"قسد حائرة".. صحيفة روسية ترصد أبرز معوقات المصالحة التركية السورية

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة روسية أنه بينما يترقب الجميع العملية التركية في الشمال السوري، ثمة محادثات تجرى خلف الكواليس بوساطة روسية بين أنقرة والنظام السوري من جهة وأخرى بين "قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصارا باسم "قسد" ودمشق من جهة أخرى.

وأوضحت صحيفة "إزفستيا" نقلا عن خبراء سياسيين وميدانيين، أن جميع المفاوضات يعترضها حوائل كبيرة، أبرزها رغبة دمشق في سحب تركيا قواتها من البلاد، ورفضها تغيير الدستور للحفاظ على المكاسب التي حققتها مليشيا "قسد" في السنوات الأخيرة.

وضع حساس

وادعت الصحيفة الروسية أن سوريا مستعدة لإجراء محادثات سلام مع تركيا في موسكو، لكن خطط أنقرة لبدء عملية عسكرية تعقد بشكل كبير العلاقات بين البلدين.

وأكدت أن أكراد سوريا في الشمال توجهوا إلى دمشق طلبا للمساعدة. كما أوضح البرلمان السوري في الوقت نفسه أنه لا يوجد حديث عن فكرة الاتحادية والحكم الذاتي الكردي داخل سوريا حتى الآن.

وصرح المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم قالن في 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2022، بأن أنقرة مستعدة لإجراء عملية عسكرية برية في سوريا وستبدأ في أي لحظة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب أيضا أنه سيجري عملية ضد حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" وفرعه في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لـ"قسد"، وذلك ردًا على هجوم 13 نوفمبر المسلح في مدينة إسطنبول التركية.

وكانت وسائل الإعلام التركية تستعد لبدء العملية في 28 نوفمبر، حين عقد الرئيس أردوغان اجتماعا حكوميا. لكن لم تتحقق التوقعات.

ولم يعلن الزعيم التركي عن بدء المرحلة البرية لعملية "المخلب السيف" العسكرية التي بدأت قبل أيام.

وشدد أردوغان في الوقت ذاته على أن تركيا "لا تحتاج إلى إذن من أحد من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية".

وفي الوقت نفسه، كان هناك أمل في تسوية دبلوماسية للصراع بين أنقرة والأكراد السوريين من خلال وساطة موسكو.

وكانت قد أعلنت قناة الجزيرة الفضائية نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن روسيا وتركيا تتفاوضان لمنع عملية أردوغان في شمال سوريا.

وتشترط أنقرة انسحاب قسد من مدن منبج وعين العرب "كوباني"، وتل رفعت بالشمال السوري.

وأوضحت قناة الجزيرة أن في الوقت نفسه هذا الشرط له موعد نهائي واضح، وبعد ذلك ستبدأ تركيا العملية البرية.

"قسد" حائرة 

ونقلت الصحيفة الروسية عن خبراء أن "قسد" تقدمت في 28 نوفمبر إلى روسيا بطلب للمساعدة في التوصل إلى اتفاق مع دمشق لحماية مناطق شمال شرقي البلاد.

وأوضح المتحدث باسم قسد "فرهاد الشامي": "يجتمع الأكراد باستمرار مع الجانب الروسي، وهي اجتماعات مهمة، حيث تلقينا جهودًا منهم للحد من التصعيد في إطار الحفاظ على الاستقرار ومنع أي عدوان".

لكن موسكو لم تعلق على هذه التصريحات الإعلامية.

من ناحية أخرى، الأكراد لا يعدون موسكو وحدها حامية لهم. فقد كتبت رئيسة اللجنة التنفيذية لقسد "إلهام أحمد" سابقا رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دعت فيها إلى "معارضة الغزو التركي المحتمل".

لكن موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نقل معلومات معاكسة تمامًا حيث زعم أن المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن "عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم" في سوريا.

وأضاف أن حملة أنقرة لسحب التشكيلات الكردية من الضفة الغربية لنهر الفرات ستبدأ في الأسابيع المقبلة.

من جانبها، ذكرت قناة "الميادين" اللبنانية المحسوبة على إيران، نقلاً عن ممثلين أكراد، أن قائد القوات الروسية في سوريا الفريق "ألكسندر تشيكا" التقى القائد الكردي "مظلوم عبدي" لبحث تهديدات تركيا حول شن عملية.

وأوضحت أن الجانبين بحثا انتشار الجيش السوري على طول الحدود لمنع العملية التركية المرتقبة.

كما نقلت قناة "الجزيرة" أن أنقرة لا تعارض عودة المؤسسات السياسية لدمشق؛ حرس الحدود وقوات الأمن في شمال سوريا، كبديل لقوات سوريا.

موقف دمشق

ونقلت إزفستيا عن رئيس اللجنة الدولية في البرلمان السوري "بطرس المرجان"، أن دمشق منفتحة على الدوام للتفاوض مع الانفصاليين الأكراد، لكنهم يحاولون فقط الاقتراب من دمشق عندما يكونون تحت الضغط ويحتاجون إلى الدعم.

وقال المرجان: "إذا كانوا يريدون مساعدتنا، فعليهم السماح للجيش العربي السوري بأداء واجبه والانتشار في جميع أنحاء الأراضي السورية في هذا المكان قبل العملية التركية".

وأشار كذلك إلى أنه في عام 2016، لم يسمح الأكراد للجيش السوري بدخول منطقة "عفرين" شمالي سوريا وهذا أدى إلى السيطرة عليها من قبل الجيش التركي".

كما أشار نائب آخر وهو "مهند الحاج"، إلى أن دمشق سعت إلى توفير بيئة تفاوضية ممتازة، لكن للأسف قسد بقيادتها السياسية غير متجانسة.

حيث إن جزءا من قسد يميل إلى التفاوض مع دمشق، والآخر لا يزال يعتمد على الولايات المتحدة.

وأضاف النائب: أميركا هي التي تمنع قسد من إجراء حوار مع الجهات الرسمية في سوريا؛ حيث إن قسد تطالب دمشق بأن تعد التنظيم كيانا سياسيا لكن سوريا ترفض ذلك.

وادعى أن "سوريا تدير أعمالها حسب الدستور، وبالتالي لا يمكن جعل قسد كيانا سياسيا بل نعدها منظمة إرهابية مرتبطة بالولايات المتحدة".

وأكد الحاج أن الدستور الحالي يرفض إمكانية فكرة الاتحادية التي يصر الأكراد عليها. وتابع قائلا: "نحن بحاجة إلى تسوية مع قسد لا تصعيدا، نحن بحاجة إلى إشراكهم في الدولة السورية".

في الوقت نفسه، لا ترفض دمشق فرصة استعادة العلاقات مع أنقرة. فبحسب النائب فإن هناك تصريحات للمسؤولين الأتراك حول الرغبة في استعادة العلاقات.

وقال: ونحن نعرف عن دور روسيا في هذه الوساطة وعن إمكانية عقد اجتماعات سياسية في موسكو أو في أي مكان آخر في بلد ثالث.

وادعى أن الحكومة التركية أرادت إرسال وفدها الوزاري إلى دمشق، لكن سوريا رفضت وطلبت أن يكون هذا الاجتماع في بلد آخر، وموسكو هي المرشحة في هذا الشأن.

ولكن يعتقد الخبراء أن محادثات السلام معقدة بسبب سيطرة الأتراك على أجزاء من الأراضي السورية، تختم الصحيفة الروسية.