حرب أوكرانيا.. ما أهمية أصوات إفريقيا بالنسبة لروسيا في الأمم المتحدة؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة فرنسية عن "الدور الكبير الذي لعبته الأصوات الإفريقية" في الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقرار الأممي الذي يدين روسيا بسبب ضمها أربع مناطق أوكرانية، لسيادتها.

تقول لوبوان، إن الدول الإفريقية كانت في مركز الاهتمام خلال التصويت على القرار الذي يدين روسيا في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022 في نيويورك.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاجتماع الطارئ، بأغلبية 143 صوتا مقابل 5 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت، قرارا يدين روسيا بعد ضم أربع مناطق أوكرانية.

هذا التصويت، بحسب الصحيفة يمثل حقيقة مهمة: لقد غيرت عدة دول إفريقية مواقفها، على وجه الخصوص، تجاه موسكو.

وفي 30 سبتمبر/أيلول 2022، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وثيقة "ضم" مقاطعات أوكرانية إلى روسيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.

جاء ذلك خلال مراسم في قصر الكرملين، بالعاصمة موسكو، حضرها سياسيون تدعمهم موسكو من المقاطعات الأربعة - دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا.

وقال بوتين في كلمة خلال مراسم الضم بالكرملين، إن "المواطنين في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا اختاروا الانضمام إلى روسيا وهذا حقهم"، وفق زعمه.

وأكد أن موسكو جاهزة للعودة إلى المفاوضات مع كييف، لكنها لن تلغي نتائج "الاستفتاءات" في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا.

التصويت الإفريقي

وبوجود 54 دولة، تعد القارة الإفريقية في وضع أفضل للتأثير على نتائج تصويت الأمم المتحدة بشأن أزمة أوكرانيا. وصوتت هذه المرة 26 دولة إفريقية لصالح هذا القرار.  

وكانت مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجمهورية الكونغو وجنوب إفريقيا والسودان وأوغندا وزيمبابوي من بين الدول الإفريقية التي امتنعت عن التصويت.  

أما إريتريا، وهي إحدى الدول الأكثر انغلاقا في العالم، والتي كانت قد رفضت في مارس/آذار 2022 قرارا يدين غزو أوكرانيا، فامتنعت عن التصويت هذه المرة.   

علق وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عن امتناع العديد من الدول الإفريقية عن التصويت قائلا: "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح".  

كما شدد رئيس الدبلوماسية الأوكرانية على امتناع جمهورية إفريقيا الوسطى عن التصويت، وهي "دولة تعتمد عسكريا على روسيا"، وينتشر فيها مرتزقة من شركة فاغنر الروسية شبه العسكرية منذ عدة سنوات.   

وقال إن "أكبر استثمار روسي في إفريقيا هو إرسال مرتزقة فاغنر". 

وردا على سؤال حول التعليقات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الكيني "وليام روتو"، الذي قال إنه منفتح على شراء النفط الروسي، قال كوليبا إن "كينيا صوتت لصالح القرار".

قبل أن يضيف أن للبلاد "الحق السيادي في فعل أي شيء، إنها حرة في فعل ما تريد". 

يجب القول إنه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط انقسمت الدول الإفريقية، وفق لوبوان.  

وجرى فحص تصويت السنغال، لصالح القرار، بشكل خاص، إذ تتولى البلاد حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. وحتى وقت قريب، لجأ الرئيس "ماكي سال" إلى دبلوماسية عدم الانحياز في بلاده.  

ودافع عن نفسه في مقابلة مع وسائل الإعلام الفرنسية فرانس 24 و"إذاعة فرنسا الدولية"، بعد اتهامه أنه "شريك" في الاعتداء الروسي. لكنه قال حينذاك "إنه يدين الغزو ويعترف بوجود معتد". 

ومن ناحية جنوب إفريقيا، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي استقبل نظيره "سيريل رامافوزا" في واشنطن في سبتمبر/أيلول 2021، امتنعت الدولة عن التصويت في الأمم المتحدة على ضم الأراضي الأوكرانية لروسيا. 

وقالت سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة، "ماتو جوييني"، "إن جنوب إفريقيا تعد وحدة أراضي أوكرانيا مقدسة وترفض أي إجراء دولي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة الموحد".  

لكنها أضافت "إن جنوب إفريقيا امتنعت عن التصويت على نص القرار، وأن بعض عناصره لم تساهم في حل سلمي للنزاع بين روسيا وأوكرانيا".

جولة للإقناع

حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا خلال أكتوبر/تشرين الأول من أن "الحياد لن يؤدي إلا إلى تشجيع روسيا على مواصلة عدوانها وأنشطتها الخبيثة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إفريقيا."  

وأضاف: "يجب على موسكو أن تسمع رسالتكم بأن هذه الحرب غير مقبولة ويجب أن تنتهي".

كانت هذه رسالة كوليبا خلال الجولة التي أجراها خلال أكتوبر في القارة الإفريقية، حيث زار، من بين دول أخرى، السنغال وكوت ديفوار وغانا وكينيا.  

وكان دميترو كوليبا قد قطع إقامته في إفريقيا بعد ضربات روسية مكثفة على أوكرانيا.   

"نحن في نفس القارب"، كما قال خلال مؤتمر صحفي افتراضي نظمته وسائل الإعلام الإفريقية، مشيرا بشكل خاص إلى تأثير الحرب على "الأمن الغذائي العالمي".  

وأضاف أنه "جرى تسليم 830 ألف طن من الحبوب إلى الدول الإفريقية" منذ يوليو/تموز.  

وأوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم، والتي ارتفعت أسعارها بعد اندلاع الحرب.

 وساعد فتح ممر للتصدير في البحر الأسود، برعاية تركيا والأمم المتحدة على وجه الخصوص، على وقف هذه الزيادة، وفق لوبوان.   

وعن ذلك أكد دميترو كوليبا: "كنت سعيدا بشكل خاص لرؤية الدول الأربع التي زرتها في إفريقيا أيدت هذا القرار".

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا "إن أوكرانيا تعمل على تنظيم زيارة لرئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال إلى كييف للمساعدة في زيادة الضغط على روسيا"، وفق صحيفة "لو كوتيديان" السنغالية. 

 يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد استقبل رئيس الدولة السنغالية في 3 يونيو/حزيران في روسيا.  

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منتصف أكتوبر مع أعضاء الاتحاد الإفريقي عبر الفيديو، وأكد أن "ماكي سال لم يزر أوكرانيا، لكنه صرح أنه يعتزم ذلك".

وأضاف "أنا مقتنع أن الرئيس ماكي سال يمكن أن يلعب دورا مهما كرئيس حالي للاتحاد الإفريقي".  

وقال إن أوكرانيا تعتزم تزويده بالمعلومات اللازمة "لتعزيز صوت الاتحاد الإفريقي، وعلى وجه الخصوص دعوة روسيا إلى إنهاء العدوان العسكري على أوكرانيا".  

وتابعت صحيفة لوبوان: "يشعر القادة الأفارقة بالقلق من تأثير ارتفاع أسعار الحبوب على سكانهم، وخطر المجاعة الناجم عن الحرب في أوكرانيا، والحصار المفروض على الموانئ الأوكرانية".  

يصر الرئيس سال أيضا على تأثير الحرب على توريد الأسمدة، وهو أمر ضروري للزراعة منخفضة الإنتاجية في بلاده.