كيف تناولت الصحافة الفرنسية وفاة محمد مرسي؟

12

طباعة

مشاركة

اهتمت العديد من الصحف الفرنسية، اليوم الثلاثاء، بوفاة الرئيس المصري محمد مرسي، عن عمر ناهز 68 عاما، خلال حضوره جلسة المحاكمة، مشيرة إلى أن وفاة الرئيس الذي انتخب عام 2012 وعُزل في العام التالي، أعادت إطلاق الصراع مع جماعة الإخوان المسلمين.

البداية من صحيفة "لوموند"، التي قالت من تونس إلى قطر، عبر إسطنبول وغزة، توافدت رسائل التعزية من القادة، ونظمت صلوات الجنازة على مرسي، مشيرة إلى أن الصدمة التي شعر بها مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين عند إعلان، وفاة أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، قابلها صمت مطبق من سلطات القاهرة، التي لا تزال في حرب مفتوحة ضد الحركة الإسلامية.

وأشارت "لوموند" إلى أن مرسي ظل سجينا منذ عزله على يد الجيش في يوليو/تموز  2013  بقيادة عبد الفتاح السيسي، رئيس الدولة الحالي، حيث توفي الرئيس الإسلامي السابق أثناء جلسة استماع في محكمة القاهرة،  نتيجة بنوبة قلبية، وفقا للتلفزيون الرسمي. فيما قال المدعي المصري نبيل صادق إن مرسي انفعل في قفص الاتهام بعد أن خاطب المحكمة لمدة خمس دقائق وأنه "وصل ميتا الى المستشفى الساعة 4:50 مساء، ولم يتم العثور على دليل على إصابة في جثة المتوفى، وتم دفنه في القاهرة فجر الثلاثاء ، بحضور عائلته.

وأكدت الصحيفة، أن حادثة وفاة مرسي أحيت الصراع بين السلطات المصرية ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، الذين يعتبرون مرسي رئيسا شرعيا ويصفونه الآن بـ "شهيد" قمع الدولة، وفي بيان له ندد حزب الحرية والعدالة "باغتياله"، وأدانت الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ظروف الاعتقال السيئة التي "كان هدفها قتله ببطء".

ماذا عن مصر؟

من جهتها، علّقت صحيفة "24 ماتن" على دفن الرئيس الراحل، الذي تم في سرية تامة وتحت مراقبة دقيقة بعد أن أمضى ما يقرب من ست سنوات في السجن، لافتة إلى أن منظمات حقوق الإنسان دعت إلى إجراء تحقيق في وفاة الرئيس الذي سجنته السلطات منذ عزله في يوليو/تموز 2013 على يد عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، ورئيس مصر الحالي.

وأشارت إلى أن خبر وفاة مرسي كان هامشيا في الصحافة المصرية اليوم الثلاثاء، حتى أن بعض الصحف لم تذكر أنه كان رئيس دولة لمدة عام بين 2012 و 2013، رغم أنه كان أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر بعد ثورة "الربيع العربي" عام 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عاما من الحكم.

وبينت الصحيفة، أنه في بلد حيث السلطات قادت حملة صارمة ضد المعارضة، علق عدد قليل من السكان علانية على وفاة الرئيس السابق للدولة، فيما تم دفنه ليلا، في منطقة طوّقها ضباط الشرطة الذين أحاطوا بالسيارة التي كانت تقل جثمانه، ولم يتمكن أي صحفي من الوصول إلى المقبرة الواقعة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، ليس بعيدا عن الماكن الذي قامت فيه الشرطة بحملة قمع عنيفة ضد مؤيدي مرسي (اعتصام رابعة)، حيث قُتل حوالي 800 شخص في أغسطس / آب 2013.

وتحت عنوان: "وفاة محمد مرسي: أنقرة تتهم القادة المصريين"، قالت مجلة "لوبوان"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشاد بالرئيس السابق محمد مرسي، وندد على الفور "بنفاق" الدول الغربية.

