قيادة نتنياهو للحكومة.. هل تخفض العلاقات مع الأردن إلى مستوى متدن؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف بنيامين نتنياهو نقل إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "رسالة طمأنة" بأنه لا ينوي تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، هنأ زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بفوزه في الانتخابات. بينما لم يصدر تصريح رسمي من السلطات الأردنية.

وقبلها بيوم، كلف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زعيم حزب "الليكود" (يمين) بنيامين نتنياهو (73 عاما) بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد فوز معسكره في انتخابات الأول من نوفمبر.

وتمنح القوانين رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة مهلة زمنية تستمر 28 يوما يمكن تمديدها لمدة 14 يوما إضافية بموافقة الرئيس الإسرائيلي.

تحذير ومخاوف

وأشار موقع "نيوز ون" العبري إلى أن العاهل الأردني يخشى عودة نتنياهو إلى السلطة ومشاركة "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" في الحكومة الجديدة.

وفي إسرائيل يقولون إن خوفهم مبالغ فيه وإن نتنياهو سيحافظ على علاقات سلمية مع الأردن. 

ونوّه الموقع العبري إلى أن نتنياهو أرسل رسالة طمأنة في أعقاب مخاوف أردنية بشأن تعيين الصهيونيين المتطرفين "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" في مناصب أمنية حساسة.

و"بن غفير" هو مستوطن قادم من معقل التطرف الاستيطاني في مستوطنة كريات أربع بالخليل وهو الواجهة السياسية لحركة "كاخ" الإرهابية.

 أما "سموتريتش" فهو مستوطن استولى على أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة وشيد عليها منزله في شرق القدس، ويُعد من أبرز المدافعين عن منفذي هجوم حرق عائلة دوابشة.

وتقول مصادر أردنية، إن الملك "عبد الله" بعث برسائل تحذير إلى رئيس الوزراء نتنياهو من أنه في حالة انتهاك الوضع الراهن في الحرم القدسي, فإن العلاقات بين الأردن وإسرائيل ستتضرّر "وقد يؤدي ذلك إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين".

لفت الموقع العبري إلى أن الصحافة الأردنية امتلأت أخيرا بمقالات تحذر من عودة نتنياهو إلى السلطة وعواقب ذلك على العلاقات الإسرائيلية الأردنية.

وأشار المحلل الأمني والسياسي "يوني بن مناحيم" إلى أن علاقات نتنياهو بالمملكة الهاشمية اتسمت بانعدام الثقة المتبادل.

فخلال ولاية نتنياهو الأخيرة كرئيس للوزراء قال الملك عبد الله إن العلاقات بين الجانبين "وصلت إلى مستوى متدن للغاية".

ووصلت الخلافات بين حكومة نتنياهو والعائلة الأردنية المالكة ذروتها في معارضة الأردن الشديدة لما يسمى "صفقة القرن" التي نصت على ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لإسرائيل.

وتساءل المحلل الإسرائيلي عن الذي يخشاه الملك عبد الله، مبينا أنه لم يخف نفوره من احتمال عودة نتنياهو إلى السلطة، وأعطى هذا التعبير العلني في عدة تصريحات. 

ويرى "ابن مناحيم" أنه سيتعين على الملك أن يتعامل مع نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي فاز فيها نتنياهو.

ويخشى الملك عبد الله أن يدفع نتنياهو إلى إنكار المكانة الخاصة التي يتمتع بها الأردن في الأماكن المقدسة بالقدس على النحو الذي تقتضيه اتفاقية السلام بين الجانبين لعام 1994 (وادي عربة) وإعطاء السعودية "موطئ قدم" على الحرم مقابل تطبيع العلاقات معها. 

كما أنه قلق من احتمال أن ينتهك وزير الأمن الداخلي المقترح "إيتمار بن غفير" الوضع الراهن على الحرم القدسي، ويبني كنيسا هناك ويسمح بالصلاة لليهود.

"صفقة القرن"

ولفت ابن مناحيم إلى أن العاهل الأردني يخشى أن يتخذ نتنياهو خطوات أحادية الجانب لضم أراض في الضفة الغربية إلى إسرائيل خاصة أراضي غور الأردن، الأمر الذي سيؤدي إلى هجرة الفلسطينيين من الضفة الغربية الى عمان.

أما بالنسبة لخسارة خيار حل الدولتين، فيخشى الملك عبد الله ملك الأردن من أن نتنياهو الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يسعى إلى إدامة حكم إسرائيل وضم الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع.

كما أنه يخشى احتمال أن يعيد نتنياهو إحياء فكرة أن "الأردن هو فلسطين"، بمعنى تهجير الفلسطينيين إليه.

ويخشى الملك أن يستخدم نتنياهو المياه التي تزودها إسرائيل إلى الأردن لمحاولة الحصول على تنازلات سياسية من المملكة.

وتطرّق ابن مناحيم الى إحياء فكرة "صفقة القرن" التي بلورها الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" إذا أعيد انتخابه لمنصب رئيس الولايات المتحدة عام 2024.

ويرى ابن مناحيم أن الملك عبد الله يعتمد على مظلة دولية تحميه وتشمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وروسيا والصين ومصر ودول الخليج.

وكان هناك استقرار بين الأردن وإسرائيل خلال فترة حكومتي نفتالي بينيت ويائير لابيد السابقتين.

لكن التوترات في الحرم القدسي استمرت، والآن يخشى الأردن من أن الحكومة اليمينية ستزيد من زيارة اليهود إليه مما سيدفع نحو توتر الأوضاع.

وبحسب مسؤولين أردنيين، فإن المملكة الهاشمية تستعد لمواجهة في العلاقات مع حكومة نتنياهو، "فالأجواء السائدة في البيت الملكي متشائمة ومن المحتمل أن تعود العلاقات مع إسرائيل مرة أخرى إلى تدن غير مسبوق".

مع ذلك، فإن للجانبين مصالح أمنية مشتركة لا يستطيعان تجاهلها، فقد حدثت عدة أزمات في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، لكن في النهاية يرغب الطرفان في الحفاظ على اتفاقية السلام.

ويقدّر المسؤولون السياسيون في إسرائيل أنه على الرغم من الصعود والهبوط في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، فإن خوف الأردن من وجود "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" في حكومة نتنياهو مبالغ فيه وأن رئيس الوزراء المكلف نتنياهو سيعرف كيف يكبح جماحهما إذا اقتضت الضرورة.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى القول إن نتنياهو غير معني بتدهور العلاقات مع الأردن أو تغيير الوضع الراهن على الحرم القدسي.