"اهتمام مبرر".. لماذا تخشى أنظمة عربية صعود اليمين المتطرف في إيطاليا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

رصد موقع إيطالي الضوء أبرز ردود الفعل التي أبدتها دول عربية إزاء تصدّر اليمين المتطرف نتائج الانتخابات الإيطالية التي جرت 25 سبتمبر/ أيلول 2022.

وأكد موقع "إنسايد أوفر" أن هذا الاهتمام له مبرراته، ولا سيما أن إيطاليا هي الجار الأوروبي الأقرب لعدد من الدول العربية، وتلعب دورا في ملفات عدة تثير قلق العالم العربي، أهمها الهجرة غير النظامية.

ليبيا ومصر

ورأى الموقع الإيطالي أن ليبيا هي الدولة الأولى التي يتعين على الحكومة المستقبلية الإيطالية التعامل معها في ضوء ما يشكله الملف الليبي من مسألة شائكة بالنسبة لإيطاليا منذ سنوات.

فحتى نهاية عهد معمر القذافي في 2011، كانت إيطاليا الشريك الرئيس لليبيا، قبل أن تؤدي الحرب وفوضى ما بعد الحرب والمأزق السياسي والعسكري الحالي إلى إعادة خلط الأوراق.

وقال الموقع: "من هناك تغادر العديد من القوارب التي تصل على طول سواحلنا، تمامًا كما تتركز هناك اهتمامات الطاقة المختلفة".

من جانبهم، لم يذهب السياسيون الليبيون على غرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة وكذلك رئيس الحكومة المكلفة من قبل برلمان طبرق فتحي باشاغا، أبعد من عبارات الترحيب بالحكومة الإيطالية المقبلة.

وشرح الموقع ذلك بانطباع أنهم يتوقعون المزيد من الاهتمام من روما.

من ناحية أخرى، تصدرت مسألة الهجرة غير الشرعية  الصحافة الليبية، فعلى سبيل المثال طرحت "بوابة الوسط" علامات استفهام بشأن اقتراح إقامة حصار بحري الذي وعدت بتنفيذه اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" خلال الحملة الانتخابية. 

كما جرى التطرق إلى مقترح إنشاء معسكرات تأهيل للمهاجرين في ليبيا يتم من خلالها إدارة طلبات اللجوء.

فيما عبرت "منصة فواصل" عن مخاوف فيما يتعلق بنفس المسألة، وجاء في أحد تقاريرها "الآن يمكن أن يفرضوا حصارا بحريا، على ليبيا، كل هذا سيكون تهديدا ولكن أيضا فرصة".

وأشار الموقع إلى أن وسائل الإعلام المصرية تداولت بكثرة ما تم تداوله في عام 2016 فيما يخص انسحاب بعض أعضاء رابطة الشمال وحزب إخوة إيطاليا من أحد المجالس في تورينو أثناء التصويت على مذكرة تتعلق بمقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة في نفس العام.

وبحسب الموقع، تشكيل اليمين المتطرف لحكومة جديدة ينظر إليه بشكل من الفضول من قبل الصحافة المصرية، بسبب تشكيك حزب ميلوني في تورط النظام المصري في مقتل ريجيني وحديثه عن احتمال تورط وكالة مخابرات بريطانية في عملية الاغتيال.

فيما تنوعت الآراء الأخرى لعدد من الصحفيين المصريين، إذ قال مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في صحيفة الأهرام محمد فايز فرحات، إن "صعود اليمين المتطرف في إيطاليا يمكن أن يؤدي إلى تطورات سريعة في أوروبا فيمكن لأطراف متطرفة أخرى تقليد هذا النموذج".

كما أشار إلى أن "انتصارات اليمين المتطرف في أوروبا كان نذير اندلاع الحرب العالمية الثانية ".

من ناحية أخرى علّق الإعلامي نشأت الديهي على فوز ميلوني، قائلا: "تبدو امرأة قوية وقادرة، أعتقد أن انتصار اليمين المتطرف يعني عودة إيطاليا كدولة وطنية قادرة على رفض الهيمنة الأوروبية على إيطاليا".

المغرب والجزائر وتونس

وأشار الموقع الإيطالي إلى أن العلاقات بين الجزائر والرباط تشهد توترات منذ شهور بشأن تفاقم الخلافات المتبادلة حول ملف إقليم الصحراء حيث تعد الرباط المنطقة جزءا لا يتجزأ من أراضيها. 

بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المتمركزة في مخيمات اللاجئين الواقعة في ولاية تندوف الجزائرية والتي تطالب بالسيطرة على المنطقة والسيادة عليها.

وذكر الموقع أن زعيمة اليمين المتطرف ميلوني كانت قد زارت المنطقة قبل بضع سنوات وكان للزيارة تأثير قوي لدرجة أنها دونتها في القصص الواردة في سيرتها الذاتية.

وارتكزت ردود الأفعال في الجزائر والمغرب على قراءات بشأن موقف ميلوني المحتمل من نزاع الصحراء.

وأوضح الموقع في هذا الصدد أن الزيارة ينظر إليها في الجزائر على أنها إشارة إيجابية ونقطة اتصال محتملة مع الحكومة الإيطالية الجديدة. 

في المقابل، في الرباط، هناك تخوف من انحراف روما عن مواقف مختلفة عن تلك التي ظهرت في أوروبا في السنوات الأخيرة نحو الاعتراف بسيادة البلاد على الصحراء.

لذلك هاجمت عديد من الصحف المغربية ميلوني، إذ رجحت صحيفة "هيسبرس" احتمالية كراهية جورجيا ميلوني للإسلام، مشبهة إياها بزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان.

فيما رصدت صحيفة "القدس العربي" ما قاله سياسيون تونسيون إن انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات الإيطالية سينعكس "سلبا" على العلاقة مع تونس كشريك اقتصادي وأمني كبير لإيطاليا.

كما سيحد من وصول "قوارب الموت" وسيهدد حقوق المهاجرين غير النظاميين.

ونقلت ما دونه كتب الباحث والناشط السياسي جمال الدين الهاني "إيطاليا تسقط من جديد بين أيدي اليمين المتطرف بقيادة حزب إخوة إيطاليا (…) فكيف تأهبت تونس الشريك الاقتصادي والسياسي والأمني لإيطاليا، لهذه النتائج الخطرة؟".

وأردف الموقع أن تحليلا خاصا مرتبطا بموضوع الهجرة تم نشره في موقع الصحيفة السعودية "الشرق الأوسط" للكاتب الصحفي اللبناني سمير عطا الله.

وأكدت الصحيفة أن انتصار ميلوني قد يفتح خلافات بين إيطاليا والفاتيكان بشأن ملف المهاجرين، حيث لا يتوقف البابا فرانسيس عن طلب الترحيب بهم من ناحية.

فيما تعدهم الدولة لا الحكومة خطرا على المجتمع وعبئا على الاقتصاد.