صحيفة برتغالية: تركيا ستجعل السويد تدفع ثمن حرق المصحف غاليا جدا

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في 21 يناير/ كانون الثاني 2023، قام الدنماركي راسموس بالودان، زعيم حزب "الخط المتشدد" اليميني المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه.

ومع توالي ردود الفعل المنددة بهذه العمل الدنيء حول العالم، أكدت صحيفة "إستادوو" البرتغالية، أن تركيا ستجعل السويد تدفع ثمن سماحها بحرق المصحف غاليا، في إشارة إلى صعوبة انضمام ستوكهولهم إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" في هذه الظروف.

كراهية مقننة

وقالت الصحيفة البرتغالية إنه بالتزامن مع تصاعد الخلاف السياسي بين تركيا والسويد، بشأن انضمام ستوكهولم إلى حلف الناتو، تستمر أعمال الكراهية الموجهة ضد أنقرة.

ففي 12 يناير 2023، شُنقت دمية على هيئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أحد شوارع العاصمة السويدية، ما أثار غضب أنقرة بشدة.

وإثر ذلك أُلغيت زيارة رئيس البرلمان السويدي أندرياس نورلين إلى تركيا، والتي كان من المقرر حدوثها في 17 يناير. بالإضافة إلى أن النيابة العامة فتحت تحقيقا بشأن الواقعة في أنقرة.

كما أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، أن "تركيا لا يمكنها إعطاء السويد الضوء الأخضر لانضمامها إلى حلف الناتو، في وقت تسمح ستوكهولم للتنظيمات الإرهابية بالقيام بأنشطة معادية لتركيا على أراضيها".

ورغم التهديدات الصريحة التي وجهتها تركيا للسويد، لم تتوقف الأنشطة المعادية لتركيا عند هذا الحد.

وقام الدنماركي راسموس بالودان، زعيم حزب "الخط المتشدد" اليميني المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه.

وادعى بالودان، الذي كان قد شارك بالفعل في جدل يتعلق بالإسلام في مناسبات أخرى، أن "فعلته كانت تستند على حرية التعبير"، مصرحا بأنه لم يتوقع رد الفعل العنيف عليها.

وفي مقابلة له مع صحيفة سويدية قال بالودان: "اعتقدت أنني عبرت عن موقفي تجاه تركيا حسب تداعيات سياسية مهمة، لكن اتخذ الموقف مسارا مختلفا، لكنني لست آسفا أو نادما على ذلك".

وأثار حرق القرآن الكريم غضبا شديدا في العالمين العربي والإسلامي، حيث شهدت دول مثل الأردن ولبنان واليمن، احتجاجات ترفض سماح السويد بحرق المصحف، وذلك غداة تظاهرات انطلقت في تركيا وشمالي سوريا وقطاع غزة بفلسطين.

وخلال يومين أدانت الحادثة 14 دولة عربية هي: دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية وقطر، والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين)، ومصر، والأردن، وفلسطين، والمغرب، ولبنان، والعراق، والجزائر، وليبيا، في بيانات رسمية منفصلة. 

وبخلاف تركيا، أدانت دول إسلامية أخرى منها إندونيسيا، و ماليزيا، وباكستان وأفغانستان وإيران، تلك الواقعة، في بيانات رسمية.

ووفقا لما ذكرته الصحيفة البرتغالية، قال القيادي الإسلامي علي أبوالسكر، في كلمة له خلال وقفة احتجاجية في الأردن: "مصحفنا باقٍ بإذن الله تعالى حتى لو أحرقوه".

وخلال الوقفة، أشاد النائب الأردني، صالح العرموطي، في حديثه لوكالة الأناضول التركية، بالموقف التركي الرسمي والشعبي الرافض لهذه الحادثة.

كما دعا العرموطي الأمتين العربية والإسلامية إلى الخروج بمسيرات رفض، يوم 27 يناير 2023.

ووصف كذلك رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، الحادثة بـ"العمل المتطرف"، وطالب وزارة خارجية بلاده بمخاطبة سفارة السويد لتقديم "اعتذار فوري".

وبحسب الصحيفة، فقد شهدت طرابلس شمال لبنان، احتجاجات ضد الحادثة، حيث أقدم شبان على حرق العلم السويدي.

كما شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مسيرة جماهيرية تطالب فيها الشعوب الإسلامية بالدفاع عن كتابها المقدس.

حلم يتبخر

وفقا لما نقلته صحيفة "إستادوو"، تواصل تركيا الاحتجاج بالأشكال كافة، تنديدا بتلك الحادثة.

حيث وجه الرئيس أردوغان في خطاب له، في 23 يناير، تهديدا للسويد بأن "أنقرة لن تدعمها فيما يخص عضويتها في الناتو، طالما أنها لا تحترم المعتقدات الإسلامية".

كما أنه أكد أن "هذا الفعل القبيح هو إهانة لكل من يحترم الحقوق والحريات، وعلى رأسهم المسلمين".

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش، أنه يخطط "لعقد اجتماع مع منظمة التعاون الإسلامي، لإظهار رد فعل جماعي ضد الحادث الشنيع في السويد".

وذكرت الصحيفة موقف الخارجية التركية كذلك، حيث أصدرت بيانا أكدت فيه أن "هذا العمل الشنيع مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه معاداة الإسلام وتيارات العنصرية ضد المسلمين في أوروبا".

وبحسب الصحيفة البرتغالية، فقد أدان متحدث الخارجية الألماني، كريستيان واغنر، حادثة حرق المصحف الشريف، ووصفها بأنها "عمل استفزازي يهدف إلى إثارة الانقسام، وكان تصرفا وقحا وغير لائق للغاية".

كما رأى المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، يوهانس باهركي، أن "مثل هذه الممارسات لا تتماشى مع القيم التي يرتكز عليها الاتحاد"، داعيا السويد إلى اتخاذ إجراءات بشأنها.

ونقلت الصحيفة كذلك موقف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس، حيث وصف تلك الواقعة بأنها "عمل دنيء وفعل يرقى إلى كونه كراهية للمسلمين".

بالإضافة إلى تنديد الولايات المتحدة لهذه الحادثة، حيث أشارت إلى أن هذا العمل ربما يكون استهدافا لوحدة الصف داخل حلف الناتو.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي إن "حرق كتب مقدسة بالنسبة للكثيرين يعد عملا مهينا للغاية"، كما وصفه بأنه "عمل كريه مثير للاشمئزاز".

ويعتقد برايس أن "الهدف من حرق المصحف قد يكون التأثير على المناقشات الجارية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو".

لكن في المقابل، دافع المتحدث الأميركي عن موقف السويد، قائلا إنها تدعم "حرية التجمع"، وقال إن الفعل قد يكون "قانونيا ومشينا في آن واحد".

ومنذ مايو/ أيار عام 2022، عارضت تركيا دخول السويد حلف الناتو، بدعوى أنها موطن لنشطاء وأنصار أكراد، يتعدهم أنقرة "إرهابيين"، ولا سيما المنتمين إلى حزب العمال الكردستاني وحلفائه في شمال سوريا والعراق.

وأكدت الصحيفة، أنه "في ظل صمت السويد عن الأعمال الإرهابية والتمييزية التي تحدث على أراضيها، سيصبح موقف تركيا أكثر تعنتا من ذي قبل، ما يعني تبخر حلم الانضمام للناتو.