فيديو مفخخ.. هكذا قلبت كتائب القسام طاولة الأسرى على نتنياهو وبن غفير

غزة - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع مراسم تنصيب "هرتسي هليفي" رئيسا لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي خلفا لسلفه "أفيف كوخافي"، عرضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مقطعا مصورا مزلزلا لأحد الجنود يستنكر تجاهل أمرهم.

وظهر في الفيديو الذي بثته كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" وأحدث ضجة في إسرائيل، جندي جيش الاحتلال "أفراها منغستو"، يتحدث بالصوت والصورة للمرة الأولى، متسائلا: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟"

كما تساءل أيضا في المقطع المصور الذي بثته كتائب القسام في 16 يناير/ كانون الثاني 2023: "أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟" علما أن منغستو تحت الأسر منذ حرب "العصف المأكول" صيف عام 2014.

وبينما لم تحدد كتائب القسام بشكل رسمي عددهم، تؤكد تقارير إعلامية أن لديها أربعة على الأقل، هم هدار غولدن، وآرون شاؤول، وهشام السيد، إضافة إلى منغستو.

وأكدت القسام فشل كوخافي ومؤسسته وكذبه على شعبه بإنجازات مدعاة وموهومة، داعية خلفه هليفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه.

من جانبه، أعرب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، عن استيائه من الخطوة، قائلا، إن نشر فيديو منغستو خدعة تؤخر أي فرصة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، فيما طالبت عائلته الاحتلال الإسرائيلي بسرعة التحرك لإعادته.

وأعرب ناشطون على تويتر عن سعادتهم بنشر القسام لمقطع الفيديو، وعدوه بمثابة آلية ضغط فعالة، مشيدين باختيار حماس لتوقيت جيد لتحريك ملف الأسرى بطريقة حيوية تؤكد أن المقاومة ما زال لديها الكثير بجعبتها.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #منغستو، #حكومتكم_تكذب، أن ظهور الجندي الإسرائيلي بحالة صحية جيدة رسالة واضحة عن أخلاق القسام وحسن تعاملها مع الأسرى، بعكس معاملة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين.

وأعرب ناشطون عن ثقتهم في قدرة حماس على تحقيق انتصار معنوي ومادي جديد في ملف الأسرى التي تعالت المخاوف بحقهم أخيرا، في ظل تهديدات متطرفة من قبل وزير الأمن الداخلي الجديد إيتمار بن غفير.

دلالات مهمة

وسلط ناشطون الضوء عما يحمله فيديو القسام من دلالات، إذ رأى الباحث في الشؤون الأمنية عبدالله العقاد، أنه يؤكد صدقية المقاومة وإصرارها الدائم على إنجاز صفقة كبيرة ومشرفة لن تكون أقلّ من سابقتها.

وأوضح السياسي الدكتور فايز أبو شمالة، أن ظهور الجندي الإسرائيلي الأسير منغستو مريام، وهو على قيد الحياة، يشير إلى أن حماس مستعدة لفعل كل شيء من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وأضاف أن مطالبة جندي إسرائيلي أسير قيادته العمل على إطلاق سراحه، ضربة معلم، وإهانة للعسكرية الإسرائيلية التي تتفاخر بأنها لا تتخلى عن جنودها.

وأكد دكتور السياسات المقارنة الشيخ حسين أبو كويك، أن فيديو منغستو بمثابة رسالة من حركة حماس تثبت أن قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين، على سلم الأولويات، وأن ملف التبادل يدار بمهنية عالية، تتصف بالحكمة والعزيمة والإصرار على تحرير الأسرى البواسل. 

وقال ياسين سعد الدين، إن فيديو الجندي الأسير منغستو يؤكد على وجود أسرى آخرين أحياء، إضافة إلى ذلك فالرسالة العامة التي أرسلها أن دولة الاحتلال "لا تهتم بجنودها ولا مواطنيها".

وأكد أن هذه أقوى رسالة ستصل للصهاينة عموما وستضعف ثقتهم بالكيان الصهيوني وخصوصا في ظل الانقسامات الأخيرة.

