اتفاق ثلاثي بين فرنسا والهند والإمارات لتطوير التعاون.. فما هي بنوده؟ 

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

توقفت صحيفة فرنسية عند اتفاق كل من باريس ونيودلهي وأبو ظبي، في 4 فبراير/ شباط 2023، على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، لا سيما الشمسية والنووية.

وقالت صحيفة "لو بيتي جورنال" إن "الدول الثلاث اتفقت كذلك على مكافحة تغير المناخ وحمايته، والتنوع البيولوجي، ولا سيما في منطقة المحيط الهندي".

وتناولت "لو بيتي جورنال" بنود الإعلان المشترك الذي أصدرته الدول الثلاث.

إعلان مشترك

ولاحظت الصحيفة أن "التعاون بين الإمارات والهند تصاعد بشكل استثنائي خلال الفترة الماضية على وجه الخصوص".

ودلالة على ذلك، أشارت إلى عدد الزيارات المتبادلة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

وسافر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، 4 مرات إلى الإمارات منذ وصوله للسلطة في مايو/ أيار 2014.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان المشترك رشح عن عدة لقاءات، كان أولها في 19 سبتمبر/ أيلول 2022، حيث عُقد لأول مرة اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية كل من فرنسا والإمارات والهند.

واتُّفق آنذاك على إطلاق مبادرة رسمية ثلاثية، تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ووفقا للصحيفة، من المخطط أن تستكشف الدول الثلاث إمكانية العمل مع رابطة "حافة المحيط الهندي"  (IORA)لتطوير مشاريع ملموسة وعملية في مجال الطاقة النظيفة والبيئة والتنوع البيولوجي.

جدير بالذكر أن "رابطة حافة المحيط الهندي" هي منظمة دولية تتكون من 22 دولة لها حدود ساحلية مع المحيط الهندي.

مشاريع مستدامة

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على أن المبادرة الثلاثية "ستكون بمثابة منصة لتطوير التعاون بين جهات التنمية في الدول الثلاث حول المشاريع المستدامة".

إضافة إلى ذلك، اتفق المجتمعون على أن بلدانهم ستسعى جاهدة لضمان "مراعاة أهداف اتفاقية باريس بشكل أفضل في سياساتها الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية".

ولفتت الصحيفة إلى وجود تخطيط بشأن تنظيم سلسلة من الفعاليات الثلاثية، في ظل رئاسة الهند لمجموعة العشرين، ومؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي ""COP28 المقرر عقده في الإمارات عام 2023.

وأكدت أن الدول الثلاث توافقت على تعزيز تعاونها من خلال تحالف مناخي تقوده الإمارات بجانب إندونسيا، ويدعى "تحالف منغروف"، وذلك لمجابهة التحديات المناخية الرئيسة للقرن الـ21.

وحسب تقرير الصحيفة، تشمل هذه التحديات التلوث عن طريق المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتصحر والأمن الغذائي.

كذلك أكد الوزراء على أهمية قطاع الدفاع في التعاون الوثيق بين بلدانهم، مضيفين أنهم سيعملون على تعزيز قابلية التشغيل البيني بين قواتهم العسكرية المختلفة، فضلا عن تطوير الإنتاج المشترك بينهم، مع استكشاف إمكانيات جديدة للتعاون والتدريب بين القوات المسلحة".

جدير بالذكر أن فرنسا كانت تعلق آمالها على الإمارات والهند لعقد صفقات جديدة تبيع من خلالها مقاتلات "الرافال"، التي عانت من الكساد لسنوات طويلة، وفق ما نقل موقع "إنتلجنس أونلاين".

وفي هذا السياق، أعلن قصر "الإليزيه"، في ديسمبر/ كانون الأول 2021، عن توقيع الإمارات وفرنسا اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" و12 طائرة مروحية "كاراكال".

ووصفت وزيرة الدفاع الفرنسية حينها، فلورانس بارلي، الصفقة التي بلغت قيمتها عدة ملايين يورو بأنها "عقد تاريخي".

كما لفتت الصحيفة إلى اختيار محمد بن زايد فرنسا كأول دولة أوروبية يزورها بصفته رئيسا للإمارات، في يوليو/ تموز 2022.

وتحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن الزيارة، واصفة العلاقة بين البلدين بأنها "قوية ولا نظير لها".

وأكدت "لوموند" أن الإمارات تحولت إلى "عميل رائد" للصناعات العسكرية الفرنسية في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون.

تعزيز القدرات

وفي 21 يناير/ كانون الثاني 2023، احتفل سفير باريس لدى نيودلهي، إيمانويل لينين، بمرور 25 عاما على الشراكة الإستراتيجية بين الهند وفرنسا.

كان ذلك في خطاب ألقاه على جسر "شارل ديغول"، قبالة ساحل ولاية غوا الهندية.

وتوقعت "لو بيتي جورنال" أن تسعى الدول الثلاث إلى تعزيز التعاون بشأن التهديدات الناشئة التي تشكلها الأوبئة والأمراض المعدية.

وأفادت بأنهم "سيعملون على تشجيع التعاون بهذا الصدد داخل المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، والمرفق الدولي لشراء الأدوية".

وأردفت: "ستسعى البلدان الثلاثة جاهدة لتحقيق تعاون حقيقي فيما يخص نهج الصحة الواحدة ودعم تعزيز القدرات المحلية في الابتكار والإنتاج في البلاد النامية".

يذكر أن نهج "الصحة الواحدة" يعتمد على فكرة أن هناك ترابطا لا ينفصم بين البشر والحيوانات والبيئة، وأن كل واحد من هذه العناصر يعتمد على الآخر، حيث يقدر العلماء أن 60 بالمئة من الأمراض المعدية البشرية الموجودة هي أمراض حيوانية المصدر.

علاوة على ذلك، اتفقت باريس وأبو ظبي ونيودلهي على تعميق التعاون الثلاثي بين مؤسساتها الأكاديمية والبحثية وتشجيع الترويج للمشاريع المشتركة المبتكرة ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "العواصم الثلاث تعهدت بتطوير التعاون الثقافي والمشاريع المشتركة في هذا الإطار، بما يضمن تعزيز التراث وحمايته".