قبيل القمة العربية.. جون أفريك: الجزائر تفتقر خبرة تنظيم أحداث دولية كبيرة

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تنطلق النسخة الحادية والثلاثين من قمة جامعة الدول العربية في الجزائر في الأول والثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وسط اضطرابات عديدة تخيم على الساحة الإقليمية والدولية. 

وقبل أيام من انطلاقها، سلطت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، الضوء على آخر الكواليس التنظيمية بشأن القمة المرتقبة، مع تواصل الترقب بخصوص موقف الدول العربية من المشاركة ودرجة التمثيل.

كواليس التنظيم

وأوضحت المجلة الفرنسية أنه قبل أسبوعين من انعقاد قمة جامعة الدول العربية في الجزائر العاصمة، تجرى الاستعدادات على قدم وساق حتى لا يُترك أي شيء للصدفة.  

ورغم عدم الإعلان رسميا عن وجود العاهل المغربي محمد السادس، إلا أن حضوره ما زال محل اهتمام في الجزائر، وهو ما أكدته مصادر خليجية في الجزائر لجون أفريك.

رجال الأعمال والسياح الأثرياء الذين يرغبون في الإقامة في فندق فخم في الجزائر العاصمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 وأوائل نوفمبر سيتعين عليهم مراجعة خططهم.  

وخلال الأيام القليلة الأخيرة، حجزت السلطات جميع المنشآت الفندقية الفاخرة في العاصمة استعدادا للقمة العربية. 

جميع الفنادق الكبرى مثل شيراتون، والأوراسي (سان جورج سابقا)، وسوفيتيل، وماريوت الذي تم بناؤه بالقرب من المطار الدولي الجديد، جاهزة للترحيب برؤساء الدول والملوك، بالإضافة إلى الوفود الكثيرة التي ستكون حاضرة معهم. 

كما سيتم توفير القصر الرئاسي في زرالدة، على الساحل الغربي للجزائر العاصمة، وفيلاته الأربع، فضلا عن المساكن الأخرى لضيوف الجزائر. 

وإذا كانت القمة الأخيرة لجامعة الدول العربية التي استضافتها الجزائر في مارس/ آذار 2005، قد عقدت في قصر الأمم، في نادي الصنوبر.

فإن قمة نوفمبر ستنعقد في المركز الدولي للمؤتمرات (CIC) الذي يحمل اسم السياسي السابق "عبد اللطيف رحال"، ويقع هذا المنتجع الساحلي على بعد 25 كلم من الجزائر العاصمة.  

هذا المجمع الضخم، الذي سمي على اسم مستشار دبلوماسي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، شيدته شركة صينية بمبلغ إجمالي قدره 688 مليون دولار.

واتخذ فريق عمل مؤلف بشكل خاص من المديرين التنفيذيين من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وأجهزة الأمن والاستخبارات، هذه الجوهرة المعمارية، التي تضم قاعة اجتماعات تتسع لـ705 مقاعد لاحتضان فعاليات القمة.

وأكد أحد أعضاء هذا الفريق للصحيفة الفرنسية دون ذكر اسمه، أن "كل الفرق التي تعمل على عقد هذه القمة ونجاحها قامت بعمل ممتاز".   

وأشار إلى تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أشاد في وقت سابق بالشروط التنظيمية والوسائل الموضوعة للقمة الحادية والثلاثين.

تحدٍ كبير

ورأت جون أفريك أنه رغم ذلك، فإن التحدي أكبر، لأن هذه الفرق تفتقر إلى التجربة والخبرة في تنظيم الأحداث الدولية الكبرى.  

والسبب هو تقاعد دبلوماسيين سابقين وكبار التنفيذيين في الرئاسة والوزارات الأخرى، وكذلك أعضاء البروتوكول والأجهزة الأمنية الذين ترأسوا الأحداث الدولية الكبرى التي نظمت في الجزائر على مدى العقدين الماضيين.

أو تم فصلهم أو تنحيتهم بكل سلاسة بعد سقوط نظام بوتفليقة في أبريل/ نيسان 2019. 

