برئاسته للوزراء.. موقع إيراني: لا ينقص ابن سلمان حاليا سوى مصالحة طهران

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في 27 سبتمبر/ أيلول 2022، بإعادة تشكيل مجلس الوزراء الذي كان يرأسه بنفسه ليتولى ولي العهد نجله محمد رئاسة المجلس، فضلا عن تعيين أخيه خالد بن سلمان وزيرا للدفاع.

وعن أسباب هذه التغييرات، رأى مركز "راهبرد معاصر" الإيراني، أن محمد بن سلمان كان الحاكم الفعلي للسعودية، وبهذا المنصب الجديد أصبح مخولا دستوريا بتنفيذ كل الإجراءات التنفيذية في المملكة.

سابقة خطيرة

وذكر الموقع الإيراني أنه كان من المتوقع أن سلمان بن عبد العزيز سيفعل ذلك ضمن مخطط دعم سلطة أولاده في حكم المملكة.

وأوضح أنه خلال عام 2021 كان محمد بن سلمان يستضاف في صفوف الحضور الأولى من قبل رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، وملك الأردن، ورئيس الوزراء العراقي، وغيرهم.

ووفقا لذلك فإن تفويض السلطة من قبل سلمان بن عبد العزيز لم يكن مفاجئا وغير متوقع.

وما جاء في أمر الملك سلمان مرتبط ارتباطا وثيقا بالمادة 56 من دستور المملكة، والمشكل لهيكل الحوكمة.

وتشير المادة 56 من الدستور إلى أن الملك رئيس مجلس الوزراء، وبإصدار الملك السعودي هذا الأمر يسقط المادة 56 عن نفسه ويسلمها إلى ولي عهده.

ومن الآن أصبح ابن سلمان ولي العهد، وفي الوقت نفسه رئيس مجلس الوزراء، ويملك كل الصلاحيات المتمثلة في مجلس الحكومة.

وفي التاريخ السياسي والمشهد السلطوي للمملكة العربية السعودية لم يشاهد وينفذ مثل هذا الاتجاه حتى الآن من تفويض الصلاحيات بهذا الشكل.

فحين مرض الملك خالد فوض الصلاحيات إلى الملك فهد كونه ولي العهد. وفي عهد الملك فهد حين عانى من مرض الزهايمر في أواخر حياته فوض الصلاحيات إلى الملك عبد الله.

وللمرة الأولى تفوض الصلاحيات بهذا الشكل، وبعد الآن كل قرارات مجلس الحكومة ستنفذ ويتم التصديق عليها والعمل بها بعد أخذ رأي محمد بن سلمان.

والوضع بهذا الشكل لن يؤخذ فيه حتى بآراء مجلس الحكومة، وسيساعدون رئيس مجلس الوزراء فقط، ووفقا لهذا فإن محمد بن سلمان سيسافر إلى سائر الدول كونه الشخص الأول بالمملكة، ويستقبل الضيوف الأجانب للأمر نفسه.

وأيضا يعطي الأوامر للوزراء والمسؤولين كونه الشخص الأول، وبشكل عملي يحل محمد بن سلمان محل الملك.

وهذا يعني أنه ليس بحاجة إلى آلية وأشكال قانونية لتنفيذ ما يرمي إليه، وأمانيه وطموحاته ستصبح جاهزة للتنفيذ.

صلاحية مطلقة

وفي السياق، ذكرت وكالة سبوتنك الروسية في نسختها الفارسية، أنه منذ سنوات يعلم الجميع أن محمد بن سلمان هو رجل النفوذ الأول في هذه الدولة.

لكنه خلال كل هذه السنوات سعى أن يبقى في كنف والده، ولا يتقدم بشكل ملحوظ.

وعلى الرغم من أنه يعد الحاكم الرئيس في السعودية إلا أن الملك سلمان خلال فترة حكمه عينه رئيسا لمجلس الوزراء لكي يستطيع الأمير أن يختار فريق الحكومة خاصته ببساطة، ولكي يتخلص من معارضيه بشكل تام من داخل الحكومة.

ويتساءل الكثير عن ماهية الحدث، لأنه لم يكن بحاجة إلى أن يصبح رئيسا لمجلس الوزراء، فمنزلته أكبر من المنصب.

