ماكرون يزور بكين في أبريل.. صحيفة صينية: هل تخرج فرنسا عن طوع أميركا؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "سوهو" الصينية، نقلا عن مصادر رسمية مطلعة لم تسمها، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عازم على زيارة الصين نهاية أبريل/ نيسان 2023.

وأوضحت أن الزيارة تهدف إلى التباحث والتنسيق المشترك بين بكين وباريس حول قضايا مثل الطاقة والتجارة وأزمة أوكرانيا، فضلا عن تعزيز آفاق العلاقات الصينية الفرنسية في ظل دفع أميركا حلفائها الأوروبيين للابتعاد أكثر عن الشرق.

خلفيات مهمة

وفي بداية تقريرها، لفتت الصحيفة الصينية إلى عزم الولايات المتحدة تطبيق قانون مناخي جديد خلال عام 2023،سيكون له تأثير على شركات السيارات الأوروبية.

نظرا لأنه يقدم دعما كبيرا لسيارات الطاقة الجديدة المصنعة في الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، يعتزم ماكرون التباحث مع الصين عن حل لهذا الإشكال المرتقب.

ومن المحتمل أيضا أن تدفع هذه الزيارة الاتحاد الأوروبي إلى تعديل موقفه بشأن التجارة بين الصين والولايات المتحدة.

كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك شائعات كانت تتحدث عن احتمالية مرافقة ماكرون للمستشار الألماني أولاف شولتز إبان زيارته للصين، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وذلك من أجل إظهار ما يسمى بــ "تضامن الاتحاد الأوروبي"، لكن ذلك لم يكن مناسبا، ولم يحدث بالفعل.

وبعد زيارة شولتز للصين، التي أسفرت عن نتائج مثمرة واستجلبت كثيرا من الاهتمام العام، نشر ماكرون، الذي وصفته الصحيفة بأنه "شعر بالغيرة من نجاح زيارة شولتز"، أخبارا تفيد بأنه يخطط لزيارة مماثلة في 2023.

وخلال هذه الفترة، نشأت خلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا، بسبب قانون خفض التضخم، المزمع تطبيقه من قبل الولايات المتحدة خلال الأشهر القادمة.

وهو ما يمكن أن يؤول إلى إثارة حرب تجارية داخل دول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في وقت تتواصل فيه الحرب الروسية في أوكرانيا.

وفي أوائل ديسمبر/ كانون الثاني 2022، زار ماكرون الولايات المتحدة خصيصا لمناقشة الاختلافات المتعلقة بقانون خفض التضخم مع الرئيس جو بايدن.

وحسب تقييم الصحيفة، كانت زيارة ماكرون للولايات المتحدة "فاشلة بلا شك".

وتابعت: "فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة منحته درجة عالية من المجاملة أثناء الزيارة، إلا أنها رفضت تقديم أي تنازلات جوهرية".

وأوردت الصحيفة تصريح السفير الصيني لدى فرنسا، لو شاي، خلال مقابلة حصرية مع "أوروبا تايمز" مطلع 2023، بأن بلاده "ترحب بحرارة بزيارة ماكرون للصين في أي وقت مناسب خلال 2023".

وتعقب الصحيفة الصينية قائلة: "تم وضع مخطط جديد لتنمية العلاقات الصينية الفرنسية وتعزيز الزخم الموجود بينهما".

مؤكدة أن الجانب الصيني يتطلع إلى هذه الزيارة، كما أن لديه في الوقت ذاته ثقة في آفاق العلاقات الصينية الفرنسية.

معضلة التبعية

وأوضحت الصحيفة الصينية أنه بعد تأكيد وكالة بلومبيرغ الأميركية عزم ماكرون زيارة الصين، صرح لها الرئيس الفرنسي بأن "أوروبا تواجه أزمات غير مسبوقة إثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وأن نموذجها الاقتصادي شهد تغيرات تسبب في إصابته بهزات عنيفة".

وحول هيكل الاقتصاد العالمي الحالي، قال ماكرون: "العالم الاقتصادي الذي بنته الولايات المتحدة يجبر أوروبا على الاختيار".

وهنا تساءلت الوكالة الأميركية: "هل ستسلك أوروبا طريق الاستقلال؟ أم ستصبح واحدة من أتباع الصين أو الولايات المتحدة؟".

لكن ماكرون، حسب الصحيفة الصينية، لم يتمكن من إعطاء إجابة واضحة على هذا السؤال، حيث قال إن "أوروبا المستقلة ذات السيادة من حيث الاقتصاد والتكنولوجيا والجيش هي في مصلحة جميع الأطراف".

وتعليقا على تصريحات ماكرون، قالت الصحيفة إن الصين كانت دائما داعما قويا للاستقلال الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن "بكين تأمل دوما في بناء علاقة تعاونية عالية المستوى ومفتوحة للغاية مع أوروبا، شريطة ألا تخضع هذه العلاقة لأطراف ثالثة، وذلك لتحقيق المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة، بدلا من السعي وراء التبعية أو التطفل".

وأكملت: "لكن الولايات المتحدة مختلفة تماما، فهي بحاجة إلى إثارة الوضع الأمني الإقليمي وخلق مواجهة بين المعسكرات من خلال المواجهة الجمعية بين الأقطاب المختلفة، وذلك للحفاظ على هيمنتها".

وأردفت: "بغض النظر عما إذا كانت الدول الغربية مستعدة للاعتراف بذلك أم لا، من حيث الشكل والبنية والمضمون، فقد أصبحت تابعة للولايات المتحدة إلى حد ما".

وفيما يتعلق بالصين وفرنسا، تضيف الصحيفة، فالبلدان في مراحل مختلفة من التنمية الاقتصادية، وبالتالي فإن اقتصاديهما متكاملان للغاية، ويمكنهما تحقيق تعاون مرتفع المستوى والجودة.

ومن المأمول أن تؤدي زيارة ماكرون إلى تعزيز التعاون العملي بين الصين وفرنسا، وتعزيز التفاهم والتوافق بين البلدين، فضلا عن إعطاء العلاقة بين البلدين بداية جيدة في العام الجديد، تختم الصحيفة.