رسائل القسام

كما عدد ناشطون الرسائل التي أرادت حماس إيصالها للاحتلال الإسرائيلي من جانب، وتطمينها الأسرى الفلسطينيين وذويهم من جانب آخر بأنها تقف على الملف وتتابعه وتستخدم كل آليات الضغط الممكنة لإتمام صفقة تستعيد بها أسراها. 

وأكد رائد أبو جراد، أن الفيديو الذي نشره القسام لم يتجاوز 10 ثوان لكنه يحمل الكثير من الرسائل، أهمها أنه سيكون له تأثير بالغ على المجتمع الصهيوني، خاصة في ظل الحالة السياسية الحالية للاحتلال وحكومته اليمنية المتطرفة.

وبين أحمد زكي، أن واحدة من أهم رسائل القسام لحكومة العدو: "نحن بإمكاننا أن نفرض الأولويات على الرأي العام الإسرائيلي"، قائلا إنه في اللحظة التي تنجح فيها المقاومة من صنع رأي عام ضاغط سيفقد أركان العدو كل هوامش المناورة قبل السقوط المذل أمام القسام.

وعد الكاتب ثامر سباعنة، بث القسام لفيديو الجندي الأسير منغستو في هذا الوقت رسالة تطمين ودعم للأسرى الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشوها والتهديدات الصهيونية بحقهم خاصة من الوزير بن غفير.

وأوضح رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب، أن شريط الفيديو الخاص بالأسير منغستو بمثابة قنبلة تفجرها حماس في وجه رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، ويعيد ملف الجنود الأسرى إلى الواجهة مرة أخرى.

وقال: "سنرى المزيد من التداعيات الداخلية الإسرائيلية لهذا الموضوع، خاصة بعدما فشل كوخافي وحكومته السابقة في حل هذا الملف".

فشل أمني

وأكد ناشطون أن الفيديو يؤكد حجم الفشل الأمني والاستخباراتي لدى الاحتلال الإسرائيلي، وعجزه عن ترميم فشله وتلميع صورته، مشيرين إلى أن حديث الأسير الإسرائيلي كان كاشفا لعجز كوخافي في تحديد مصير أسرى كيانه.

وقال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، إن الفيديو يعزز أن ما قاله كوخافي بأن حماس لم تطلق الصواريخ منذ سيف القديم مجرد تضليليات جوفاء، مؤكدا أن العدو فشل عسكريا في غزة، ولولا الحصار التي تقوده أميركا لتحولت غزة لتنين يبتلع الكيان بما فيه.

وأكد الصحفي إسماعيل الثوابتة، أن شريط منغستو يمثل فشلاً استخباراتياً جديداً وفضيحة أمنية مُدوّية للاحتلال في ملف جنودهم المأسورين.

وأضاف: "هذا يُحسب أولاً لصمود شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدّم التضحيات الجسام، ثم للمقاومة الباسلة التي تنتصر مجدداً على الاحتلال وأجهزته وإمكانياته وجيشه وكامل كيانهم الزائل".

وكتب أنس أبو عواد: "كالعادة حكومة إسرائيل تخفق في كل مرة مقابل العقل المدبر لدى كتائب القسام ودائما كتائب القسام تثبت وبقوة فشل الحكومة الإسرائيلية".

وقال الكاتب والصحفي مصطفى الصواف، إن كوخافي ختم مهامه بالحديث الإعلامي في محاولة لتقديم صورة المنتصر وحقيقة الأمر أنه لم يحقق إلا مزيدا من القتل والإرهاب.

وأضاف: لعل القضية التي لازالت قائمة والتي يظن كوخافي أنه حقق فيها إنجازات لصالح الكيان ضد حماس، هي قضية جنوده الأسرى، لكن حماس لازالت تمتلك كل الأوراق التي بها، وهزمت كوخافي ومن كان قبله ولازالت تحتفظ بالجنود الأسرى لديها".

ثقة بالقسام

فيما أشاد ناشطون بمواقف وصمود وثبات قادة القسام، وذكروا بكلماتهم وعهودهم التي قطعوها على أنفسهم بالعمل على حسم ملف الأسرى.

وعرض محمد الداية، مقطع فيديو لنائب قائد الأركان في كتائب القسام، أبو البراء عيسى، يتوعد فيه بأن ملف الأسرى في سجون الاحتلال سيكون هو الصاعق والمفجر للمفاجآت القادمة للعدو.

