"عرش القيصر يترنح".. موقع تركي يرصد أسماء محتملة لخلافة بوتين في روسيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع تركي الضوء على مدى إمكانية استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منصبه، مع طرح أسماء شخصيات بشأن إمكانية خلافته، خاصة بعد التطورات الدولية الحاصلة خلال الفترة الأخيرة، وفي مقدمتها غزو موسكو لأوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022. 

وأكد موقع "فيكير تورو" أن "الرئيس بوتين رغم أنه لن يستقيل في أي وقت قريب، لكن يبدو أن الصراع على السلطة بين النخبة الروسية قد بدأ بالفعل". 

وأشار إلى أنه "بينما تحاول بعض هذه النخب الظهور في المقدمة بخطابات وحركات سياسية مبالغ فيها، يفضل آخرون التزام الصمت نسبيا بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، مع الأخذ بعين الاعتبار فترة ما بعد الحرب".

حملات صاخبة

ولفت الموقع إلى "فشل الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي تلتها في تعزيز القوة المركزية الروسية وتوحيد المجموعات التجارية والسياسية المؤثرة في البلاد ". 

واستدرك قائلا: "ولو كان بوتين قد حقق نصرا سريعا، كما كان يأمل بوضوح عندما أطلق (عمليته الخاصة)، لكان قد عزز سلطته".

وتابع: "لكن مع استمرار الحرب تضطر النخب في البلاد إلى التفكير في مستقبلها وتحديد موقفها في ذلك المستقبل".

وذكر الموقع أنه "ليس لدى بوتين أي نية للاستقالة، ولكن يبدو أنه يستسلم بشكل تدريجي للزمن، حيث تراقب النخبة في البلاد وخلفاؤه كل تحركاته العسكرية، لكنهم يستطيعون بالفعل أن يروا أنه لا مكان له في مستقبل ما بعد الحرب". 

ووفقا لهذه النخب والخلفاء المحتملين، فإن "وظيفة بوتين الوحيدة في عصر السلام الجديد ستكون تحديد خليفته ومغادرة المسرح"، بحسب الموقع التركي.

وأشار إلى أنه "في هذا العصر الجديد أصبح الخطاب الصاخب والسلوك السياسي المبالغ فيه هو القاعدة مرة أخرى". 

وأفاد الموقع بأنه "كما لو أن هناك حملة انتخابية مستمرة، يبذل البيروقراطيون والمسؤولون داخل حزب (روسيا الموحدة) الحاكم قصارى جهدهم لجذب الانتباه وحتى مهاجمة بعضهم البعض".

واستطرد: "حتى وقت قريب، كان مثل هذا السلوك شبه مستحيل، فقد عمل المكتب الرئاسي في صمت، في حين قدم كبار المسؤولين في الحزب الحاكم وعودا بشأن السياسات الاجتماعية فقط".

وأشار الموقع إلى أن "رئيس الدولة السابق ورئيس الوزراء السابق ونائب رئيس مجلس الأمن، ديمتري ميدفيديف، مشغول بشكل خاص بالإدلاء بتصريحات". 

وأضاف "في حين أن تعليقاته المبالغ فيها والقاسية حول قضايا السياسة الخارجية وإهاناته تجاه القادة الغربيين سخيفة بشكل عام، فإن الدور الذي يحاول ميدفيديف أن يلعبه واضح". 

وأوضح الموقع أن "ميدفيديف يمزج بين سياسة الوحدة والشعبوية، ويلقي باللوم على الأعداء الخارجيين في المشاكل الداخلية".

التزام الصمت

ولفت "فيكير تورو" إلى "سياسي آخر بدأ يدلي بتصريحات صاخبة هو سيرغي كيرينكو، نائب رئيس الأركان ورئيس الكتلة السياسية للكرملين المسؤولة عن الإشراف على الجمهوريات الانفصالية في دونباس". 

وأصبح كيريينكو واحدا من أبرز السياسيين في هذا العصر الجديد، ولكن منذ أن أصبح سفيرا رئاسيا في أوائل عام 2000، لم يظهر أي ميل ليصبح مركز الاهتمام من قبل.

ولكن الآن بدأ كيريينكو بالتحدث بصوت عال عن الفاشيين والنازيين والمهمة الفريدة للشعب الروسي، بحسب الموقع التركي.

ويكشف كيريينكو بوضوح عن وضعه كحاكم لما يسمى بـ"الجمهوريات الشعبية" دونيتسك ولوهانسك، وهذا شيء لم يفعله فلاديسلاف سوركوف وديمتري كوزاك، اللذان شغلا نفس المنصب في الماضي.

وأحد المرشحين البارزين في القتال بين دعاة الحرب هو المتحدث باسم مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، ومنذ انتقاله من الكرملين (كان النائب الأول لرئيس الأركان) إلى الدوما، أصبح أكثر بروزا في الرأي العام مع العديد من التصريحات الاستفزازية".

