لأنه كتب بالصيني.. موقع إيطالي: قديروف يتسبب بتصدع تحالف موسكو وبكين

قسم الترجمة | a year ago

12

طباعة

مشاركة

ذكر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي أن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الذي التزم الصمت بضعة أسابيع، عاد ليهاجم الغرب مرة أخرى، لكنه هذه المرة قد يعرض موسكو لأزمة دبلوماسية مع بكين.

وعبر حسابه بتطبيق تيلغرام، وجه قديروف رسالة بثلاث لغات بينها الصينية، يطلب فيها من "العالم الإسلامي بأسره، وجميع العقلاء، أن يوحدوا قواهم ضد عدونا المشترك"، في إشارة إلى الغرب.

واتهم في الرسالة الولايات المتحدة وأوروبا بتدبير عشرات الحروب والانقلابات العسكرية والاجتياحات حول العالم خلال المائة عام الماضية، ما تسبب في مقتل الملايين من المسلمين المسالمين.

وأضاف قديروف: "يريدون تحويلنا إلى حيوانات يسهل التلاعب بها. لكن ذلك لن يحدث أبدا. نحن ندعو العالم الإسلامي كله، وجميع العاقلين إلى الاتحاد ضد عدونا المشترك".

وشدد قديروف على دور روسيا في محاربة التوسع الغربي، قائلا إن "حلف شمال الأطلسي (الناتو) يهدد وجود العالم بأسره. لكن روسيا على عكس كل توقعات الغرب، قامت بتحدي هذا الشر وتتقدم بثقة نحو النصر".

ووجه نداء للعالم الإسلامي "لا تدعوا الناتو يملي عليكم إرادته، وإلا فسوف يأتون قريبا ويدوسون على أوطانكم. قفوا بجانب إخوانكم".

دعوة مقلقة

وقال الموقع الإيطالي، إن النغمة والحدة في خطابات ورسائل الرئيس الشيشاني هي نفسها كما هو الحال دائما لكن الجديد هذه المرة يكمن في استخدام اللغة الصينية.

وأضاف أن الرسالة، تأتي بالتزامن مع ما كشف عنه مسؤولون في المخابرات والأمن بأوكرانيا لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بشأن أوامر صدرت في بداية الحرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قديروف باحتلال مقر الحكومة في كييف واغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأشار إلى أن أمير الحرب الشيشاني، الذي وصف نفسه في أكثر من مناسبة بـ"جندي بوتين"، لعب دورا إستراتيجيا في حرب روسيا ضد أوكرانيا (منذ 24 شباط/فبراير 2022).

وعندما احتاج الرئيس الروسي إلى المزيد من جنود الخطوط الأمامية، حشد آلاف المقاتلين وأرسلهم إلى الجبهة.

والآن، مرة أخرى، يعمل رجال قديروف على فرض الانضباط على جنود موسكو المنهكين من حرب مستمرة لأشهر وبسبب الهزائم التي تكبدوها على الميدان. 

من جانبه، نفى المتحدث باسم الكرملين أن يكون بوتين قد عهد إلى قديروف بمهمة قتل زيلينسكي، ووصف المعلومات التي أوردتها الصحيفة الأميركية بأنها "سخيفة وكاذبة".

ونوه الموقع الإيطالي إلى أن قديروف، "رغم كونه فظا، إلا أنه يتفوق على شبكات التواصل الاجتماعي ويفترض أن يكون ذلك بفضل مجموعة من الخبراء المحيطين به". 

وأشار إلى أنه "دائم النشاط للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي، يروج لبلده ويدعم فلاديمير بوتين ويعلق على الغرب وحالة الأمة في العالم". 

وتضم قناته على موقع تيلغرام أكثر من 3 ملايين مشترك "لذلك هناك فرص جيدة أن يلقى نداؤه القبول أو على الأقل أن يكون له صدى واسع جدا"، وفق الموقع الإيطالي.

والرسالة إلى العالم الإسلامي الصيني باستخدام لغة الماندرين، لا يمكن أن تلقى الترحيب من بكين التي راوحت في الأشهر الأخيرة بين البراغماتية والشراكة في علاقتها المعقدة مع موسكو.

ويذكر أن دراسة كان قد أجراها مركز بيو للأبحاث في عام 2009 خلصت إلى أن هناك 21 مليون و667 ألف مسلم في الصين، يمثلون 1.6 بالمئة من إجمالي السكان. 

واتّهمت بكين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وربما إبادة جماعية صريحة ضد سكان الإيغور وغيرهم من الجماعات العرقية ذات الغالبية المسلمة في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية. 

كما تعتقد جماعات حقوق الإنسان أن الصين احتجزت أكثر من مليون من الأويغور رغماً عنهم في السنوات الأخيرة في شبكة واسعة مما تسميه الدولة "معسكرات إعادة التثقيف"، وحكمت على مئات الآلاف بالسجن.

ثلاث مشاكل

بحسب الموقع، قد تتسبب دعوة قديروف الآن في ثلاث مشاكل على الأقل للصين، أولا مواجهة موجة من القومية الجديدة تحت راية "الأمة يمكن أن تكون شوكة في خاصرة نظام الرئيس الصيني، قد تترتب عليها احتجاجات مختلفة".

وتابع، إذا تم الاستجابة لنداء قديروف، "سيسبب ذلك إحراجا كبيرا لبكين، إذ ستكون هناك أقلية مضطهدة (المسلمين)، تهتف للمعركة من أجل الإمبراطورية الروسية الجديدة، بينما تجد بكين صعوبة في دعم عمليات الحرب في أوكرانيا".

 علاوة على ذلك، تخاطر كلمات قديروف بتسليط الضوء بشكل مفرط على الصين التي تبذل جهودًا متوازنة للحفاظ على مكانتها كعملاق، وفق الموقع.

وألمح إنسايد أوفر إلى أن "السوابق" بين الصين والشيشان معقدة إلى حد ما.

في هذا الصدد، يذكّر بأن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين تحصل في عام 1999 على دعم الصين لحربه في الشيشان، حيث استعدت القوات الروسية لقصف العاصمة على الرغم من بقاء الآلاف من المدنيين هناك. 

في ديسمبر من ذلك العام، وقع يلتسين والرئيس الصيني جيانغ زيمين على أثر يومين من المحادثات في بكين، إعلانا مشتركا يعترف بوحدة أراضي كل منهما.

وبموجبه أكد الجانب الصيني أن "المسألة الشيشانية هي شأن داخلي بحت لروسيا" مضيفا أن بكين دعمت "تحركات موسكو لضرب القوات الإرهابية والانفصالية".

ومنذ عام 2000، ركزت العلاقات الدولية الشيشانية الرسمية على بناء الشرعية والتعاون في المسائل الأمنية وجذب الاستثمار، وهي الأولويات التي حددها أول رئيس رسمي للجمهورية، الموالي لروسيا، أحمد قديروف بين عامي 2000 و2004. 

بينما قام خلفاؤه، علي أليخانوف الذي حكم البلاد بين 2004 و2007 وكذلك الرئيس الحالي رمضان قديروف الذي ظل في السلطة منذ عام 2007 إلى الوقت الحاضر، بتطوير التزامات غروزني الدولية بإقامة شراكات جديدة مثل الصين وإضفاء أبعاد جديدة للعمل الخارجي مثل العسكرة. 

وبذلك تحركت غروزني بين الحكم الذاتي الكامل والتعاون مع موسكو، وانخرطت في دبلوماسية رفيعة المستوى، كما روجت لأجندة موسكو في الخارج خاصة في الشرق الأوسط، يختم الموقع الإيطالي.