صحيفة روسية تكشف عن أسباب سفر لافروف إلى الأردن بعد القمة العربية

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى العاصمة الأردنية في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عقب إسدال الستار على قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في الجزائر.

وعدت صحيفة "إزفستنا" زيارة لافروف إلى عمان خطوة إيجابية، في ظل تمتع الأردن بثقل إستراتيجي في ملفات إقليمية حساسة مثل فلسطين وسوريا والعراق، كما أنه لم يفرض عقوبات على روسيا رغم تبعيته الكاملة لأميركا.

جولة مهمة

وذكرت الصحيفة الروسية أن جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي بدأها في الشرق الأوسط فور انتهاء قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في الجزائر العاصمة، شملت كلا من الأردن والإمارات.

وأضافت أن الأردن يملك جغرافيا صعبة، إذ ما يقرب من 90 بالمئة من الأراضي صحراوية وشبه صحراوية، ولديه موارد محدودة.

لذا يعتمد اقتصاده بشكل كبير على المساعدات الدولية، على عكس الدول المجاورة له.

وبحسب البنك الدولي فإن الناتج المحلي الإجمالي للأردن بلغ 45.24 مليار دولار في عام 2021، وبالمقارنة يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية 833.5 مليار دولار.

وأوضحت أن الأردن مألوف للروس، فهو وجهة موصى بها للسياحة، لا سيما في الخريف بسبب درجات الحرارة المريحة، ولا يحتاج الروس إلى تأشيرة للسفر، حيث يتم إصدارها عند الوصول وتكلفتها حوالي 60 دولارا. 

ومع ذلك، لا توجد حاليا رحلات جوية مباشرة بين البلدين، حيث تم التخطيط لرحلات الخطوط الجوية الملكية الأردنية من موسكو بدءا من 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

لكن في نهاية أغسطس/ آب 2022، تم إلغاء الرحلات الجوية حتى مارس/ آذار 2023. 

وعقد لافروف في 3 نوفمبر محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي"، وكانا قد أجريا مباحثات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، وانخرطا في حوار مفتوح وثقة. 

وقدم وزيرا الخارجية في بادئ الأمر تقييما للوضع وآفاق تطور الوضع في سوريا.

وركز لافروف على مهمة تعزيز تسوية سياسية شاملة بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وتقديم المساعدة الإنسانية إلى دمشق.

وأضاف أن الأردن يؤيد عودة الجمهورية السورية إلى مكانها الصحيح في المحافل الدولية.

فيما أشار الصفدي إلى أن الأردن قلق بشكل خاص من الأوضاع على الحدود مع سوريا، وخطر تهريب المخدرات من قبل المسلحين.

وشدد بالقول: "وجود القوات المسلحة الروسية في جنوب سوريا يضيف الأمن ويقلل المخاطر على بلدنا". 

آفاق التطور

ونقلت الصحيفة عن الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بأكاديمية العلوم الروسية "بوريس دولجوف"، قوله إن ذلك علامة على أن العلاقات بين روسيا والأردن تحمل آفاق التطور الإيجابي.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن دول الخليج العربي بدأت في تغيير موقفها من الصراع السوري وقيادة البلاد.

وكانت هناك بالفعل تصريحات مفادها بأن الوقت قد حان لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وحتى الأردن الذي يتبع سياسة الولايات المتحدة على الدوام، أعرب الآن عن استعداده لتجديد العلاقات مع دمشق.

وبذلك يمكن الحديث عن تحول معين في موقف دول المنطقة إزاء التقارب مع روسيا.

وأشار الخبير دولجوف إلى أن هذا التحول في العالم العربي سيسهم إلى حد كبير في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية ووضع الاتحاد الروسي على الساحة العالمية. 

ولفت لافروف خلال مباحثاته مع الصفدي الانتباه إلى الحاجة لتعزيز الجهود الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مشيرا إلى أهمية مفاوضات صيغة أستانا التي تشارك الأردن في الإشراف عليها.

وناقش مع الصفدي أيضا التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرين إلى أنه لا بديل عن حل الدولتين على أساس قانوني دولي، حيث يجب أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الصفدي إن أعمال العنف التي يقوم بها الإسرائيليون والتي تقوض عملية السلام يجب أن تتوقف. 

وتطرق الدبلوماسيان إلى ما يجري في العراق أيضا بعد تشكيل الحكومة الجديدة من قبل مجلس النواب.

حيث تتوقع روسيا أن يبذل مجلس الوزراء الجديد برئاسة محمد السوداني جهودا لتطبيع الأوضاع في البلاد، وضمان الأمن والحفاظ على القانون والنظام.

تقارب إيجابي

كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول آفاق التعاون التجاري بين البلدين، لا سيما في مجالات الاقتصاد والزراعة والسياحة.

وحجم التبادل التجاري بين روسيا والأردن زاد في عام 2021 بنسبة 5 بالمئة مقارنة بعام 2020، من 300.8 مليون دولار إلى 315.8 مليون دولار.

كما لم تنضم عمان إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن الباحث المختص في دراسات الشرق الأوسط أندري تشوبريجين قوله، إنه على الرغم من الصورة المتواضعة للأردن إلا أنه في الواقع له أهمية بالغة في المنطقة.

وأضاف: يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الأردن دولة مؤيدة تماما للولايات المتحدة، لكنه في نفس الوقت لا يغلق الأبواب أمام روسيا.

ومن ناحية أخرى، لا تهتم الهياكل الاقتصادية والشركات الروسية بشدة بالأردن كما هو الحال في الإمارات وغيرها.

ومع ذلك تظل المملكة مهمة للغاية بالنسبة لموسكو من حيث مناقشة التحديات الإقليمية.

وحول الاجتماع بين وزيري خارجية البلدين، قال تشوبريجين إنه يعد خطوة إيجابية لتطوير الحوار بين موسكو وعمان.