صحيفة الاستقلال.. ما الجديد؟

12

طباعة

مشاركة

إنّ ”صحيفة الاستقلال” منحازة، خلافا لما يتوقعه البعض أو اعتاده من الصحف، حين تعلن عن نفسها بأنها صحافة (محايدة) همّها الوحيد نقل الخبر للقارئ، أو إن بالغت ادعت أنّها تستعرض جميع الآراء وتترك الحكم للقارئ!

إنّ الكل يعلم أن أيّ خطاب يصدر عن جهة ما، ما هو إلا محاولة لإيصال وجهة النظر لتلك الجهة، سواء كانت بواعث وجهة النظر هذه تعبّر عن أيديولوجيا معينة أو تيار فكري أو مشروع سياسي أو حتى مستثمر يتطلع للربح والعوائد المالية، وما ادعاء الحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع الآراء والمواقف إلا ضرب من ضروب الخيال، أو المثالية، إن تلطّفنا في الوصف، أو هي محاولة للالتفاف على عقل القارئ، ننزهه منها ونترفع نحن عنها .

إن الحياد في المواقف الأخلاقية الكبرى يعد تخاذلا عن نصرة الفضيلة، وعليه تجد ”صحيفة الاستقلال“ نفسها منحازة، وتتخذ موقفا مسبقا مما يمر به الوطن العربي من حراك تاريخي  ينشد فضيلة سامية تتمثل في الحرية والكرامة، والرغبة في استقلال الأمة وقيامها من جديد. 

منذ ذلك اليوم 17 ديسمبر 2010 يوم أحرق البوعزيزي -رحمه الله- نفسه في تونس مهد الثورة العربية، بدأت تظهر المواقف وتنحاز الآراء والقناعات وبدأت الأفكار صراعا فيما بينها، وكانت أسرة تحرير ”صحيفة الاستقلال“ والعاملون فيها جزءا من ذلك الحراك العربي العارم، حددوا موقفهم وانحازوا للثورة العربية الداعية إلى تحرر الإرادة الشعبية في كل قطر وإقليم عربي، سعيا لتحرر واستقلال الوطن العربي بأسره من أسره، واليوم تأتي ”صحيفة الاستقلال“ امتدادا لذلك الحراك واستمرارا له وتمضي لتحقيق أهدافه.

إن ”صحيفة الاستقلال“ تصدّر نفسها لسانا ناطقا عن الثورة العربية وتطلعات شبابها وتضحية شعوبها دون مواربة أو تورية، صحيفة ترحب في كل جهد وقلم لسان ينحاز للثورة العربية وما نادت به الأمة العربية قاطبة من المحيط إلى الخليج ، ذلك النداء الذي تجاوز الحدود واختلاف الأنظمة العربية، وتجاوز اللهجات والأصول والأعراق، وتجاوز المذاهب والأيديولوجيات، وتجاوز المشاريع والأطروحات، وجمع الجموع في ميادين العواصم العربية تحت شعار واحد ”الشعب يريد..”.

إنّه بعد هذا البيان الصريح الواضح المعبر عن انحيازنا للثورة العربية، لم تعد هناك كثير فائدة في طرح بقية الأسئلة المعتادة، التي لا يريدها البعض أن تنتهي لينسج حولها خيالاته ونظريته ”المؤامراتية"، وإنّ ذلك ”البعض“ تحديدا هو من عليه القلق من ”صحيفة الاستقلال“ وما تنادي به وتنحاز إليه، وهو ”البعض“ أيضا الذي لا نريد طمأنة مخاوفة ولا إزالة هواجسه.

فإلى كل من ينتمي للثورة العربية وما نادت به، وإلى كل من هتف ” الشعب يريد..“: هذه صحيفتكم!

"صحيفة الاستقلال"