وأردف الموقع: أن "بيروقراطيين مؤثرين آخرين تبنوا إستراتيجية مختلفة تماما واختاروا الابتعاد عن قضية (العمليات الخاصة) بقدر ما تسمح به مناصبهم.. هذا الصمت في حد ذاته هو حركة سياسية".

فكان رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين وعمدة موسكو سيرغي سوبيانين، اللذان كان ينظر إليهما على أنهما خليفتان محتملان لخلافة بوتين قبل الحرب، سريان بشكل خاص بشأن "العملية الخاصة" في أوكرانيا. 

فعل سوبيانين ما كان متوقعا منه، حيث حضر المسيرة في ملعب لوجنيكي في مارس لإظهار الدعم وذهب إلى الجيش الوطني الليبي في يونيو، لكنه لم يخرج بعد بملابس عسكرية أو يدلي بتصريحات حول الحاجة إلى سحق النازية. في حين تجنب ميشوستين موضوع الحرب تماما.

التفسير المنطقي لصمتهم هو أن الحرب هي حالة مؤقتة وأنه في مرحلة ما سيكون من الضروري تحسين العلاقات مع الغرب وحتى أوكرانيا. 

وفي مثل هذا الوقت، فإن أولئك الذين لم يهينوا "البلدان المعادية" أو لم يشاركوا مباشرة في احتلال أوكرانيا سيكونون في وضع أفضل للقيام بذلك.

ومع ذلك، من الخطر أيضا التزام الصمت، وعندما يطالب بوتين في نهاية المطاف بالولاء المطلق من جميع البيروقراطيين بشأن قضية دونباس والمسائل العسكرية، فإن حقيقة أنهم التزموا الصمت يمكن استخدامها ضدهم، بحسب تقييم الموقع التركي.

اختيار الخليفة

في انتخابات 2007 كان نائبا رئيس الوزراء مرشحان ليحلا محل بوتين، فلعب ميدفيديف دور الإصلاحي الليبرالي، في مواجهة الغرب، في حين اتخذ إيفانوف موقفا محافظا واستبداديا.

ميدفيديف، الذي قال في ذلك الوقت "الحرية أفضل من عدم الحرية" وفاز في الانتخابات، انحرف حقا عن المسار الذي كان بوتين يسلكه من خلال الاقتراب من الغرب. 

وقال بصدق إنه يريد الاستمرار كرئيس، ولكن عندما أراد بوتين أن يكون رئيسا مرة أخرى في عام 2012، سرعان ما تخلى عن ذلك.

بعد إعادة انتخاب بوتين في عام 2018، أثيرت مسألة من سيحل محله مرة أخرى، لكن بوتين وضع حدا لهذه المناقشات من خلال تعديل الدستور للسماح له بالترشح في انتخابين آخرين بدءا من عام 2024. 

وقال الموقع "الآن، تبحث النخبة الروسية مرة أخرى عن بديل لبوتين، ومع ذلك، في هذا العصر الجديد الذي تهيمن عليه الحركات السياسية لم يكن بوتين هو الذي بدأ هذا البحث، ولكن الأشخاص الذين من المرجح أن يحلوا محله".

وذكر أن "أمراء الحرب يتصرفون على أساس أن خليفة بوتين سيختاره، ولذا فهم يقلدون سلوكه من أجل كسب إعجابه ويظهرون أنهم سيحمون إرثه بأمانة.

وقال فولودين ذات مرة: "بوتين سيأتي بعد بوتين".

ويمكن لـ"بوتين الجديد" أن يضمن إعادة توزيع النفوذ والثروة، وهذا ليس شيئا تريده النخب.

وبطبيعة الحال، ستكون المعركة بين خلفاء بوتين عام 2022 حدثا افتراضيا، يقول "فيكير تورو".

وذكر الموقع أن "بوتين لم يبدأ في تحديد من يمكنه استبداله، وكما هو واضح لا يخطط لترك مقعده، فالمنصب الرئاسي يستعد لانتخابات عام 2024، وغني عن القول من هو الدور القيادي". 

وعد أن "الحرب في أوكرانيا وضم المزيد من الأراضي إلى روسيا سيلغي الحاجة إلى بوتين للإدلاء بأي تصريحات". 

وأشار إلى أن "بوتين يريد دخول الانتخابات كزعيم هزم النازية (مهما كانت العواقب الحقيقية للاحتلال) وكشخصية تاريخية لا يتعين عليها تقديم أي وعود لشعبه".

وختم الموقع مقاله بالقول إن "الاهتمام الذي أبدته النخبة في روسيا بالصراع حول من سيحل محل بوتين وحماس المرشحين في هذا الصدد يكشف أن النظام يريد مناقشة (ورؤية) مستقبل ما بعد بوتين". 

وتابع: "يبدو أن الظروف القاسية في زمن الحرب تبعد كل الأفكار حول المستقبل عن عقول الناس، لكن مهما حدث في المستقبل، فإن مكانة بوتين في هذا المستقبل تتقلص".