كما ذّكر يزن ناصر، بتصريح قائد حركة حماس في غزة يحيى السينوار، الذي أعلن فيه إمهال الاحتلال وقتا محدودا لإتمام الصفقة، وإلا سيغلق ملف أسرى الاحتلال الـ4 إلى أبد الآبدين، وسيجد طريقة لتحرير الأسرى، معقبا بالقول: "انذرناهم لم يعتبروا".

وأكد الإعلامي يحيى بشير، أن قضية الأسرى ستبقى مُقدمة على قضية الأقصى رغم قداسة الثانية وأهمية الدفاع عنه، لأن تحرير الإنسان مُقدم على تحرير الأرض والعُمران.

وأضاف: "ستبقى غزة برجالها، تقود مشروع التحرير ورأس الحربة في وجه الكيان وأعوانه من المنسّقين والمُطبّعين."

وقالت آيات إصليح، إن فيديو "منغستو" يأتي ضمن المعركة التي تديرها حماس والقسام  بكل حكمة واقتدار.

قضية حاضرة

فيما أشارت الكاتبة لمى خاطر إلى أن حركة حماس وكتائبها قدمت كثيرا من مبادرات تحريك ملف الأسرى على مرّ السنوات الماضية، لكن الكيان الذي أدرك خسارته بعد صفقة وفاء الأحرار ظلّ يقابل تلك المبادرات بلامبالاة واضحة وتعنّت كبير.

ولفتت إلى أن الحركة قدمت في معركة سيف القدس 18 بطلا من نخبتها، قضوا في محاولة لأسر عدد من جنود الاحتلال، مؤكدة أن إرث المواجهة لدى الحركة قال إنها ظلت مسكونة بهم تحرير الأسرى، بدليل عدد عمليات الأسر منذ انطلاقتها في الضفة وغزة.

وأكد عزان العبادلة، أن التاريخ لَن يُعظّم أحدًا عُلوّ عَظَمَة كَتائِب القَسّام؛ قائلا: "فاليَركع التّاريخ وَالحَاضِر وَالمُستقبَل وَالاحتِلال أمامَ كتائب القسام".

ونشرت مشيرة العقاد، صورتين للأسير الإسرائيلي قبل وبعد اعتقاله، ويبدو عليه تحسن حالته الصحية خلال فترة الآسر، ساخرة بالقول: "خلطة القسام السحرية للتسمين للمزيد يُرجى التواصل مع وحدة الظل".

وأكدت أن هذه الصورة كفيلة بأن تبين المستوى الأخلاقي للمقاومة في التعامل مع أسرى العدو، في حين يتعرض الأسرى الفلسطينيون للموت البطيء داخل سجون الاحتلال كما حصل أخيرا مع الشهيد ناصر أبو حميد.

وقالت الإعلامية بيان تيسير: "مازال القسام يحمل في أوراقه المزيد من المفاجآت الضاغطة على جيش الاحتلال بشكل وآخر، كما أن حرية أسرانا مطلب أساسي لا حياد عنه وقضية أسرانا قضية حاضرة في كل آن وحين".

وتابعت: "اليوم الجندي منغستو ورفاقه بين قبضة القسام يشكلون وزنا في القوة الضاغطة على المحتل!".

وأثنى الحاج عيسى، على العقل القسامي الحمساوي الفذ، موضحا أن مناسبة الفيديو رحيل كوخافي ومجي هاليفي في تنبيه بما فشل فيه السابقون والاستثمار في الأوضاع الداخلية المتأزمة يوما بعد يوم لدى الاحتلال.

وأشار إلى أن ذلك دليل معرفة يقينية بعقلية نتنياهو الذي أصبح أقرب لعقلية حاكم عربي منه ليهودي وتعلقه بالكرسي الذي سيدفعه لأي إنجاز يرجح به كفته ولن يجد بديلا عن صفقة أسرى وبدايتها بمنغستو اليهودي الأسمر لاستمالة يهود الفلاشا.

وتوقعت آية خالد أن يزعزع الفيديو المحتل الواهن وأن يكون أقسى من الرد الصاروخي على مغتصباتهم.