فبعد إعلان الولايات المتحدة أن تركيا بلد غير آمنة، واتخاذها قرار إغلاق قنصليتها في إسطنبول، اعتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن أداة البحث التابعة للقوات الجوية الأميركية في محطة "هارب" هي السبب في حدوث الزلزال.

وقبل الزلزال بأيام، أغلقت عدة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة أبواب قنصلياتها في إسطنبول بشكل مؤقت، وزعمت أن هذه الخطوة جاءت لـ"أسباب أمنية".

كما حذّرت تلك الدول مواطنيها من تزايد مخاطر وقوع هجمات على بعثات دبلوماسية وأماكن عبادة غير إسلامية في تركيا، بعد حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف في دول أوروبية.

أداة هارب

وأشارت الصحيفة إلى أن أداة "هارب" عبارة عن مرفق لإرسال الترددات اللاسلكية العالية القوة، ويجرى تشغيلها بواسطة ترددات عاملة في النطاق العالمي.

وطفت على السطح في الأيام الأخيرة أنباء ربط ناشروها مشروع "هارب" السري الأميركي "H.A.A.R.P" أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

وأنشئ مشروع "هارب" السري الأميركي أو برنامج الشفق القطبي النشط العالي التردد، في المنشآت العسكرية في جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض.

ومن حيث شدة الزلزال وآثاره، شُعر بموجات الزلزال في 12 دولة في آسيا، ولوحظت الآثار المدمرة بدرجات متفاوتة في سوريا والعراق ولبنان وإسرائيل وبلغاريا وأرمينيا.

كما وصلت أصداء الزلزال إلى أميركا الشمالية، حيث سُجل ما لا يقل عن أربع ارتدادات اهتزازية في نيويورك. ولكن ما أثار قلق العلماء والمختصين هو ظروف الكارثة وخصائصها، وليس حجمها وآثارها فقط، وفقا للصحيفة الصينية.

فبحسب ما تداوله المختصون، لم تشهد ولاية كهرمان مرعش أي زلزال منذ مئة عام. وبدون توقعات مسبقة، في 6 فبراير 2023، حدث زلزال بقوة 7.8 درجات، ثم بعد 11 دقيقة وقعت هزة ارتدادية بقوة 6.6 درجات، تلاها عشرات الهزات الارتدادية.

وبعد تسع ساعات، وقع زلزال آخر بلغت قوته 7.5 درجات. وتفيد الإحصائيات أن هذا الزلزال هو الأقوى منذ مئة عام، إذ تجاوز عدد القتلى في تركيا وسوريا الثلاثين ألفا.

وإثر كارثة مدمرة بهذا الحجم، وجهت "سوهو" الأنظار إلى أكثر الشائعات والتكهنات المنتشرة حولها.

إذ يؤمن البعض أن الجاذبية القمرية تؤدي إلى حدوث زلازل قوية، قد يتبعها كوارث أكبر مثل  تسونامي أو انفجار بركان.

حديث الجميع

ومن ناحية أخرى، مدعية أنه سبب في الزلزال، أدانت بعض وسائل الإعلام التركية استخدام الولايات المتحدة برنامج الشفق النشط عالي التردد "هارب" ضد بلادها، مدعية أنه أحد أسباب الزلزال.

ويعد "هارب" واحدا من أخطر الأسلحة وأكثرها جنونا في تاريخ البشرية، حسب وصف الصحيفة. 

وفي المقابل، وجه الخبير الروسي مالك كليموف انتقادا لـ"نظرية المؤامرة" التي ترددها وسائل الإعلام التركية.

فبحسب ما ذكرته الصحيفة الصينية، قال كليموف: "لإحداث كارثة بهذا الحجم، من الضروري تفجير قنابل نووية أكبر بعشرات المرات من تلك التي ألقاها الأميركيون في هيروشيما وناغازاكي (في اليابان)، وهو ما لا يمكن حدوثه سرا".

وأضاف: "أصبح الزلزال في تركيا حديث الصحف الشعبية في الولايات المتحدة بشكل رئيس، ويميل الخبراء إلى الاعتقاد بأنه كارثة مدمرة طبيعية، تحدث كل مئة عام". وهنا تتساءل الصحيفة: "لماذا يوجد الكثير من الضحايا إذا؟"

في هذا الصدد، يوضح كليموف أن البرد القارس وهطول الأمطار والثلوج استمر لفترة طويلة بعد خروج الناس من منازلهم إثر الزلزال الأول.

وتابع: "بدأ الناس في العودة إلى منازلهم بحثا عن الدفء، ظنا منهم أن الخطر قد زال. لكن فاجأتهم الموجة الثانية من الزلزال على حين غرة، مما أدى إلى دفن عدد أكبر من السكان تحت الأنقاض الخرسانية".

وبالعودة إلى الادعاء حول تورط الولايات المتحدة في هذه المأساة، يقول العالم الأميركي رستم سافرونوف إنه "لا معنى لتسبب الولايات المتحدة في مثل هذه الكارثة، فإلى ماذا سيصل الأميركيون بهذا؟"

وأضاف موضحا: "على الرغم من تحدي (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدائم للولايات المتحدة، وعرقلته أخيرا انضمام السويد وفنلندا إلى حلف (شمال الأطلسي) الناتو، بالإضافة إلى تواصله سرا مع روسيا، لا ضمان لاتفاق الرئيس الجديد (في إشارة إلى الانتخابات التركية في مايو/أيار 2023) واتباعه لواشنطن بعد تولي منصبه".

وهنا يأتي التساؤل الأكثر حيرة من وجهة نظر الصحيفة الصينية: "بهدف تخويف المزيد من البلدان، والاستمرار في الهيمنة، هل من الممكن أن تحاول الولايات المتحدة الاستفادة من هذه الإشاعات؟"