جسر القرم مقابل "فرم" الأوكرانيين.. تحذير من مواجهة دموية بين موسكو وكييف

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، هدد مسؤولون عديدون في كييف بقصف جسر القرم الإستراتيجي الرابط بين البر الروسي وشبه الجزيرة التي احتلتها موسكو عام 2014.

ومع عودة التهديدات بقصف الجسر أخيرا، أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية، أن مدفعية موسكو ستحول آلاف الأوكرانيين إلى "لحوم مفرومة"، وستستهدف مراكز صنع القرار في كييف حال وقوع كهذا.

هدف حساس

وذكرت الصحيفة الروسية أنه قبل أيام وقعت عدة انفجارات في قاعدة جوية تحت سيطرة موسكو في شبه جزيرة القرم وقيل إنها أدّت إلى إضعاف قوة الأسطول الروسي في البحر الأسود. 

وبعدها كشف عضو برلمان أوكرانيا أليكسي غونتشارينكو، أن سلطات كييف أجرت محادثات مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس، خلال قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في يونيو/ حزيران 2022، حول خطة لتدمير جسر القرم الإستراتيجي.

ونقل غونتشارينكو معلومات تفيد بأن وزير الدفاع البريطاني يشرف شخصيا على إعداد خطة تدمير جسر القرم، ونشر كذلك صورا للمفاوضات ظهر فيها مع والاس، ورئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون.

ولم تكن هذه أول مرة يأتي فيها هذا الحديث، فلطالما أعلنت شخصيات عسكرية وسياسية أوكرانية سابقا وبشكل دوري عن رغبة سلطات كييف في ضرب جسر القرم.

وتعد القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، خطا مهما لإمداد الحرب الروسية في أوكرانيا.

من جانبه كشف وزير الدفاع البريطاني أخيرا عن نقل صواريخ أميركية من طراز "أم 270" إلى أوكرانيا عقب قمة الناتو في يونيو.

ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن هذه التطورات تؤكد تصريح الخبير العسكري الروسي إيغور كوروتشينكو"، أن ثمة خطة لضرب جسر القرم يجري تطويرها تحت قيادة "بن والاس" الشخصية.

وذكرت بأن سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف كان قد صرح في 21 أبريل/ نيسان 2022، بأن كييف تدرس إمكانية توجيه ضربة لجسر القرم وستنفذ ذلك عند إتاحة الفرصة.

لكن لم يحدد ما إذا كان بإمكان أوكرانيا امتلاك أسلحة في المدى القريب تسمح لها بمهاجمة الجسر.

وفي 29 يوليو / تموز 2022، صرح أن "الهجوم على الجسر ممكن إذا اتخذ الجيش القرارات المناسبة، وبمجرد أن تكون هناك حاجة وفرصة ومهمة، سيجرى إنجاز كل شيء".

رد روسي

وذكرت الصحيفة الروسية أن موسكو حذرت كييف مرارا وتكرارا من عواقب الهجمات على جسر القرم، مهددة عبر مسؤولين عديدين أن ذلك "قد يؤدي إلى هجمات على مراكز صنع القرار في أوكرانيا".

ورد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، السيناتور كونستانتين كوساتشيف على تصريحات "جونشارينكو" بالقول، إن روسيا لن تسمح أبدًا بتدمير جسر القرم.

وقال كوساتشيف في بيان إنه في حالة حدوث محاولة لضرب الهدف، سيتضح أن ذلك يتم بمساعدة الأسلحة التي يوفرها الغرب، لأن أوكرانيا ليس لديها وسائلها الخاصة لتنفيذ مثل هذا الهجوم.

وأضاف أن تدمير جسر القرم سيخلق مشاكل كبيرة لمئات أو ملايين المواطنين العاديين في شبه جزيرة القرم والمناطق المجاورة.

وادعى أن "كل هذا يقع على ضمير أولئك الذين لم يوقفوا المحرضين في المقام الأول، وثانياً أولئك المحرضين الذين لا يتخلون عن محاولات القيام بمثل هذا الاستفزاز".

بدوره، أشار نائب مجلس الدوما دميتري بيليك، في تعليقه على تصريح "جونشارينكو" ، إلى أن "الحمى البيضاء تسود بين السياسيين الأوكرانيين".

وقال: "لا يسود التفكير الرصين بين السياسيين الأوكرانيين، وإنما ما يشبه بهذيان الحمى".

وأضاف: فخلال هذه الفترة كانت لديهم رؤى بشن هجوم على موسكو، وتقويض جسر القرم، وتحرير منطقتي خيرسون وزاباروجيا في أوكرانيا، وكان على الجيش الروسي أن يتصرف كمنظم وينفذ إجراءات مؤلمة ولكنها ضرورية في كثير من الأحيان.

ورأت الصحيفة الروسية أن الجيش الأوكراني يمكنه مهاجمة جسر القرم، لكن نجاح مثل هذا الاستفزاز أمر مشكوك فيه. 

وقالت إنه حتى أكثر الخبراء العسكريين المناهضين لروسيا يدركون فشل مثل هذه الهجمات.

وأضافت أن "جسر القرم مرفق إستراتيجي محمي بالعديد من خطوط الدفاع الصاروخي والأنظمة الحديثة، بما في ذلك الرادار".

معركة وشيكة

من جهته، وصف رئيس لجنة العلاقات الدولية في برلمان القرم يوري جيمبل (موال لروسيا)، خطط كييف لمهاجمة جسر القرم بالجنون.

فحسب ما ذكره، فإن الجيش الروسي لن يضمن حماية المنشأة نفسها فحسب، بل سيكفل أيضًا حماية شبه الجزيرة ككل.

وقال: "الحلم ليس ضارا، ولكنه خطير جدا. ومرة أخرى نحن مقتنعون بالجنون الذي يعاني منه المسؤولون الحكوميون في أوكرانيا. لكن يجب أن يفهموا أنه لن يتم نسيان أي من المجرمين. كما أن سياسة النازية والكراهية ستعود إليها". 

ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن السلطات الأوكرانية تستعد حاليا لشن هجوم أيضا في منطقة زاباروجيا الأوكرانية بعد فشل الهجوم المضاد على خيرسون التي تسيطر عليها قوات موسكو. 

وأوضحت أنه جرى تعيين المهمة إلى هيئة الأركان العامة لتشكيل مجموعات الإضراب والاعتداء من بين مقاتلي الدفاع الإقليمي في اتجاه زاباروجيا، لهجوم على مدن توكماك وإنرجودار (توجد بهم مفاعلات نووية) بحلول 20 أغسطس/ آب 2022.

كما ستشارك الاحتياطيات الموجودة في مدينة دنيبرو الأوكرانية في العملية الهجومية، وفق الصحيفة.

وأشارت إلى أن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي غير مهتم بالخسائر المحتملة في حالة حدوث مثل هذه الخطوة، لأنه يحتاج إلى إيصالات مالية جديدة من الغرب، وفق ادعائها.

وأضافت أن الجيش يدرك أن هذا الهجوم سيصبح قبرًا لآلاف الأوكرانيين، الذين ستحولهم المدفعية الروسية إلى لحوم مفرومة، لكن زيلينسكي غير مهتم بالخسائر، فهو بحاجة إلى إيصالات مالية جديدة من الغرب.