حنان الفتلاوي.. سياسية عراقية "طائفية فاسدة" طالبت بإهدار دم السنة

يوسف العلي | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

طالما أثارت الجدل بمواقفها السياسية، يصفها البعض بأنها "مسعرة حرب"، فيما يلقبها مؤيدوها بـ"لبوة الشيعة"، تلك هي عضو البرلمان العراقي وزعيمة حركة "إرادة" السياسية، حنان الفتلاوي، التي اعترفت في إحدى مقابلاتها بفسادها المالي.

تنتمي الفتلاوي (54 عاما) إلى قوى "الإطار التنسيقي" الشيعي، الحليف الأقرب لإيران، فهي عضو سابق في ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، قبل أن تعلن عام 2015 تأسيس حركة "إرادة"، وتكون أول امرأة عراقية تقود حزبا سياسيا.

معادية للصدر

الفتلاوي عادت إلى المشهد برفضها الشديد دعوات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لإعادة الانتخابات وحل البرلمان، بعد فشل القوى السياسية في تشكيل الحكومة رغم مرور 10 أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

قالت الفتلاوي عبر "تويتر" في 3 أغسطس/آب 2022 إنه "في ظل دعوات حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة من سيتحمل دفع مبلغ 415 مليار دينار (2.5 مليار دولار) ما أنفقته المفوضية على الانتخابات الماضية؟ ومن سيتحمل دفع 415 مليارا موازنة المفوضية للانتخابات القادمة؟".

وقبلها بيوم غردت: "أي حديث عن انتخابات مبكرة في ظل الحكومة الحالية العاجزة هو مضيعة للوقت. وأي انتخابات مبكرة في ظل القانون الحالي هي مضيعة للوقت. وأي انتخابات مبكرة في ظل الفوضى الحالية هي مضيعة للوقت. والسؤال الأهم لماذا انتخابات مبكرة لإرضاء من؟".

ويضغط الصدر، الذي يعتصم أنصاره داخل البرلمان منذ 30 يوليو/تموز 2022، باتجاه حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، رافضا تشكيل قوى "الإطار التنسيقي" أي حكومة جديدة، وذلك بعد ترشيحهم رسميا للنائب محمد شياع السوداني لرئاستها.

وفي 7 سبتمبر/أيلول 2021، اتهمت الفتلاوي أنصار التيار الصدري بالتهديد بحرق البنايات والمحال التجارية التي ترفع صورها الانتخابية في محافظة بابل التي رشحت عنها الأخيرة، مطالبة الصدر بـ"التدخل وضبط هذه المجاميع التي لا تنتمي حتى لدائرتي الانتخابية". 

وفي مايو/أيار 2016، شبهت الفتلاوي أنصار التيار الصدري بـ"الزومبي"، وذلك بعد اقتحامهم مبنى البرلمان، مشيرة إلى أنها "لو كانت موجودة في تلك الأثناء لأكلها هؤلاء الزومبي".

طبيبة وبرلمانية

حنان سعيد محسن الفتلاوي، ولدت في محافظة بابل عام 1968، حصلت على بكالوريوس في الطب من جامعة بغداد عام 1992، ودبلوم عالي للاختصاص بالأمراض الجلدية من كلية الطب بجامعة بغداد عام 1999.

مارست الفتلاوي العمل الطبي، إذ تخصصت في الأمراض الجلدية في دائرة صحة بابل خلال الفترة ما بين 1999 و2004، وطبيبة تدرج في دائرة صحة بابل وكربلاء من 1992 إلى 1998.

مارست العمل السياسي لأول مرة بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، حيث كانت عضو لجنة الصحة والمرأة بالمجلس الوطني المؤقت عام 2004، ثم ترأست لجنة الأقاليم والمحافظات في "الجمعية الوطنية" عام 2005.

وأصبحت في ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي الأولى (2006 إلى 2010) عضو هيئة المستشارين في مكتب رئيس الوزراء، وتولت إدارة مكتب الأقاليم والمحافظات، ثم فازت بعضوية البرلمان العراقي عام 2010 إلى 2014 وكانت ضمن لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية.

حصلت في الانتخابات البرلمانية لعام 2014 على 90 ألفا و781 صوتا لتكون أعلى المرشحين في بابل من النساء والرجال، وأعلى النساء على مستوى العراق، والمرأة الوحيدة ضمن أعلى عشرة مرشحين بالبلاد.

وفي العام نفسه رشحت لمنصب رئيس الجمهورية ضمن أكثر من مئة مرشح، واجتازت المرحلة الأولى للوصول إلى المرحلة الأخيرة ضمن أعلى مرشحين اثنين منافسة للرئيس السابق، فؤاد معصوم، ولكنها انسحبت بسبب العرف السياسي السائد الذي يمنح المنصب للأكراد.

وفشلت في الانتخابات البرلمانية عام 2018 بالحصول على مقعد برلماني، بعدما خاضت الانتخابات ضمن حركة "إرادة" التي أسستها في يناير/كانون الثاني 2015، لكنها أصبحت مستشارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لشؤون المرأة، الأمر الذي أثار غضب العراقيين، وعدوا ذلك "مداراة لخسارتها".

