عَبر "هآرتس".. أكاديمي سعودي يحدد سبل إنجاح صفقة القرن

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالا لأكاديمي سعودي بارز، وجه من خلاله نصائحه فيما يخص خطط "صفقة القرن" التي يروج لها جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد انعقاد "ورشة البحرين الاقتصادية" وسط مقاطعة فلسطينية.

وقال مالك دحلان، وهو أستاذ للقانون الدولي بلندن وزميل بارز في "راند أوروبا" ومركز "ديفيس" بجامعة هارفارد، إنه إذا كان لخطط "صفقة القرن" أن تنجح يتعين عليها أن تغير مدخل "الاقتصاد" الذي تنطلق منه.

إشراك الحلفاء العرب

ولفت إلى أن الخطط التي تم الكشف عنها في ورشة البحرين تتحدث في الاقتصاد وتتجاهل الصفقة السياسية التي سيتعين على الفلسطينيين والإسرائيليين إبرامها.

ومضى يقول: "الموجود لدينا مرحلة أولى من نهج إقليمي يسعى إلى إشراك الحلفاء العرب للولايات المتحدة في تسوية اقتصادية. بينما تنفيذ المرحلة الثانية ينتظر إعادة الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول المقبل".

وأكد دحلان، أن الخطة الجديدة تنطلق من أن أي حل جديد قد يسفر عن مقايضات للأراضي وعن نتائج من غير المحتمل أن ترضي تطلعات الفلسطينيين، ومن هنا تأتي الحاجة إلى البدء بحافز قدره 50 مليار دولار.

وأوضح، أن أسلوب كوشنر يستند إلى أنه إذا أمكن ضم الدول العربية، سيتبعهم الفلسطينيون، لكن الكاتب قلل من صحة هذا الافتراض، مشيرا إلى أن الحلفاء المرنين مثل ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك مصر والأردن، سيجدون أن الخسائر ستفوق المكاسب في تنفيذ أي خطط أمريكية، خاصة أنه سيتعين عليهم أخذ الرأي العام في الاعتبار.

وتابع الكاتب: "ثم هناك مسألة شهية إسرائيل للسلام، رغم أنه سيُطلب منها تقديم القليل من التنازلات في النهاية".

وأشار إلى وجود القليل من الدلائل على وجود رغبة ساحقة لدى الطبقة السياسية في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق رسمي مع العالم العربي الأوسع، بعد أن توصلت بالفعل إلى اتفاق غير رسمي مع الدول التي تضعها في اعتبارها.

تكلفة الفشل باهظة

وحذر الأكاديمي السعودي من التكاليف الباهظة لفشل خطة كوشنر، مضيفا: "إذا فشلت، فمن المحتمل أن تسقط مبادرة السلام العربية معها، وأن تنهي كل الزخم الإقليمي الجديد نحو السلام. وسيكون ذلك كارثة".

واقترح الكاتب أنه لضمان نجاح الخطة، يتعين أن يكون منطلقها الأساسي البدء باتفاق حول حكم مدينة القدس، وليس الحوافز الاقتصادية.

ولفت إلى ضرورة التوصل إلى حل يتعلق بحكم هذه المدينة المقدسة يمهد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برمته بما يحقق سلاما دائما في جميع أنحاء المنطقة، مبينا أنه "قد يتضمن هذا النهج الذي يكرس للقدس أولا فكرة (التدويل التكاملي)".

وأردف الكاتب: "إن قرار إدارة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم إسرائيل لهضبة الجولان، أغضب العالم الإسلامي بأسره بالفعل. وقد أدى ذلك إلى الضغط على قادة مثل العاهل السعودي الملك سلمان، الذي ميز حكمه بإدراج القدس، ثالث أقدس موقع في الإسلام، في ورقة الخمسين ريال".

وشدد على ضرورة أن "يبدأ الحل الأمريكي ذو النية الحسنة من خلال الاعتراف بالحكم الدولي متعدد الأديان، والأدوار الهاشمية والفلسطينية في رعاية الأماكن المقدسة في القدس. كما ينبغي أن يسعى إلى إدخال الحوار ليس فقط في العالم العربي بل في العالم الإسلامي الأوسع".

وبيّن أن هذا يعني ضرورة الإجابة على 3 أسئلة أساسية هي: أولا، يجب تقرير مسألة السيادة في سياق الشريعة الإسلامية والقانون اليهودي. ثانيا، يجب أن يكون هناك طريق للمصلين للوصول إلى المسجد الأقصى دون أن يكون لديهم انطباعا بأنهم يفعلون ذلك بإذن من المحتل. ثالثا: يجب أن يتجنب أي حل إعطاء الإسرائيليين انطباعا بأنهم أقل أمانا نتيجة لذلك.

واختتم الكاتب قائلا: "إذا أردنا حل نزاع الشرق الأوسط - وهو مصدر للخلاف الدولي منذ الثورة العربية عام 1916 - يجب أن نبدأ بالقدس، التي تمثل أهم رمز للقضية. بمعنى آخر: القدس أولا. ليس الاقتصاد أولا. إذا تحقق ذلك بشكل صحيح، فمن الممكن أن يكون أي شيء آخر في مكانه الصحيح".