تغرد خارج سرب أوروبا.. كيف ترى ألمانيا الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدث معهد إيراني عن التحديات المقبلة لألمانيا بسبب الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.

وتطرق معهد "أبرار للدراسات والبحوث الدولية المعاصرة"، في مقال للباحث الإيراني "عابد أكبري" إلى سعي ألمانيا لإظهار أنها قوة عظمى ذات نفوذ في المنطقة في مقابل الصين وروسيا.

بالإضافة إلى رأيها في أن مصير الحرب الروسية الأوكرانية يتحكم فيه كلا البلدين معا وليس إحداهما.

النفوذ والسلطة

وقال الباحث: "تسعى ألمانيا أيضا إلى الحفاظ على الوضع الراهن، ولديها نظرة مؤسفة تجاه ازدياد النفوذ الصيني والروسي".

وأوضح أن ألمانيا تريد القوة من أجل الدفاع عن نفسها من خلال التحذير من الجو الفوضوي العالمي والحرب النووية، الجيوسياسية، الجیواقتصادية.

وهيأت الحرب الأوكرانية هذه الفرصة بالنسبة لألمانيا كي تتسلح وتوسع من نفوذها الجغرافي، وإلى جانب الخوف من رد فعل حلفاء الاتحاد الأوروبي وشمال الأطلسي "الناتو"، لا تزال برلين لا تملك وصفا صحيحا عن نفسها، وعن طموحاتها.

وتابع: الحفاظ على السلطة والمكانة الدولية أهم ما يثير قلق الألمان في مواجهة واقع الحرب الأوكرانية.

لكن بأخذ التوقعات التشاؤمية من قيادة الاتحاد الأوروبي تجاه برلين وخاصة في المجال العسكري في عين الاعتبار، فإنه يمكن تقديم ما يثير قلق الأوروبيين بكونه قلقا قوميا.

والحرب الأوكرانية حدث غير الآليات الموجودة في العالم، ولفت النظر إلى علاقة القادة الألمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال العقود الأخيرة.

فلا يوجد دعم من القيادة الألمانية لإدارة (كييف) في الحرب الأوكرانية، والثقة في المسؤولين الألمان لاتخاذ القرار الصحيح (تتناقص).

ونتيجة لذلك، فإن لوم الذات فيما يتعلق بسلبية وتعريف "ضرورة الدعم والإقدام العسكري لإنقاذ أوكرانيا" في الحقيقة هو برنامج لتغيير وضع ألمانيا المحدود من حيث الإستراتيجية والنظام العسكري بعد الحرب العالمية الثانية.

 وبناء على ذلك فإن تركيز الألمان ليس على الحرب الأوكرانية. ومن وجهة نظر الألمان مستقبل ما يجري في يد كييف وموسكو معا، وعليهما أن يصلا إلى اتفاق، كما يضيف أكبري.

توجهات مختلفة

وأردف كاتب المقال: "ربما عودة ألمانيا العظمى في الوقت الراهن بعيدة عن الأذهان، لكن فتح منفذ لهذه النتيجة محفز للوجود والعنف الروسي في أوكرانيا".

وبين أن مراكز الفكر الألمانية توضح أن برلين ترى نفسها من خلال تصوراتها كدولة لها حجم تستطيع التشابه مع الصين وأميركا ويكون لها مستقبل ذو نفوذ عن طريق الوجود في الجيوسياسية الغنية للاتحاد الأوروبي.

وبناء على ذلك، فإن ألمانيا مسؤولة من خلال تفكيرها الأساسي، وترغب في الوجود في الساحة الدولية، حتى ذلك الأمر موضع نزاع لإعادة النظر في السياسات النووية المشهودة. 

وتسعى ألمانيا نحو هدفين رئيسين هما جلب ثقة أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين بقيادة جيدة من قبل برلين، وعرض أفضل حكاية في التنافس الحواري مع روسيا، بحسب ما ذكر الباحث.

ومنذ الوهلة الأولى للحرب بدا أن الألمان قلقون أكثر بشأن تأثير الحرب على الاتجاهات الداخلية والخارجية المترتبة على الاتحاد بالمقارنة مع المستوى القومي.

وتابع أكبري: بنظرة أدق يرى أنه بخصوص بعض قضايا مثل الطاقة التي تؤثر تأثيرا مباشرا على ألمانيا، وكذلك بصرف النظر عن إطار الحرب في أغلب المقالات المتعلقة بالطاقة في برلين ليس هناك أثر لأوكرانيا ككلمة مفتاحية حتى. 

وورد في مقال لأحد الخبراء الألمان "اسمحوا ألا نعد أن الحرب الأوكرانية حرب طاقة".

وتقول مراكز الفكر الألمانية إن الهجوم الروسي على أوكرانيا أوضح أن سياسة التحالف الأمنية تجاه موسكو لم تعد مقبولة.

 ولذلك الإستراتيجية الأمنية يجب أن تعكس الحقائق الجديدة، والمجتمع الألماني يجب أن يستعد لتحمل التكلفة، بحسب الباحث.

 ويأتي هذا في وضع يحمل فيه الألمان أنفسهم التكلفة باعتقاد أن مستقبل الحرب في يد أوكرانيا وروسيا، ويعكس ذلك رؤية محايدة سابقة تبين إمكانية الميل نحو التفاوض مع موسكو، يخلص الباحث.