وأضافت: بالكاد لم يستغرق الأمر بضع دقائق خلال إعلان وفاة محمد مرسي في جميع أنحاء العالم، إلا من رجب طيب أردوغان، الذي أحاطت به سحابة من الكاميرات، مثنيا على الرئيس المصري السابق. وقائلا: "رحم الله شهيدنا، وأخونا مرسي"، مستنكرا موقف الغرب "المنافق".

وبيّنت أنه مساء أمس أيضا، في الساعة 11 مساء، تم تنظيم تجمع قصير أمام القنصلية المصرية، واليوم أقامت العديد من المساجد في جميع أنحاء تركيا صلاة الغائب على مرسي، كما أن علي أرباس، رئيس مديرية الشؤون الدينية، يقيم بنفسه مراسم عزاء في أنقرة.

هذه رغبة السلطات

أما "راديو فرنسا الدولي"، فقال إن طريقة وسرعة دفن مرسي، تظهر رغبة السلطات المصرية في ألا يصبح الرئيس السابق "شهيدا" وألا يصبح مكان دفنه مكانا يقصده أتباعه، إذ أن السلطات رفضت بالفعل طلب عائلته بدفنه في قريته.

وأكد تصاعد الانتقاد حول وفاة مرسي في الخارج، حيث شجبت لجنة من البرلمان البريطاني ظروف الاحتجاز التي تعتبر "غير إنسانية"، بما في ذلك أنه قضى 23 ساعة في اليوم في الحبس الانفرادي بزنزانته، كما طلبت "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" من السلطات المصرية إلقاء الضوء على وفاة تعتبرها مشبوهة.

ولفت "الراديو" إلى تعزيز الحكومة حالة الطوارئ السارية منذ عدة سنوات في البلاد، لمنع أي حدث تجاه محمد مرسي، وتم نشر الآلاف من أفراد قوات الأمن، يوم إعلان وفاته الاثنين، في المدن الرئيسية.

كما نوّه أيضا، إلى أن جريدة "المصري اليوم" هي الصحيفة المصرية الوحيدة التي تصدرت وفاة الرئيس السابق صفحتها، وكتب: "وفاة محمد مرسي أثناء محاكمته بتهمة التجسس. المدعي العام يصرح بالدفن ويصادر أشرطة فيديو كاميرات المحكمة"، فيما ذكرت الصحف الأخرى الخبر في الصفحة 2 أو 3، بإيجاز، ولم تذكر أن محمد مرسي كان رئيس الدولة.

نهاية حزينة

من جهتها، عنونت صحيفة "لو باي" نبأ وفاته: "وفاة مأساوية لمحمد مرسي.. بطل أم شهيد"، وقالت: إنها صاعقة حقيقية في السماء المصرية، الرئيس السابق محمد مرسي، انتقل إلى العالم الآخر، بينما كان ماثلا أمام المحكمة، مذكرة بأن مرسي، أصبح في عام 2012، أول رئيس منتخب، تحت لواء حزب "الحرية والعدالة"، الفرع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.

وأضافت: "عقب أول انتخابات رئاسية منظمة بحرية في تاريخ مصر تمت الإطاحة به بعد سنة من خلال انقلاب عسكري، ومنذ ذلك الحين، واجه العديد من التهم منها التجسس والتآمر مع حماس وحزب الله، والهروب الجماعي من السجون عام 2011".

وأوضحت الصحيفة، أنه "سواء وصف ببطل أم شهيد؟ وفاة مرسي نهاية حزينة، على أي حال، لهذا العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين الذين انتقلوا من المجد إلى الهاوية".

واختارت من جهتها صحيفة "ويست فرانس" التعليق على وفاة مرسي، بتسليط الضوء على جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس، من خلال ذكر أبرز المراحل التي  مرت بها أقدم حركة إسلامية سنية وأكثرها تمثيلا في مصر، منذ نشأتها إلى بيانها حول وفاة مرسي.