بلا شك عند النظر إلى البنية الجديدة لمجلس الوزراء السعودي سيدرك أن جميع أعضاء المجلس بدون استثناء مؤيدون لمحمد بن سلمان، وإذا اتخذوا موقفا محايدا حتى، سيحذفون على الفور.

وبشكل عملي سيطر محمد بن سلمان على الحكم في السعودية عن طريق الهيمنة الكاملة على الحكومة، ومن ثم ستصوب جميع قرارات المجلس من الآن فصاعدا بعد تصديقه عليها.

ومن يعرف النظام البنيوي للمملكة العربية السعودية يعلم جيدا أنه بسبب وصية الملك عبد العزيز مؤسس الجيل الثالث للأسرة السعودية الحاكمة في المملكة يجب أن يصير أبناؤه ملوكا واحدا بعد الآخر بالترتيب وفقا للسن.

ورغم جميع التغيرات التي حدثت في بناء الحكومة في السعودية لكن احترام الوالد لا يزال قائما، وللسبب نفسه كما أشير من قبل محمد بن سلمان على الرغم من كونه رجلا ذا نفوذ في السعودية، إلا أنه لا يتقدم خطوة دون دعم أبيه.

وبالإضافة إلى ما سبق حتى الآن هناك ثلاثة من أبناء الملك عبد العزيز على قيد الحياة، ولهم الحق في الادعاء بأحقية الجلوس على عرش المملكة، وعلى رغم جميع مساعي الملك سلمان ونجله محمد إلا أن هؤلاء غير جاهزين لصرف النظر عن الحكم.

وهذا يعني أنه ربما بعد وفاة الملك سلمان يدعون الحكم، وتحدث نزاعات بين الأسرة الحاكمة.

وعلى أي حال لا يجب أن ننسى أن هناك ما يقرب من 7 آلاف أمير آخر في المملكة، وكل منهم له جماعة تؤيده من القبائل والمقربين خاصته.

الكرة بملعب أميركا

وأكدت الوكالة الروسية أن الجميع ترك أمر خلافات محمد بن سلمان مع البنية الحاكمة للولايات المتحدة.

ويعلم الجميع أن محمد بن سلمان كان يتعاون مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، واليوم بعد وصول الحزب الديمقراطي إلى السلطة فلم يعد لديه علاقة طيبة مع الأميركان.

وما لا يعلمه الكثير بشأن المملكة العربية السعودية هو أن مصادر الدخل السعودي وخاصة المصادر البترولية في يد الأميركان بشكل فعلي، وكذلك بنية الجيش والقوات المسلحة وقوات الأمن السعودية تحت سيطرة الأميركان.

 لذا فمن الصعب أن يستطيع شخص أن يصل إلى السلطة مهما كان لديه من نفوذ دون موافقتهم.

وخاصة بعد حرب العراق والكويت حيث جعل الأميركان قواتهم تستقر في الأراضي السعودية ودول الخليج العربي بصورة رسمية.

والحال أن الحكومة بشكل رسمي وتام وضعت تحت تصرف محمد بن سلمان، ويبدو أنه في المرحلة التالية يجب إبعاد الأميركان عن السيطرة على الأجهزة في الدولة.

والطريق الوحيد لهذا الأمر هو أن يتجه محمد بن سلمان إلى تطبيع العلاقات مع إيران، وأن يؤسس هيكلا أمنيا للحفاظ على الأمن في المنطقة عن طريق دول المنطقة نفسها.

وبحسب هذا الوضع يمكن لمحمد بن سلمان أن يتأكد أنه في ظل هذا الهيكل الأمني ليس بحاجة إلى وجود الأميركان في السعودية أو حتى دول الخليج العربي.

ولكي يصبح بإمكانه أيضا أن يشكر الأميركان ويطالبهم بالذهاب إلى أراضيهم لكي يعزز نفوذه داخل الدولة، ولا يصبح تحت تسلط قرارات الأميركان المتغيرة.

ولا يجب تصور أن الأميركان وإلى جانبهم الإسرائيليون سيسمحون بحدوث مثل هذا الأمر ببساطة، بالإضافة إلى أننا شاهدنا خلال السنوات الأخيرة أن الأميركان والإسرائيليين لم يدخروا جهودهم في إحداث الفتنة بين الدول الإسلامية وخاصة بين إيران والسعودية.

ويبدو أن الحل الوحيد لعبور مؤامرة الأميركان هو أن يغامر ولي العهد الشاب ويقرر أن يدع الخلافات مع إيران جانبا.