تنشر الفوضى.. مجلة تركية تتهم طهران بدعم "العمال الكردستاني" لإضعاف أنقرة

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أكدت مجلة تركية أن إيران منذ ثورة 1979 وهي تستغل التنظيمات المسلحة والأجندة الطائفية الشيعية لتعزيز مصالحها في المنطقة وإضعاف دول الجوار ونشر الفوضى بها.

وكمثال على هذه السياسة، أوضحت "مجلة الأبحاث الإقليمية" في دراسة للباحث "فاتح توملو"، أن إيران تدعم حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" المحظور في تركيا وأميركا، لإضعاف أنقرة، نظرا لأنها تراها تهديدا على مصالحها بالمنطقة.

نشر الفوضى

وذكرت المجلة التركية أنه بعد ثورة 1979، ذهبت إيران إلى حد استخدام "الإرهاب" كأداة لتحقيق بعض أهدافها السياسية وتصدير أيديولوجيتها.

وفسر زعيم الثورة "روح الله الخميني" الإرهاب بأنه امتداد لسلطة الجمهورية الإسلامية الجديدة وأداة قانونية تستخدم لتحقيق مصالحها.

فحاولت إيران نشر نظامها، بدءا من الدول ذات الكثافة السكانية الشيعية، واستخدمت الإرهاب كأداة في حل التهديدات والمشاكل التي قد تنشأ على هذا الطريق. 

وبناء على ذلك، دعمت إيران بعض الجماعات المتطرفة وغيرها من المنظمات الإرهابية بطرق مختلفة داخل المنطقة.

وإيران كدولة ذات مزايا جيوسياسية وجيوستراتيجية مختلفة في الجغرافيا التي تعيش فيها، فهي تريد أن تكون في آلية صنع القرار في حل جميع أنواع الأحداث في المنطقة وفق مصالحها السياسية. 

وبعد الثورة، طرحت إيران مسارا قائما على الخطاب الديني في سياستها الخارجية وكذلك في سياستها الداخلية. وتم التأكيد على أن الثورة لن تقتصر على إيران وحدها، بل سيستفيد المسلمون في العالم أيضا من التغيير. 

وباستخدام التشيع كأداة للسياسة الخارجية، أنشأت إيران خطين في الشرق الأوسط هما حزام البصرة والكويت والبحرين واليمن وحزام العراق وسوريا ولبنان من خلال استهداف أمن الدولة الإسلامية عبر الحدود.

وهكذا أثرت بشكل خطير على الأمن الداخلي للدول العربية ذات الكثافة السكانية الشيعية. إذ دعمت جميع الجماعات المعارضة للأنظمة الحاكمة في دول الشرق الأوسط المسلمة ودول أخرى. 

وهذه العلاقات العابرة للحدود مع الشيعة تسمح لإيران بالتأثير على سياسات البلدان التي يعيش فيها الشيعة ونشر نفوذها.

واعتمادا على هذه السياسات، عززت طهران بداية من عام 1980، نفوذها في لبنان عبر سوريا. ووسعت دائرة نفوذها من خلال الهزارة في أفغانستان والحوثيين في اليمن، فضلا عن دعم المليشيات في العراق.

وبعد التدخل العسكري الإسرائيلي في لبنان، الذي بدأ عام 1978 وتحول إلى احتلال كامل عام 1982، أرسلت إيران 1500 جندي من الحرس الثوري إلى لبنان. وكان لها دور فعال في الأعمال المسلحة هناك. 

وفي هذا السياق، دعمت إيران أيضا تنظيم القاعدة في أفغانستان ضد الولايات المتحدة.

وسمحت لبعض مقاتلي القاعدة الذين فروا من البلاد بالاحتماء في أراضيها بعد سقوط نظام طالبان، ونقلت الأموال منهم وإليهم.

ويعد فيلق القدس التابع إلى الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن هذه الأنشطة في أوروبا وإفريقيا وآسيا، وحتى أميركا الشمالية والجنوبية.

دعم "بي كا كا"

وأوضحت المجلة التركية أن إيران لم تمتنع عن استخدام الإرهاب كأداة في كل فرصة من أجل إضعاف تركيا وزعزعة استقرارها، نظرا لأنها تعدها دولة تشكل تهديدا لمصالحها. 

ولهذا السبب فإنها تدعم حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، الذي بدأ أنشطته المسلحة الانفصالية في تركيا منذ عام 1984 من أجل الحد من نفوذ تركيا الإقليمي وزعزعة استقرارها.

وتعتبر إيران حزب العمال الكردستاني أداة منخفضة التكلفة لترك تركيا في حالة من الفوضى وإضعافها إقليميا، لذا كان ركيزة للسياسة الخارجية النفعية لإيران ذات البنية المتعددة.

وفي هذا السياق، طورت إيران علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني وسمحت له بفتح مكتب فيها عام 1989. 

وفي الفترة نفسها، سمح لحزب العمال الكردستاني باستخدام معسكرات بارزاني في إيران والعراق من خلال التعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان يقاتل حينها ضد العراق تحت رعاية شاه إيران.

وحينها جرى نقل أعضاء حزب العمال الكردستاني من إيران إلى سوريا بواسطة طائرات تحمل مواد إغاثة للمدنيين في لبنان باستخدام المجال الجوي التركي حتى يتمكنوا من المرور إلى معسكرات في العراق وإيران. 

وعلى الرغم من أن إيران تزعم دائما أنها لا تدعم حزب العمال الكردستاني، إلا أنه جرى تدريب ما يقرب من 1200 مسلح من الأخير من قبل ضباط الحرس الثوري كل عام في حوالي خمسين معسكر تدريب على الأراضي الإيرانية. 

وبعد قبض تركيا على مؤسس حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان"، عبر ما يقرب من 5000 عنصر من "بي كا كا" من تركيا إلى العراق وإيران ووجدوا مأوى هناك. 

وبعد بداية الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في سبتمبر/ أيلول 2000، اتهم القادة المحليون للاتحاد الوطني الكردستاني إيران بدعم "بي كا كا" وذهب "جلال طالباني" إلى إيران لإنهاء الصراع وطالب بإنهاء الدعم.

بالإضافة إلى ذلك، حاولت إيران إنشاء منطقة عازلة بين تركيا وأذربيجان عبر دعم عمليات حزب العمال الكردستاني في منطقة كارس-آغري، من أجل منع العلاقات بين تركيا وأذربيجان. 

ودعمت أعمال حزب العمال الكردستاني في المنطقة وسمحت له باستخدام الأراضي الإيرانية كمنطقة تدريب ومركز علاج ومركز تجمع للمجندين الجدد.

لكن مع احتلال أميركا العراق ودعمها السري لحزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو امتداد العمال الكردستاني داخل إيران، زادت المخاوف الأمنية الإيرانية من "بي كا كا" وفروعه المحلية.

وفي إطار هذه التطورات، صنفت إيران حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا عام 2004.

غير أن الربيع العربي والأزمة السورية أتاحا فرصا لإيران، التي تحاول زيادة نفوذها الإقليمي، ومهدا الطريق لحزب العمال الكردستاني وإيران، لمراجعة سياساتهما والتقارب من جديد. 

وهكذا واصل إرهابيو حزب العمال الكردستاني أنشطتهم داخل الأراضي الإيرانية القريبة من أرمينيا، وألقت تركيا أخيرا القبض على عنصر على الحدود التركية الإيرانية بالقرب من أرمينيا، اعترف أنه كان يعمل في إيران.