تبذل جهودا حثيثة.. هل تتمكن دبلوماسية تركيا من إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

نجاح تركيا في حل أزمة تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية وتبادل أسرى الحرب بين موسكو وكييف، شجعها على بذل جهود حثيثة لمحاولة إنهاء حرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير/شباط 2022 عبر المفاوضات والحل الدبلوماسي.

وتطرقت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية في مقال للكاتب "ألكسندر أختيركو" إلى إجراء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مكالمة هاتفية لوقف إطلاق النار.

وأقنع أردوغان زيلينسكي بأن يجلس على طاولة المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغم من تصريحه في وقت سابق أنه لن يتفاوض معه.

الحل الدبلوماسي

وتحدث أردوغان مع زيلينسكي في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وعرض حل الصراع من خلال المفاوضات قائلا "يجب الحفاظ على الحل الدبلوماسي". 

وأشار إلى أن أنقرة مستعدة لتقديم أي مساهمة ينتج عنها إنهاء الحرب من خلال المفاوضات. وأعلن مكتب الرئيس التركي أن الزعيمين ناقشا الوضع الحالي في أوكرانيا.

أشار الرئيس التركي في 13 أكتوبر في أستانا (عاصمة كازاخستان) إلى أن هدف أنقرة هو تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

ثم أكد على حقيقة أن تركيا توصلت إلى اتفاقيات بشأن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية وتبادل أسرى الحرب بين موسكو وكييف.

وقال أردوغان: "هدفنا هو الحفاظ على الزخم الذي تحقق رغم الصعوبات على الأرض وبأسرع وقت ممكن بعد التوصل إلى هدنة ووقف إراقة الدماء".

وجرى التوقيع على "صفقة الحبوب" بمدينة إسطنبول في 22 يوليو/تموز بمشاركة روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

وستنتهي تلك الصفقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لكن هناك حديث مستمر عن إمكانية تجديدها.

وفي 21 أكتوبر، قال أردوغان فيما يتعلق باتفاق إسطنبول المعني بشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، إنه لا يوجد مانع أمام تمديده، مضيفا: "حتى وإن كان هناك أي انسداد، فلا مانع من تجاوزه".

وبين أنه لمس خلال اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أنه أصبح أكثر انفتاحا على المفاوضات مع زيلينسكي مما كان عليه في الماضي.

وأشار أردوغان إلى مواصلة تركيا مساعيها للتقريب بين الزعيمين الروسي والأوكراني خلال الفترة القادمة.

وقال  "أوزاي شندير" الكاتب في صحيفة ملييت التركية في وقت سابق إن أنقرة سلمت إلى واشنطن اقتراحا لتنظيم حوار بين الدول الغربية وروسيا.

إمكانية التفاوض 

وأشار الكاتب إلى وضع زيلينسكي في 4 أكتوبر، قرار مجلس الأمن القومي والدفاع في حيز التنفيذ. وهذا القرار كان يتعلق باستحالة إجراء مفاوضات مع بوتين.

وحتى قبل إجراء استفتاءات الانفصال عن أوكرانيا في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية ومدينتي "زاباروجيا" و"خيرسون"، بين الرئيس الأوكراني أنه لن يكون هناك شيء نتحدث عنه مع روسيا.

وأشار بوتين بدوره إلى أن موسكو مستعدة للمفاوضات لكنها لن تناقش اختيار سكان منطقة جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية ومدينتي "زاباروجيا" و"خيرسون".

وعقدت آخر جولة من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول التركية في نهاية مارس/آذار لإبرام معاهدة سلام. وطالبت موسكو كييف بضمانات أمنية واضحة.

وبحسب السلطات الأوكرانية، كان لا بد من التصديق على الوثيقة من قبل الدول الضامنة والتي يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وبولندا وتركيا والصين وفرنسا وإسرائيل وغيرها.

وفي المقابل، تتعهد كييف بعدم الانحياز إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" والبعد عن السلاح النووي، وفق الكاتب.

وكان من المفترض بعد ذلك حل الأسئلة المتعلقة بالانتماء الإقليمي لجمهوريات منطقة دونباس الأوكرانية، وكذلك حول مستقبل شبه جزيرة القرم في المستقبل، وبالطبع حل الصراع بالوسائل السياسية والدبلوماسية في المقام الأول.

في ظل هذه المفاوضات، كتب سفير الولايات المتحدة السابق لدى الاتحاد السوفيتي "جاك ماتلوك" بصحيفة "ذا ريسبونسبول ستيتكرافت" أنه: "حتى مع دعم الناتو، لا يمكن لأوكرانيا إنشاء دولة مستقرة وعاملة داخل جميع الحدود التي جرى تأسيسها عام 1991".

وبرأيه، كلما طال هذا الصراع كلما كان من الصعب تجنب التدمير الكامل للأراضي الأوكرانية.

ويشير "ماتلوك" أيضا إلى أنه في الوضع الحالي شددت السلطات الأوكرانية على أنها قد لا تكون في أفضل حالة لفهم مصالحها الأمنية النهائية.

وبين أن "الطريقة العملية الوحيدة لوقف القتال الحقيقي هي توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن من الصعب على كييف الموافقة على مثل هذه الخطوة".

ورأى أن روسيا قادرة على إلحاق المزيد من الضرر بأوكرانيا أكثر مما يمكن أن تفعله الأخيرة لموسكو دون المخاطرة بحرب أوسع.

ويعتقد رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق "سيلفيو برلسكوني" بدوره أن الرئيس "زيلينسكي" يمكن أن يوقف الأعمال العدائية في أوكرانيا.

وصرح قائلا: "الحرب التي تشن في أوكرانيا هي مذبحة للجنود والمواطنين الأوكرانيين. إذا قال لن أهاجم بعد الآن، فسينتهي كل شيء". 

وبحسب أحدث بيانات الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب الروسية، بلغت الخسائر بين السكان المدنيين في أوكرانيا: 6306 قتلى بينهم 397 طفلا و9602 جريحا بينهم 723 طفلا.

حسب معلومات مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بدءا من 16 أكتوبر، غادر 16.9 مليون أوكراني منازلهم، وأجبر 10.5 ملايين منهم على مغادرة البلاد. 

وفي وقت لاحق، عاد 6.2 ملايين شخص، والآن هناك 4.3 ملايين لاجئ أوكراني في أوروبا.