حتى إن الرئيس عبد المجيد تبون وفي اليوم التالي لوصوله إلى المرادية (قصر الرئاسة)، في مرتفعات الجزائر العاصمة، في ديسمبر/ كانون الأول 2019، أكد أن هذا القصر عبارة عن جوهرة دون جَوهرٍ. 

وقبل أقل من عشرة أيام من بدء القمة، أكد عديد من رؤساء الدول والملوك بالفعل مشاركتهم.  

في المقابل هناك غموض كبير يحيط بوصول العاهل المغربي محمد السادس الذي وجه إليه وزير العدل الجزائري دعوة رسمية في الرباط بتاريخ 27 سبتمبر/ أيلول 2022.  

وعن تفاصيل تسليم تلك الدعوة، أقلعت طائرة وزير العدل "عبد الرشيد طبي"، من مطار بوفاريك العسكري، حيث حطت في الرباط. 

وعلى الفور بعد مقابلة قصيرة مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وتسليمه الدعوة الرسمية من قبل الرئاسة الجزائرية، غادر الوزير الجزائري. 

وأكد مصدر مغربي في هذا السياق لجون أفريك أن "الوزير الجزائري لم يذهب أساسا إلى الفندق حيث تم حجز جناح له، حتى إنه لم يمكث لتناول كوب من الماء أو القهوة". 

وكانت قد أعلنت جون أفريك في 12 سبتمبر 2022، أن ملك المغرب سيحضر القمة العربية في الجزائر "شخصيا".

وهو ما عادت لتؤكده في 18 أكتوبر 2022 وفقا لأحدث المعلومات التي حصلت عليها من مصادر جزائرية.  

وأشارت إلى أن إنه وفقا لـ"مصادر خليجية، فإن الملك محمد السادس سيحضر القمة العربية رفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن.  

يشار هنا إلى آخر زيارة قام بها محمد السادس إلى الجزائر تعود إلى مارس/ آذار 2005، في إطار قمة جامعة الدول العربية. 

لكن في السياق الحالي للتوترات بين البلدين، خاصة بعد القطيعة الدبلوماسية منذ أغسطس/ آب 2021، من الواضح أن وجود الملك سيكون حدثا كبيرا.

الاستعدادات اكتملت

من جانبه، أكد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة في 17 أكتوبر، أن "كل الاستعدادات اكتملت"، وعبر عن رغبة الرئيس تبون، إرسال رسائل شخصية لكل زعيم، لأنه يريد أن يكون هذا الاجتماع موحدا. 

وأشار إلى أن حضور الجميع ضروري لاتخاذ القرارات اللازمة لإعادة إطلاق التعاون بين الدول العربية.

وقامت فرق "الاستعلامات" من كل دولة مشاركة في الجزائر العاصمة في بداية أكتوبر، بعدد من الزيارات في المركز الدولي للمؤتمرات CIC، وكذلك في الفنادق وأماكن الإقامة المقدمة للوفود.   

ومن المتوقع أن تقوم مجموعات أخرى قريبًا بدراسة اختيار أماكن الإقامة والإجابة على أسئلة لوجستية مختلفة.

تُزود الدولة الجزائرية رؤساء الدول والملوك بمركبات مصفحة لضمان سفرهم، فضلا عن خدمات الحماية الشخصية.  

وقال دبلوماسي سابق لجون أفريك: "غالبا ما يأتي القادة العرب بطاقمهم: حراس شخصيون، أطباء، معالجون فيزيائيون، أو حتى طهاة".  

وأضاف: "جميع التكاليف المتعلقة بإقامة القادة وجزء من وفدهم تتحملها الجزائر، ويتم تغطية باقي تكاليف الموظفين المصاحبة من قبل الدولة المشاركة". 

ومن حيث الوجود الإعلامي، تتوقع السلطات الجزائرية مشاركة كبيرة.   

ونقلت جون أفريك عن مصادر بالجزائر العاصمة، أنه من المتوقع أن يغطّي نحو 500 صحفي أجنبي هذه القمة التي ستكون أهم حدث سياسي دولي منذ تولي الرئيس تبون منصبه.  

من ناحية أخرى، يجب أن يكون يوما القمة كابوسا حقيقيا لسائقي السيارات في العاصمة، التي تعاني بالفعل من الاختناقات المرورية الوخيمة صباحا ومساء.