بعد "خسارته".. ضابط سوفيتي: بوتين مهووس بدخول التاريخ عبر قنبلة نووية

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة لافانغوارديا الإسبانية الضوء على مجريات الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، والمخططات المحتملة للرئيس فلاديمير بوتين.  

في لقاء مع سيرجي جيرنوف، الضابط السابق في كي جي بي (جهاز الاستخبارات السوفيتي)، قالت الصحيفة إن الأخير التقى بوتين للمرة الأولى عام 1980 خلال دورة الألعاب الأولمبية في موسكو.

خلال تلك المناسبة، استجوبه الرئيس الحالي لمدة ساعتين في مقر كي جي بي، بمبنى لوبيانكا الشهير، وفق الصحيفة.

احتمالات الاستخدام

فالشاب، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاما ويعمل متطوعا في الحدث الرياضي، أثار شكوك بوتين بسبب محادثته الطويلة مع رجل فرنسي. 

بعد سنوات، التقيا مرة أخرى ثلاث مرات: عندما كانا طالبين في معهد أندروبوف، مدرسة كي جي بي، ثم في حفل استقبال في دريسدن، في ألمانيا الشيوعية، وفي سانت بطرسبرغ.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيرنوف، وهو طالب لامع ومتعدد اللغات، أصبح قائدا للكي جي بي. في المقابل، رفض بوتين في هذا المنصب لأنه "لا يستطيع قياس نتائج قراراته بشكل ملائم". 

يحب جيرنوف تذكر هذه القصة، كما أنه حقق الإنجاز المتمثل في قبوله في المدرسة الوطنية للإدارة، حاضنة كبار المسؤولين الفرنسيين، بما في ذلك الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. 

أما الآن، فهو لاجئ في فرنسا منذ عام 2001، يعمل مستشارا وصحفيا وكاتبا. نشر العديد من الكتب، بما في ذلك كتاب "الدوامة" عن الحرب في أوكرانيا.

وكشف العميل السابق في كي جي بي أنه "تحدثت بالفعل في 24 فبراير في برنامج تلفزيوني عن احتمال أن يستخدم بوتين قنبلة نووية تكتيكية". وحتى بعد أن تسبب في ضجة، ما زال يعتقد نفس الشيء في الوقت الراهن.

وفسر الخبير ذلك بالقول: "في البداية، استحضر بوتين الأسلحة النووية حتى لا يمنعه الغرب من شن حرب، كان فقط يريد تخويف منافسيه".

وأردف: "كانت هناك مخاطرة صغيرة في تلك المرحلة. أما الآن، فقد خسر بوتين الحرب. لقد فهم الجميع أنه لا يمكنه الفوز بها".

إذ إنه لا يملك جيشا ويمكن للأوكرانيين الفوز، وكلما اقتربوا من هذا النصر، اقتربنا من الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية، وفق تقديره.

وفي سؤال الصحيفة عن الغرض من استخدام بوتين للأسلحة النووية، أورد جيرنوف أن "روسيا ستستخدم هذا السلاح بنفس الطريقة التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد اليابان عام 1945؛ أي بهدف إيقاف الحرب. 

في الواقع، هي تريد خلق مثل هذه الصدمة التي ستقرر من خلالها أوكرانيا إيقاف الحرب، كما قال. 

وبالحديث عن الضخامة المتوقعة لهذه القنبلة، أشار الخبير إلى أنه "في المجال النووي، لا يهم الحجم، إنما يهم الفعل في حد ذاته".

ففي 30 سبتمبر/أيلول 2022، عندما ألقى بوتين خطابه للترحيب بالمناطق الأربعة التي جرى ضمها (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا)، أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت سباقة في هذه المسألة.

لذا بوتين يريد القول إنه لا يمكنهم إلقاء اللوم عليه لاستخدام هذه القنبلة لأن الولايات المتحدة فعلت ذلك سابقا، بحسب جيرنوف. 

وحول رد الفعل الغربي أمام هذا الوضع، يضع الخبير احتمالين في الحسبان: "أولهما ألا يفعل الغرب شيئا، مثلما قال ماكرون".

والثاني، وفقا لما قال الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه، فإنه إذا استخدم بوتين السلاح الذري، فستكون هناك عواقب وخيمة على روسيا. 

هوس النفوذ

ويواصل الخبير قائلا: "لقد أكد البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) بالفعل أنه قد يكون هناك رد تقليدي، ربما باستخدام القواعد الأميركية في أوروبا، لتدمير جميع القوات الروسية في أوكرانيا وعلى حدودها، بما في ذلك أسطول البحر الأسود الروسي".

