نهاية سبتمبر/ أيلول 2022 ظهرت فجأة أربع نقاط تسرب للغاز في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق بالقرب من الدنمارك والسويد، الخطان اللذان يمدان ألمانيا مباشرة بالغاز الطبيعي من روسيا.
وتبادلت كل من روسيا والدول الغربية الاتهامات والإيحاءات بوقوف الطرف الآخر وراء هذه التفجيرات، ورغم أن التحقيقات لم تكتمل بعد، لكن هناك إجماع على أن الانفجارات "متعمدة".
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية، أن استهداف الخطين يصب في مصلحة الولايات المتحدة وبريطانيا من الدرجة الأولى، مشيرة إلى تصريحات خبراء أميركيين تؤكد هذه المقاربة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، دوغلاس ماكغريغور، أكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا ربما تكونا وراء تفجيرات خطي أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2.
وقال ماكغريغور في محادثة مع مقدم البث الصوتي على الإنترنت "جدجينج فريدم" أندرو نابوليتانو، إنه "يجب النظر فيمن هي الجهات الحكومية التي لها قدرات على القيام بذلك، وهذا يعني البحرية الملكية البريطانية والبحرية الأميركية، أعتقد أن ذلك واضح جدا".
كما أشار إلى منشور صادر عن وزير خارجية بولندا السابق رادوسلاف سيكورسكي، حيث أعرب عبر تويتر عن شكره للولايات المتحدة لإعطاب خطي أنابيب نورد ستريم1 ونورد ستريم2.
ووصف المستشار السابق بالبنتاغون فكرة أن موسكو هي من تقف وراء الحادث غير معقولة، وقال إن "الروس لا يفعلون هذا"، مضيفا أن تورط ألمانيا في الحادث "أمر مستبعد تماما" أيضا.
وأشار إلى أن أنابيب خط الغاز متينة للغاية بسبب تصميمها، لذلك كان لابد من استخدام مئات الكيلوغرامات من المتفجرات لإلحاق الضرر بها.
واتهمت دول غربية روسيا بالوقوف وراء التسريبات في خطي نوردستريم 1و2 اللذين يمران تحت بحر البلطيق، ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحميل الغرب مسؤولية التسرب.
وفي إشارة إلى بريطانيا والولايات المتحدة، قال بوتين "لقد لجؤوا إلى التخريب بشكل لا يصدق، لكنه حقيقي، عبر تنظيم تفجيرات بخطوط أنابيب غاز نورد ستريم الدولية، فقد بدؤوا بالفعل في تدمير البنية التحتية الأوروبية المشتركة للطاقة".
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن الولايات المتحدة وبولندا وأوكرانيا مهتمة بإيقاف خط أنابيب الغاز عن العمل.
وأضاف أن الدول التي عارضت في البداية مشاريع الطاقة هذه قد تكون مهتمة الآن بإيقاف تشغيل نورد ستريم.
كما صرح قائلا: "من الضروري أولا وقبل كل شيء معرفة من فعل ذلك ، فنحن على يقين من اهتمام البلاد بذلك، وذلك حسب بعض المواقف المعبر عنها سابقا".
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن سلطات الولايات المتحدة وأوكرانيا وبولندا ذكرت في وقت سابق أن "هذه البنية التحتية لن تعمل" ، ووعدت بالقيام بكل شيء من أجل حدوث ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، دعا نوفاك إلى النظر بجدية في هذا الأمر، وأشار إلى أن هناك قدرات فنية لإصلاح البنية التحتية، لكن الأمر سيستغرق الكثير من "الوقت والأموال".
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا تم تأكيد تورط الولايات المتحدة في تفجيرات نورد ستريم، يمكن حينها أن ترد روسيا بمهاجمة البنية التحتية الأميركية.
وحذرت من أن "روسيا يمكن أن تبدأ في معاملة الولايات المتحدة على أنها دولة معادية بشكل كامل وتهاجم بنيتنا التحتية".
وأشارت إلى أن التورط المزعوم للولايات المتحدة في إتلاف خطوط أنابيب الغاز يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البيت الأبيض والشركاء في أوروبا، وخاصة مع ألمانيا.
وبغض النظر عما إذا كان القرار السياسي ببناء خط الأنابيب سيئا من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية، فإن الألمان لن يسامحوا أميركا أبدا على هذا الفعل.
من جانبه، أعرب الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزي" مطلع أكتوبر / تشرين الأول 2022، أنه على الدنمارك والسويد وروسيا وألمانيا إجراء تحقيق في التخريب في نورد ستريم، مؤكدا أنه لا يمكن إجراء أي تحقيق بدون مشاركة روسيا.
وبحسب "نيبينزي" ، فإن مشاركة الدنمارك والسويد ضرورية، حيث وقع الحادث في مياههما الإقليمية.
كما أوضح مشاركة ألمانيا من خلال دورها كمستفيد رئيس من تشغيل خطوط أنابيب الغاز.
وقال: "هل ما حدث مع نورد ستريم مربح للولايات المتحدة؟ هذا مما لا شك فيه، فموردي الغاز المسال الأميركيون يجب أن يحتفلوا بالزيادة المتعددة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى القارة الأوروبية.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الدول الغربية تنظر إلى الحادث على أنه انتقام من تصرفات روسيا في أوكرانيا.
ولفت الانتباه إلى حقيقة أن نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "ريتشارد ميلز" تحدث عن حالة الطوارئ في نورد ستريم، رابطا إياه بالوضع في أوكرانيا.
وبحسب "نيبينزي"، أجبر ذلك الوفد الروسي لدى الأمم المتحدة على إلقاء نظرة مختلفة على الحادث. كما أن منطق "ميلز" أدى بالفعل إلى تضييق دائرة المشتبه بهم، وقد يكون مفيدا في التحقيق.
فيما رأت الاستخبارات السويسرية، أن بولندا وأوكرانيا هما المستفيدتان من تفجير خطوط أنابيب الغاز.
وذكر ضابط المخابرات السويسري "جاك بو" على الهواء في إذاعة راديو "كورتوازي" إلى أن كييف ووارسو كانتا قد ضغطتا من أجل عبور الغاز عبر أراضيهما وعارضتا "الجداول الشمالية".
ومع ذلك، لم يرفض "بو" إمكانية مشاركة الولايات المتحدة، لأن واشنطن لم تخف اهتمامها بقطع جميع العلاقات بين روسيا والدول الأوروبية، ولا سيما في مجال الطاقة.
وأعرب قائلا: "بشكل عام، هناك المزيد والمزيد من العلامات على مسؤولية الأميركيين عما حدث".
1 |
«Королевский флот или Военно-морские силы США». Кто мог атаковать «Северные потоки» |
---|