تدعمها بقوة في الحرب.. ما احتمالات نجاح رئيس أوكرانيا لإثارة الصين ضد روسيا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة روسية عن محاولات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفكيك العلاقات بين روسيا والصين وجذب الأخيرة للانضمام إلى الغرب لمواجهة موسكو التي تشن حربا على بلاده منذ 24 فبراير/شباط 2022.

وتمثل الصين قوة سياسية واقتصادية هائلة ما يدعم روسيا بشدة في حربها مع أوكرانيا، وفق ما تقول صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية في مقال للكاتب "ميخائيل روديونوف".

فما تأثير الصين على روسيا إذا اقتنعت بالفعل بالانضمام إلى الجانب الأوكراني؟ وما الكروت الرابحة لدى موسكو لتظل صامدة في الحرب ضد كييف؟ تتساءل الصحيفة.

مناقشة الصراع 

وبحسب ما ذكره الكاتب فإن زيلينسكي أعرب عن رغبته بمناقشة الصراع في أوكرانيا "مباشرة" مع نظيره الصيني "شي جين بينغ".

وفي مقابلة مع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" (هونغ كونغية تصدر باللغة الإنجليزية)، دعا زيلينسكي الصين إلى "الانضمام إلى عالم متحد" لمواجهة روسيا.

 ويعتقد الرئيس الأوكراني أن على بكين ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على موسكو.

وأوضح بالقول: أردت التحدث إليه مباشرة، فقد أجريت محادثة واحدة مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ" قبل عام.

وحسب ما ذكره زيلينسكي، طلبت كييف بعد 24 فبراير/شباط رسميا مفاوضات مع بكين، ولكنها لم تحدث، مشيرا إلى أنها كانت ستجدي نفعا لو جرت.

كما أشار إلى أن الصين "دولة واقتصاد قويان للغاية" ويمكنها ممارسة تأثير سياسي واقتصادي على روسيا، مضيفا أن موسكو بدون السوق الصينية ستشعر "بعزلة اقتصادية كاملة".

ويشير الكاتب إلى أن "زيلينسكي" أقر بأن "حياد بكين أفضل" من انضمامها إلى روسيا، وقال سابقا إنه من المهم ألا تتلقى مساعدة منها.

واختارت الصين رسميا الحياد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وإن كانت من الناحية الإستراتيجية تقف في نفس الخندق مع موسكو في مواجهة المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

فبكين لم تنضم إلى القائمة الطويلة من الدول التي أدانت الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، ناهيك عن فرض عقوبات على موسكو، بل ألقت اللوم على الولايات المتحدة في إثارة الأزمة وتصعيدها.

ومنذ اليوم الأول، اتهمت الخارجية الصينية، واشنطن بأنها "أججت التوترات وأشعلت تهديدات الحرب في أوكرانيا"، ورفضت استخدام مصطلح "غزو" لتوصيف ما جرى.

غير أن الموقف الصيني لم يذهب بعيدا في دعم روسيا، لأنه مكبل بمبدأ "احترام أراضي الدول وسيادتها" بما فيها أوكرانيا، وهو ذات الموقف الذي تبنته بكين عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

ناهيك أن الدعم الصيني لروسيا، من شأنه أن يورط الصين في صراع أكبر مع الغرب، في قضية لا تعنيها بشكل مباشر، ولذلك فقد بقيت على الحياد.

بطاقة الطاقة

في السياق، أدان "زيلينسكي" زيارة المستشار الألماني الأسبق "غيرهارد شرودر" إلى موسكو نهاية يوليو/ تموز لمناقشة قضايا الطاقة، ووصفها بأنها "مثيرة للاشمئزاز".

ففي رأيه، هذا الرجل يعمل لصالح موسكو وهو أحد مبعوثيها. وانتقد عمل بعض القادة السابقين "للدول القوية ذات القيم الأوروبية لصالح روسيا".

ويعتقد "زيلينسكي" أن تصريح المستشار الألماني "شرودر" بأن موسكو تؤيد حل الأزمة الأوكرانية من خلال المفاوضات غير صحيح كما يُزعم. 

وحسب ما ذكره، فإن الجانب الروسي لا يسعى إلى الحوار وأوكرانيا بحاجة إلى مواصلة القتال. 

وقال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف": "إن المستشار السابق مثله مثل الجميع قلق للغاية بشأن الوضع الحقيقي للأمور ويخشى أزمة الطاقة التي تشتعل في أوروبا".

ويشير الكاتب إلى أن المستشار الألماني "شرودر" عبر عن شعوره بالقلق إزاء "عدم وجود آفاق مشرقة على الإطلاق" في قطاع الطاقة وطلب من "بوتين" شرح رؤية الجانب الروسي للوضع.

 ورد بوتين بدوره بالأوراق المفقودة لإعادة التوربينات التي جرى إصلاحها من أجل خطوط الغاز "نورد ستريم" إلى شركة "غازبروم" الروسية.

وذكر المتحدث باسم الكرملين بأن شركة "غازبروم"، بصفتها مورِّدا ومالكاً لهذه التوربينات، فهي ملزمة ببساطة بالحصول على مستندات تفيد بأن منتجاتها وبضائعها ليست خاضعة للعقوبات.

وأكد "بيسكوف" أنه في الوقت نفسه، سأل المستشار السابق "شرودر" عما إذا كان من الممكن استخدام خط الغاز "نورد ستريم 2" في حالة الأزمة، لافتا إلى أن بوتين رد بأن "ذلك ممكن تقنيا".

وعلقت ألمانيا التصديق على "نورد ستريم 2" خط أنابيب الغاز بين موسكو وبرلين في 22 فبراير 2022، بعد أن اعترفت روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين.

وأردف بيسكوف: "إذا جرى إطلاق خط أنابيب الغاز، فستكون روسيا قادرة على إمداد أوروبا بـ 27 مليار متر مكعب من الغاز في السنة بحلول نهاية العام، وليس أكثر من ذلك. :فلقد ذهب النصف بالفعل إلى استهلاكنا المحلي". 

ويتابع كاتب المقال بالقول: إن المستشار الألماني "شرودر" دعا في مقابلة مع مجلة "شتيرن" الألمانية إلى إطلاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، إذ إن تدشينه سيكون الحل الأسهل في الوضع الحالي (لمواجهة أزمة الطاقة في أوروبا).

وقد أعرب "شرودر" قائلا: "عندما تصبح الأمور ضيقة حقا، يكون خط الأنابيب هذا موجودا، ومع كل من خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم ونورد ستريم 2، لن تكون هناك مشاكل في الإمداد للصناعة الألمانية والأسر الألمانية".