ماذا وراء نشر "واشنطن بوست" مقالا لقيادي في "العمال الكردستاني"؟

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "صباح" التركية في مقال للكاتب هشام بابا أوغلو، الضوء على النقاشات الأمريكية التركية، وورقة حزب "العمال الكردستاني" المصنّف إرهابيا بتركيا، حاضرة بقوة في مسار العلاقات بين الطرفين، مشيرا إلى رسالة ترامب إلى أنقرة بهذا الخصوص.

وقال الكاتب في مقاله، إن الرسالة التي أرادت الولايات المتحدة إرسالها كقوة عالمية عظمى، هي عدم بقاء بطاقة "منظمة حزب العمال الكردستاني" بيد الأتراك وحدهم، وهذا هو المعنى الوحيد للسماح لـ"إرهابي" مصنف عالميا أنه كذلك بنشر مقالة له على صدر صفحة "واشنطن بوست" الأمريكية ووصفه بأنه مدافع عن الأتراك وناطق باسمهم.

ما سر التوقيت؟

وأوضح، أن جميل باييك يعد من أخطر المطلوبين الأكراد عالميا وليس فقط في الساحة التركية؛ وفجأة ظهر ككاتب رأي ضيف في صحيفة "واشنطن بوست". وعُرف باييك، الاسم الحركي جمعة، بميوله اليسارية. وهو من مؤسسي حزب "العمال الكردستاني" ضمن مجموعة مؤلفة من خمسة. كما أنه الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني التي تضم مجموعة من الأحزاب الكردية في كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا.

وذكرت الصحيفة، أن بايك المولود عام 1955 في إحدى القرى الكردية جنوبي شرق تركيا، لأسرة فقيرة وتعرّف على عبدالله أوجلان أثناء دراسته الجامعية في أنقرة؛ هو حاليا من أكثر الأسماء تداولا في تركيا لإدارته العمليات العسكرية ضد الجيش التركي إلى جانب غيره من القادة العسكريين الذين يتمركزون في جبل قنديل، شمال العراق معقل حزب العمال الكردستاني "بي كا كا".

ولفت هشام بابا أوغلو إلى أنه لهذا الغرض، اللعب ببطاقة منظمة حزب "العمال الكردستاني" وبهذا الوقت بالتحديد، تم استخدام صحيفة اليمين الدستورية المضادة لترامب لهذا الغرض؛ وبالطبع، يجب أن نضيف الرسالة التالية، مع الأخذ في الاعتبار أن المادة يجب أن تتزامن مباشرة بعد اجتماع مجموعة العشرين، وهذه الرسالة مفادها: "التقارب بشكل أكبر مع قادة تركيا".

وينتقل الكاتب إلى ترمب نفسه ومواقفه من الصحف المختلفة، مذكرا بحادثة مؤسس "أمازون" وطلاقه من زوجته حين نعته الرئيس الأمريكي بأنه "غبي". وسخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مؤسس موقع "أمازون"، جيف بيزوس، بعد طلاقه الذي تحوّل إلى حديث الساعة في الأيام القليلة الماضية.

ووصف ترامب الملياردير الأمريكي بكلمة "Bozo"، التي تعني "الغبي"، إذ كتب في تغريدته "Jeff Bozo". وغرد متهكما على جيف بيزوس، في حسابه على "تويتر": "آسف جدا لسماع هذه الأخبار عن أن جيف الغبي هو ضحية أحد المنافسين، على حدّ علمي فإن تقاريره أكثر دقة بكثير من تلك التي نشرتها صحيفة اللوبي أمازون واشنطن بوست".

ويشير ترامب في تغريدته بـ "المنافس" إلى صحيفة "ذا ناشونال أنكوايرر" الأمريكية، التي نشرت قصة عن رسائل نصية تكشف عن علاقة بين بيزوس ومذيعة التلفزيون السابقة، لورين سانشيز. ويمتلك ترامب تاريخا مع "ذا ناشونال إنكوايرر"، ففي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعترفت الشركة الأم المالكة للصحيفة بدفع أموال لامرأة من أجل أن تزعم أنها كانت على علاقة عاطفية مع ترامب.

تهديد مبطن لترامب

ويتابع الكاتب مقاله، قائلا: "مما لا شك فيه أن واحدا من أبرز أنواع الصراع، حروب السلطة في الولايات المتحدة، مستقبل العلاقة المستقبلية مع تركيا". ولكن، يقول الكاتب: دعونا نعود لأصل الموضوع، المقال المنشور في صحيفة "واشنطن بوست".

تأسست صحيفة "واشنطن بوست" عام 1877 وكان لها دائما تأثير على البيت الأبيض، لكن العالم بأسره تعرف على هذه الصحيفة ويتذكرها باستمرار عندما انفجرت فضيحة ووترغيت التي أسقطت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

ووترغيت أشهر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد من منصبه ليصبح الرئيس الوحيد المستقيل في تاريخ البلاد، وتصبح هي رمزا للفضائح السياسية في أميركا والعالم.

بدأت قضية ووترغيت بعد إعادة انتخاب الجمهوري ريتشارد نيكسون رئيسا للولايات المتحدة، وفوزه على منافسه الديمقراطي هيبرت همفري، ففي 17 يونيو/حزيران 1972 تم اعتقال أشخاص اتهموا بوضع أجهزة تنصت سرية في مكاتب الحزب الديمقراطي داخل مبنى ووترغيت بواشنطن، وتسجيل 65 مكالمة لأعضاء الحزب قبل أن يكشف أمر هذه التسجيلات، ويستقيل على إثرها نيكسون ويحاكم قبل أن يفرج عنه بعدها لأسباب صحية.

يعلق الكاتب ساخرا: "يا لها من صحافة جميلة تسعى لتحقيق الشفافية"، مضيفا: "إذا كنتم تعرفون أفلام هوليود تعرفون بالضبط ما أقصد".

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن نيكسون كان رئيسا حاول اتباع السياسة الاقتصادية القومية وتوقف عن متابعة "الحروب الأمريكية" في الأراضي البعيدة، وزار الصين في عام 1972، وبدأ العلاقات الدبلوماسية، ووقع اتفاقية للحد من الأسلحة النووية مع السوفييت وأنهى حرب فيتنام في شتاء عام 1973.

وتساءل الكاتب في ختام حديثه بالقول: هل هذا الأمر يثير انتباهكم؟ كما تعلمون، تتغير الصحف بمرور الوقت، لكن هل تتغير مهامها؟ يقصد الكاتب أنه قد يكون هذه الرسالة تهديدا مبطنا لترامب، أن يكون مصيره كمصيره نيسكون؟ ربما.


المصادر