أول حاخام في الإمارات: أبوظبي فتحت لأجلي وزارة الخارجية خلال عطلتها

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مقابلة مع ممثل الجالية اليهودية في دبي، ليفي دوشمان، الذي يوصف بأنه "أول حاخام مقيم بدولة الإمارات". 

وتحدث الحاخام في مقابلته عن علاقته بالإمارات من قبل توقيع اتفاق التطبيع في سبتمبر/ أيلول 2020، وعن الخدمات التي يوفرها النظام الإماراتي لليهود، مؤكدا أنه يخطط لتشكيل مجتمع يهودي بهذا البلد من 30 ألف نسمة في غضون 10 سنوات.

والإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني في 2020، وتلتها البحرين، ثم السودان، والمغرب، وسبقتها مصر (1979) ثم الأردن (1994).

واقع جديد

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "دوشمان" أحب الإمارات وهو في العشرين من عمره، عندما كانت حياة اليهود في تلك الأرض العربية تبدو وكأنها أضغاث أحلام.

ففي الوقت الذي كان فيه العديد من أقرانه لا يزالون يعيشون في "إسرائيل" أو يركزون على دراستهم فحسب، كان هو مشغولا ببذر البذور اليهودية التي أنبتت فيما بعد "اتفاقات أبراهام".

وكشفت أن "دوشمان" زار الإمارات في عام 2014، لمشاركة الطلاب اليهود، في جامعة نيويورك بأبو ظبي، احتفالاتهم بعيد الفصح.

ليعود بعد سنوات كممثل رسمي للجالية اليهودية في الإمارات، ويعمل على إنشاء آلية من شأنها أن تمكن المجتمع اليهودي من ترسيخ جذوره في البلد الخليجي.

يقول "دوشمان": "لدي شعور بأنه لا يوجد شيء مستحيل، حيث بإمكان أي شاب المجيء إلى هنا وإحداث فارق"، في إشارة إلى سهولة تحقيق اليهود إنجازات لهم على أرض الإمارات.

وأضافت "ذا جيروزاليم بوست" أنه بعد أكثر من 8 سنوات من رحلته الأولى، أسس الحاخام البالغ من العمر 29 عاما، روضة أطفال وحضانة متعددة اللغات في دبي.

علاوة على ذلك، أقام دوشمان مركزا للجالية اليهودية بالإمارات، ووكالة "الإمارات لإصدار شهادات الكوشر" وهو الطعام الحلال وفق الشريعة اليهودية، وكنيسا يهوديا، ومظلة شاملة لكل هذه المؤسسات أطلق عليها اسم "الإمارات اليهودية".

ويقول دوشمان عن الإمارات: "هنا مجتمعي، وهنا المكان الذي سأبقى فيه طوال عمري".

وقبل فترة قصيرة، تصدّر "دوشمان" الملقب بـ"الحاخام ليفي" عناوين الصحف، عندما أقام حفل زفافه في دبي، الذي ظهر فيه عدد من الإماراتيين وهم يرقصون إلى جانب حاخامات يهود.

دعم حكومي

وكشفت الصحيفة العبرية أنه قبيل توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، أعطت أبو ظبي رخصة رسمية لـ"دوشمان"، كأول حاخام في تاريخ البلاد، والتي حملت الرقم "1"، وفق قوله.

ويرى الحاخام أنه "كان مهما بالنسبة للإمارات أن تُصدر له هذه الرخصة قبل توقيع اتفاقيات أبراهام"، زاعما أن ذلك كان دلالة على انفتاح وتسامح البلد الخليجي.

ويضيف دوشمان أنه "بغض النظر عن العلاقات السياسية (لقادة الإمارات) مع الدول الأخرى، فهم هنا يدعمون الجالية اليهودية والشعب اليهودي من جميع أنحاء العالم".

وأكدت الصحيفة أن الحاخام اليهودي، طور علاقات مع المسؤولين الإماراتيين؛ حتى يتمكن من الحصول على التصاريح اللازمة لبناء المؤسسات اليهودية.

ويقول الحاخام إن في الماضي قبل التطبيع، كان إذا أراد أحدهم طعام الكوشر اليهودي، فعليه إحضاره في حقيبته وهو قادم، وإذا أراد آخر تعليم أطفاله، فعليه تعليمهم عبر الإنترنت. أما الآن، فكل شيء متاح.

وتحدث عن أنه يؤمن بما كان يعتقده الحاخام، مناحيم مندل شنيرسون، من أهمية إقامة علاقات مع المسلمين، وضرورة وجود تجمعات يهودية في الدول العربية.

ويوضح دوشمان أنه في الخمسينيات من القرن العشرين، تواصل الحاخام الشهير "مناحيم مندل شنيرسون" مع ملك المغرب، وأُرسل حينها أول مبعوث يهودي للرباط، كما أُرسل مبعوثون إلى كل من اليمن وسوريا ومصر ولبنان.

ويؤكد أن العائلات اليهودية أصبحت تنتقل إلى الإمارات لوجود كنيس يهودي هناك، مشددا على أن المؤسسات هناك مكرسة لتطوير ومساعدة الحياة اليهودية بأكملها.

ويضيف: "الحياة اليهودية هنا مزدهرة. العثور على طعام الكوشر في وسط دبي أسهل منه في قلب لندن. لكن فَكِّر في عدد اليهود الذين يعيشون في لندن وعدد اليهود الذين يعيشون في دبي".

مجتمع يهودي

ويعبر الحاخام الشاب عن أمله في نمو الجالية اليهودية في الإمارات، مصرحا أنه يتطلع إلى تكوين مجتمع يهودي في الإمارات، يبلغ قوامه من 20 إلى 30 ألف نسمة، في غضون 10 سنوات.

ويكشف دوشمان أن الحكومة الإماراتية تدعم جهوده من قبل توقيع اتفاق أبراهام، مؤكدا أن توقيع الاتفاق بعد ذلك وسع نطاق الدعم الحكومي الإماراتي له بشكل واضح.

ويدعي ممثل الجالية اليهودية في دبي أن اتفاق التطبيع مع الإمارات "أكبر بكثير من مجرد التقريب بين دولتين، بل هو اتفاق وحد شعبين معا".

ومن بين اللحظات العاطفية التي ترمز إلى هذه الوحدة –حسب زعم دوشمان- كان حفل زفافه الذي دعا إليه العديد من الأصدقاء والمسؤولين الإماراتيين.

ويقول الحاخام إنه فخور هو وزوجته كونهم يهودا يعيشون على أرض الإمارات، قائلا: "ما الذي يمكن أن يكون أكثر استثنائية وتفردا من إقامة حفل زفافنا هنا!"

ويحكي المسؤول الإسرائيلي موقفا ليوضح حجم الجهد الذي يبذله مسؤولو الإمارات لتسهيل حياة اليهود هناك، إذ يذكر أن سائحا إسرائيليا تُوفي مباشرة بعد توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات.

وبعدها مباشرة، جاءه مسؤول إماراتي يعمل معه على مدار الساعة، لإنجاز إجراءات عودة الجثة إلى الكيان الصهيوني لتُدفن هناك.

ويضيف دوشمان أنه اتصل بمسؤول من وزارة الخارجية ليسأله عما إذا كان بإمكانهم تسريع العمل الورقي عندما يفتحوا السفارة بعد انتهاء العطلة الأسبوعية.

ليفاجأ بعدها بالمسؤول يخبره أنه سيفتح له أبواب الوزارة بشكل استثنائي خلال أيام العطلة؛ لإنجاز الأوراق التي يطلبها الحاخام.