لكن هل سيتوقف بوتين؟ في الحقيقة، لم يعد الرئيس الروسي، منذ بضع سنوات حتى الآن، مهتما بالمال، فهو يملك ما يكفي.

 الشيء الوحيد المتبقي له هو النفوذ. من ناحية أخرى، أصبح متقدما في السن، ويتمثل هوسه الوحيد في إرثه التاريخي، بحسب تقديره. 

ويفسر بالقول: "أعتقد أنه مهووس بشيء واحد، ألا وهو أن يصبح الشخصية الثانية التي تستخدم القنبلة النووية".

وأردف: "تحدثت كل كتب التاريخ عن هيروشيما وناجازاكي. إنه يريد أن يسجل التاريخ اسمه بصفته الرجل الروسي القوي الذي استخدم السلاح النووي في الحرب، أعتقد أن هذا هو ما يحفزه".

وتابع: "ليس من المنطقي القول إنه مجنون، لكنه أصبح مهووسا، ومريضا نفسيا. لقد بنى عالما لا علاقة له بالواقع، لكنه يؤمن بشدة بما يفعله".

وفيما يتعلق بخيار التفاوض، أوضح العميل السابق في كي جي بي أن "بوتين لا يتفاوض. لقد احتل خمس مناطق، ويريد فرض نوع من الاستقرار في المنطقة والاحتفاظ بها لنفسه. هذا ليس تفاوضا".

في الواقع، يتمثل هدفه في مواصلة الاستعداد للحرب، وفي غضون عامين، البدء من جديد والاستيلاء على نصف أوكرانيا، ثم البلد كله.

بالنسبة إلى كييف، فإن التفاوض غير مقبول الآن. ويتابع: "من وجهة نظري يتمثل الحل الوحيد في فصل روسيا عن بوتين".

وتطرق هنا إلى قول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفعل: "يمكنك التفاوض مع روسيا ولكن ليس مع بوتين. سيكون هذا أيضا مخرجا من الحرب". 

وأورد الخبير أن هذا المقترح لا يعد الحل الوحيد فقط، بل الأفضل، مضيفا: "لقد أدرك كل من حول بوتين أنه ليس هناك مخرج، وأن الرئيس الروسي عنيد".

وذكر أنه "إذا لم يستسلم، فسيخسر هذه الحرب التقليدية. بعد ذلك سيستخدم السلاح النووي. وبعد رد الأميركيين، قد تندلع حرب نووية عالمية".

وفي حال انتصار أوكرانيا وسقوط بوتين، واحتمال غرق روسيا المنهارة في الفوضى، يرى العميل السابق للكي جي بي أن "ليس هناك شك، حتى لو استخدم بوتين السلاح النووي فسيكون هناك رد وسيخسر. وفي كلتا الحالتين، ستنهار روسيا".

 في غضون خمس سنوات، لن تكون روسيا اليوم موجودة. وسيكون هناك انفجار داخلي، ربما، سيكون هذا ما سيجعل الناس من حول بوتين يقررون تصفيته، بحسب تقديره. 

وتجدر الإشارة إلى أن جيرنوف كتب في السابق أن بوتين يعد أكثر شخص محمي في العالم، كما نقلت الصحيفة الإسبانية. 

وعلق العميل السابق قائلا: "إن قرار تصفية بوتين يقف عند الشخص الذي يقود حراسته. هناك جنرالان يرأسان، على التوالي، الحرس الرئاسي وخدمة الحماية لجميع السلطات السياسية الروسية".

وتابع: "هناك دائما مسلحون حول بوتين، يمكنهم منع هذه الخطوة متى أرادوا، مثلما حدث أثناء الانقلاب على (الزعيم السوفيتي ميخائيل) غورباتشوف في أغسطس/آب 1991".  

وحول أي من السيناريوهات الأكثر احتمالا: بين التصفية المسبقة لبوتين أم سيناريو استخدام السلاح النووي؛ أشار جيرنوف أن كلا الاحتمالين ممكن، وبقدر متساو. 

ولكن إذا استخدم بوتين القنبلة النووية، فسيتم القضاء عليه بنسبة 100 بالمئة، بحسب تقديره.

وبين أنه: "ربما كان الناس ينتظرون استخدام القنبلة للإقدام على هذه الخطوة، وربما هم من سيدفعونه لاتخاذ هذا القرار".