لكنها فازت بمقعد برلماني في الانتخابات المبكرة التي جرت في 10 أكتوبر 2021، بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي عام 2020، جراء مظاهرات شعبية قتل فيها نحو 800 شخص على يد القوات الأمنية والحشد الشعبي وأصيب نحو 30 ألفا آخرين.

مسعرة حرب

عرفت الفتلاوي بفرضيتها الطائفية "7 مقابل 7" التي أثارت جدلا كبيرا في الشارع العراقي، حيث دعت خلال مقابلة تلفزيونية في أبريل/نيسان 2014 إلى "قتل سبعة من السنة مقابل كل سبعة يقتلون من الشيعة" لتحقيق ما أسمته "توازنا في القتل".

وأثارت تصريحات الفتلاوي ردود فعل شعبية وسياسية غاضبة، وخلال مؤتمر صحفي بمقر البرلمان، أعلنت النائبة وصال سليم عن ائتلاف "متحدون للإصلاح" (السني) رفعها دعوتين قضائيتين لدى المفوضية العليا للانتخابات والقضاء لإلغاء ترشيح الفتلاوي في برلمانيات  2014 لما قالت إنها "تصريحات طائفية ومحرضة على القتل أطلقتها الفتلاوي".

وقالت سليم إن "الفتلاوي أدلت بتصريحات تشير إلى تحريض صريح على قتل العراقيين والتي تعد جريمة ضد الإنسانية لكونها تحرض على قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وهي بهذا تخالف أمر الله تعالى".

وأكدت أن "تصريحات الفتلاوي تعد تهديدا للوحدة الوطنية ولا يقصد منه سوى إثارة الفتنة الطائفية وتحقيق غايات وأهداف سياسية وحزبية، وهي بهذا لا تصلح للترشيح للانتخابات البرلمانية استنادا للقانون".

وفي المحصلة، لم يدنها القضاء ولم تستبعدها المفوضية من الانتخابات، فيما عدت الفتلاوي، "لبوة المذهب" كما يسميها جيشها الإلكتروني، المدافعة الأولى عن رئيس الوزراء السابق المالكي، والمنشقة من ائتلافه لتؤسس حركة جديدة تحت اسم "إرادة".

وأكدوا أن "ارتفاع صوتها ونظرياتها في المحاصصة الطائفية جعلها تحصل على 90 ألف صوت عن محافظة بابل في انتخابات 2014، فهي صاحبة نظرية الموت التوافقي، والتي تتلخص بأن موت سبعة من الشيعة لا بد أن يقابله موت سبعة من السنة"، حسب الكاتب العراقي، قيس جعفر، نشرته صحيفة "العربي الجديد" في 25 مايو/أيار 2018.

وفي أبريل/نيسان 2014، أقرت الفتلاوي خلال مقابلة تلفزيونية أنها وجميع الطبقة السياسية الحاكمة تقاسموا الامتيازات و"الكعكعة" وكل واحد منهم أخذ حصته وفرح بها، من خلال أخذ العقود والمناقصات والعمولات، و"كلنا استفدنا بذلك". 

وعلق النائب السابق وعضو اللجنة القانونية في البرلمان، فائق الشيخ علي، خلال مقابلة تلفزيونية عام 2018، قائلا: "أي لبوة هذه التي تبتز الناس وتضحك على الشعب العراقي وتزجه في حروب طائفية، فهي تريد قتل سبعة مقابل سبعة، وتعترف بأنها اقتسمت الكعكعة وسرقت العراق ورضيت بنصيبها من العمولات".

واتهم الشيخ علي أن "دورها في البرلمان كان ابتزاز الوزراء، فهي تخير الوزير إما أن يعطيها 5 ملايين دولار وتمشية هذا العقد وذاك، وتعيين مقربين منها في دوائر الوزارة أو أنها ستستجوبه في البرلمان، فهل هذا هو دور البرلماني؟".

وخلال مقطع فيديو نشره الإعلامي العراقي المقيم في الولايات المتحدة علي فاضل عبر "يوتيوب" في 10 أغسطس/آب 2022، أكد أن "شقيق الفتلاوي الضابط في الجيش صباح الفتلاوي كان من ضمن الذين اجتثوا في قانون اجتثاث البعث كونه كان عضوا فيه، لكنها استطاعت بعلاقتها مع رئيس الوزراء السابق المالكي إعادته وتسليمه منصبا كبيرا".

وأوضح فاضل أن "شقيق الفتلاوي الآخر اسمه إيهاب، وهو مختص بتجارة المخدرات يجلبها من إيران ويبيعها في السعودية، ثم اعتقلته القوات الأمنية العراقية، ولكن حنان بدأت بالتوسط للإفراج عنه، ما استدعى هيئة النزاهة لتقديم شكوى ضدها وبعثت بكتاب إلى البرلمان تطلب منه بمنع الأخيرة من التوسط لشقيقها".

وبحسب فاضل، فإن "إيهاب خرج من السجن بفضل ضغوطات شقيقته، وحصل على منزل في المنطقة الخضراء وسط بغداد التي تضم مؤسسات الدولة الحساسة وسفارتي واشنطن ولندن، وكذلك بيوت كبار المسؤولين العراقيين".